لم تمرّ قضية التمديد للواء محمد خير كما والكلام عن التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي مرور الكرام لدى "التيار الوطني الحر"، الذي بدأ مساراً تصعيدياً كان أوله أمس مع مقاطعته لجلسة مجلس الوزراء، في حين أن اللافت كان حضور وزراء "حزب الله" وهي المرّة النادرة التي يشاركون فيها في جلسة لا يكون "التيار" حاضراً فيها. ليبقى السؤال: "ما هي الرسائل المتبادلة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون من خلال ما حصل في جلسة الأمس؟!".

"هي مرّة من المرات النادرة التي يحضر فيها وزراء "حزب الله" جلسة الحكومة دون وجود حليفهم الاساسي "التيار الوطني الحر". هذا ما يراه الكاتب والمحلل السياسي ​جوني منير​ عبر "النشرة"، لافتاً الى أن "هذا الأمر يؤكد على وجود قرار دولي كبير يمنع سقوط الحكومة"، مشيراً الى أن "أكبر دليل على ذلك هو كلام السفيرة الاميركية في لبنان اليزابت ريتشارد التي تشدد في كل جولاتها على عدم هزّ الاستقرار الأمني والسياسي". في الوقت نفسه يشير الكاتب والمحلل السياسي ​خليل فليحان​ الى أن "ما طالب به "التيار" أدّى الى مزيد من التشتتّ والانقسامات داخل الحكومة"، مشيراً الى أن "وجود "حزب الله" و"حركة أمل" في الجلسة أظهر حجم الخلاف بين بري وعون".

صحيح أن وزراء "حزب الله" حضروا الجلسة الحكومية بالامس، وبحسب منيّر يأتي هذا "الحضور في سياق التزام الحزب ومعه الدول الدائمة كإيران وغيرها بوجود الحكومة والحفاظ على الأمن في لبنان"، لكنه أشار في نفس الوقت الى أن "حزب الله ورغم حضوره التزم بموقفه تجاه عون وان ما يطالب به الأخير لن يسير "حزب الله" بعكسه"، ويشدد منيّر على أن "معركة التيار الاساس هي مع التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي"، لافتا الى أن "عون يسعى الى إزاحته عن السباق الرئاسي". أما فليحان فيعتبر أنه "إذا كانت مشكلة "التيار" مع التمديد لقائد الجيش فلماذا لا يقوم بالمشاركة بجلسة الحكومة ومن ثم الاعتراض على التمديد له داخلها"، مؤكداً أن "لا أحد ينكر "زعامة" التيار على الساحتين اللبنانية والمسيحية إلا أنه لا يجوز أن يُعطل الحكومة في هذا الظرف بالذات".

ولفت منيّر الى أن عدم حضور "التيار الوطني الحر" لجلسات الحكومة لن يؤدي الى ضربها، معتبراً في نفس الوقت أنه "من المبكر الحديث عن الجلسة التي ستعقد في أيلول لأنه في "السياسة" كل شيء يتغيّر في اللحظات الأخيرة"، مشيراً الى أن "عون قد يستمر في تصعيده كما أن الفرقاء السياسيين قد يتمكنون من إيجاد المخارج اللازمة وإعادته الى الحكومة". بدوره توقع فليحان "مزيداً من التشنّج في الجلسة المقبلة يقابله مزيداً من التصعيد من التيار، خصوصاً وأن رسائل بري لعون بالأمس كانت واضحة ومفادها بأن "ليس كل ما تطلبه نسير به".

في المحصّلة إنتهت الجلسة الحكومية التي شارك فيها وزراء "حزب الله" وحركة "أمل" ليبقى السؤال هل سيتمكن الفرقاء من إيجاد حلّ للازمة وإعادة "التيار الوطني الحر" الى الحكومة؟!