رأى رئيس تيار "المستقبل" النائب ​سعد الحريري​ انه "مدينة طرابلس واجهت الفتنة وطردت من صفوفها أدوات الشر وسرايا التخريب والتهجير، وشبابها واجهوا حملات التجني والغدر والملاحقات التعسفية وتمسكوا بايمانهم تحت وطأة تعذيب السجون والأحكام الجائرة".

وفي كلمة له خلال حفل افطار في معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس اكد الحريري انه يحترم صوت اهالي طرابلس وسيتعاون مع مجلسها البلدي الجديد لانه الديمقراطية تقتضي ذلك، مشددا على انه ليس بوارد العتب عليهم، موضحا ان "أعضاء المجلس البلدي الجديد كلهم اخواني واحبائي ومصلحة طرابلس من وجهة نظري فوق كل اعتبار"، مشيرا الى انه "وفاء طرابلس لتيار "المستقبل" ممنوع ليس بوارد المراجعة أو التقييم فهي لن تخرج من جلده، هي التي قدمت للرئيس الراحل ​رفيق الحريري​ عندما كان ممنوعا عليه أن يقدم شيء لطرابلس"، مضيفا "نحن ليس لنا شيء على طرابلس بل أهلها لهم علينا، ووصلني صوت ورسالة كل ناخب وأنا مسؤول عنها"، لافتا الى ان "مفهومنا للسياسة هو خدمة الناس وتطلعاتها وقضاياها ولم ندخل السياسة من أجل المناصب والمكاسب والأموال، اسمنا حريري ومناصبنا الشهادة واموالنا نخسرها في السياسة ولا نرى من السياسة إلا وسيلة لخدمة أهلنا في كل لبنان"، موضحا ان "جمهورنا هو من يحملنا المسؤولية ونحن لا نتهرب منها، بل نحن مسؤولين عن هذا الجمهور وهذا هو أساس الحريرية الوطنية"، مضيفا "اصبح الجميع اليوم يريد ان يشرح لنا ما هي الحريرية السياسية ووصلت الأمور لدعوة آل الحريري من أجل العودة إلى الحريرية ودعوة سعد للعودة إلى رفيق، فلنتذكر ان رفيق الحريري في نهاية العام 2004، بعد محاولة اغتيال مروان حمادة، قال "انها مرحلة تستلزم من الجميع الحكمة والصبر والتبصر، مرحلة صعبة، كاننا أمام طائرة مدنية مخطوفة ولا تستطيع تحرير الركاب بالقوة، الأولوية لسلامة الركاب وانقاذهم، فمجرد إنقاذ لبنان يشكل عقابا للخاطفين"، وهذا لسان حالنا وحال بلدنا اليوم، والطائرة لا تزال مخطوفة وواجباتي أن أعمل بروح رفيق الحريري على إنقاذ الركاب وتأمين سلامتهم ومن الآن أقول الخاطف لن يكمل والطائرة ستهبط بسلام وتعطي الأمان والكرامة للركاب والخاطف سيأكل نصيبه، هذه هي مدرستنا ومسؤوليتنا ومن لديه رأي مختلف بأنه يجب كسر الشباك أو قتل الكابتن أنت حر برأيك ولكن حل عن رفيق الحريري وعن آل الحريري، وللذين أصبحوا فجأة خبراء برفيق الحريري ومبادىء الحريرية، نذكرهم أنه في كل مرة سئل الحريري عن أهم شيء في الدني كان يقول الصدق، وأساس الصدق هو الوفاء وهذا للتذكير فقط".

واعتبر الحريري انه "عندما تهمل وتظلم طرابلس، نحن مسؤولون، وعندما تكون على حق نحن مسؤولون أيضا، ونحن في خدمة طرابلس وليس العكس وعندما نضع أنفسنا في خدمتها نقدم أعظم خدمة للإعتدال والإستقرار في لبنان"، لافتا الى ان "هناك محاولة منذ سنوات، وصلت لدرجات مسعورة بهدف إلصاق التطرف بكل أهل السنة عموما وأهل طرابلس بشكل خاص، وجزء من هذه الظاهرة خرق داخلي يعمل على توصيف الإعتدال على أساس أنه ضعف، لكن العكس صحيح الإعتدال هو قوة وهو من أنقذ طرابلس وكل لبنان، الإعتدال الصامد في مشروع الدولة هو قوة وليس ضعف"، مشيرا الى ان "ديننا دين إعتدال والإيمان بذلك قوة وليس ضعف، وهذا ما جعل الجيش يضرب فتنة فتح الإسلام التي ارسلها الرئيس السوري بشار الأسد وهي من أوقفت فتنة الوزير السابق ميشال سماحة الذي كان مرسلا من معلمه في سوريا ومن يقتل هو ضعيف ومن يطالب بالعدالة والحق هو القوي".

ورأى الحريري ان "الإعتدال هو من أخرج النظام السوري من لبنان بعد أن توجه كل المعتدلين من كل الطوائف على ساحة 14 آذار"، مشددا على ان "طرابلس لم تكن يوما ولن تكون بؤرة للتطرف والإرهاب ولكن لن تقبل ونحن لن نقبل بأن تكون مستنقعا إقتصاديا وهي تقيم على خط اليأس منذ عقود طويلة وحان الوقت لوضعها على خارطة النهوض الوطني"، مؤكدا أن "النهوض في طرابلس أمانة في أعناقنا جميعا وأنا مع كل الأوفياء في المدينة سأكون في مقدمة حملة النهوض في طرابلس".

واوضح الحريري "أننا نبذل كل الجهد ونوفر كل الإمكانات لإطلاق ورشة وطنية في طرابلس تشمل المعرض والمرفأ والاسواق القديمة ووضعها على خارطة الإقتصاد الوطني والعربي، لانها شبعت من الوعود وتريد تنفيذ مشاريعها".

واضاف الحريري "نحن ندعم مشروع المنطقة الإقتصادية الخاصة، وهذا المشروع يشمل سكة حديد وشبكة طرقات تمتمد إلى سوريا ومرفأ وهذا المشروع سيكون منصة لاعادة الإعمار في سوريا والعراق"، معتبرا ان "سوريا ستتخلص من كابوس الأسد وعلى طرابلس الإستعداد للعب دورها التاريخي وعلينا العمل من أجل المستقبل".