منذ أن أعلن رئيس التيار "الوطني الحر" وزير الخارجية ​جبران باسيل​ انطلاق الانتخابات التمهيدية الداخلية في التيار لاختيار المرشحين المحتملين لخوض الانتخابات النيابية المقبلة، عادت الانقسامات التي شهدها التيار في الانتخابات البلدية الأخيرة إلى الواجهة.

لم تختلف الصورة كثيراً منذ الانتخابات البلدية الأخيرة وحتى اليوم، فالانقسام لا يزال على حاله. وبعد محاولات "لمّ الشمل" التي لم تنجح، وقرارات تجميد العضوية والعزل والعقوبات المسلكية للبعض والتي لم تفِ بغرضها "التأديبي"، ظهر الانقسام بين أبناء التيار الواحد جلياً على مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة.

"مش عاجبنا ومش رح نفل"، هكذا يعلق الناشط اسبير مخايل على الدعوات للاستقالة من التيّار لكل من يعارض الوضع الحالي، مضيفاً: "نفسنا طويل يا نابغة عصرك، ويللي بيطلع بإيدك تعملو ما تقصر".

ويلفت إلى "اننا أحرار وبدّنا التيار أكتر من الكلّ ويللي وجهة نظرو غير منحاول نقنعه، ما إقتنع، يتفضل يعمل يللي بناسبو، ولربما نلتقي مجددا على قواسم مشتركة".

أما الناشط مارسيل ابراهيم، فيدعو إلى التهدئة، ملوحاً بما حصل مع رئيس "التيار المستقل" اللواء عصام ابو جمرا، ويقول "طولوا بالكم يا شباب ماتجمرتوا.. ما شفتوا مين تجمر.. شو يعني بدكم تلحقوا أبو جمرا".

هكذا اذا انقسم العونيون على مواقع التواصل الاجتماعي بين من يلقب نفسه بـ"جيل عون" وبين قابل بالتغييرات التي حصلت أخيراً على هيكلية التيار ورفضت ما حصل من تجاذبات عونية خلال الانتخابات البلدية.

ثلاثة أوسمة كانت أساسية في ما يحصل على العالم الافتراضي، وهي "#العماد_عون_خط_احمر"، "#‏التيار_اقوى"، "#التيار_القوي".

وفي هذا السياق، نشرت صفحة تطلق على نفسها اسم "Aoun Generation" صورة للعماد عون مع عبارة "العماد عون خط أحمر"، معتبرة أنه "إذا كنت ترفض التطاول على القائد العماد ميشال عون الذي صمد وقاوم منذ العام 1975 وحتى يومنا هذا، مرّ لبنان منذ ذلك الحين بمراحل مفصلية كان أخطرها بين عامي 1988-1990 لتأتي بعدها مرحلة النفي والنضال منذ العام 1990 ولغاية 2005، ثم جاءت مرحلة ما بعد التحرير التي حفلت بالمقاومة لحماية لبنان وبالنضال لأجل التغيير والاصلاح، إذا كنت ترفض الإغتيال المعنوي اليوم للعماد عون بعد ان كان في الماضي عسكريا وأمنيا خلال تسلمه قيادة الجيش، إذا كنت ترفض إختصار التيار والقضية بأشخاص وهدفك القضية التي تعلو على كل مصلحة شخصية ومصلحية، إذا كنت ترفض كل ذلك أيها اللبناني، شارك هذا الهاشتاغ وهذه الصورة".

إذا يبقى عون هو الأب الروحي لكل التيارات داخل التيار، ومهما افترقوا يبقى عون هو الرمز والقضيّة بالنسبة لهم وهو جامعهم رغم كل التجاذبات.

يؤكد الناشط روبير مجدلاني أنه رغم كل ما يحصل، يبقى العونيون أولاد بيت واحد ومبادئ واحدة، مضيفاً "صراحة مش عم بقدر اكره حدا منكن، بحبكن كلكن، بـمنيحكن وعاطلكن، بصوابكن وغلطكن، وقد ما ازعل وغالط عالم منكن، ما حدا بيكره اخواتو، كلنا واحد وبدنا نبقى واحد، اوعى حدا يفرقنا، اوعى تخلوا حدا يفرقنا، اللي بيجمعنا اكتر بكتير من اللي بيقسمنا".

بانتظار صبيحة يوم الأحد المقبل، أولى محطات الانتخابات التمهيديّة، ستبقى التجاذبات مستمرة على مواقع التواصل الاجتماعي. ولكن، هل ستنجح هذه الانتخابات باخماد الحريق العوني، وإعادة الأبناء إلى كنف بيتهم الأول؟