في ذروة الحرب الأمنية والعسكرية التي يخوضها ​الجيش اللبناني​ بمواجهة الإرهاب في لبنان وعلى حدوده، ظهرت بعض الأصوات التي حاولت الهجوم عليه وقيادته دون وضوح الأهداف أو الغاية منه.

رغم تداخل الأسباب السياسية خلف هكذا هجوم، إلا أنه بقي مستنكراً من الكثير من اللبنانيين الذين اعتبروا أنه أتى في وقت غير مناسب، خصوصاً بعد العملية الأمنية النوعية للجيش في عين الحلوة والتي أدّت إلى القاء القبض على الارهابي عماد ياسين.

فما أسباب وخلفيات هذا الهجوم على قائد الجيش، وهل من الصدفة أن تُخلق هذه الانتقادات في هذه الظروف التي يعيشها البلد؟

يرى العميد الركن المتقاعد ​جورج نادر​ أن "الهجوم على قائد الجيش العماد ​جان قهوجي​ هدفه منع وصوله إلى رئاسة الجمهورية"، متسائلاً "من اكتشف الفساد في الجيش لم يتمكّن من كشفه في الوزارات والمؤسسات الأخرى؟"، ومؤكداً أن "قائد الجيش ليس منزلاً من السماء لكن الهجوم عليه في هذه الظروف ليس بريئاً وليس في وقته".

ويوافقه الرأي العميد الركن المتقاعد ​أمين حطيط​، إذ يعتبر أن "أي نقد يجب النظر إليه في الزمان والمكان والموضوعيّة، وفي هذه الظروف لم يبقَ من الدولة الا الجيش الذي يحتاج إلى احتضان شعبي كما ان قائد الجيش يمثل رمز وهيبة الدولة"، مضيفاً "بصرف النظر عن موضوعية النقد أو عدمه، لكن نحن نتوقف عند الظرف فالمخاطر الأمنية التي تتهدد الدولة اللبنانية كبيرة والسدّ المنيع هو الجيش". ولفت حطيط إلى أنه "اذا كان هناك من ملاحظات عليه لا يجب تقديمها في هذا الوقت".

ويشير حطيط إلى أن "لا شيء بريء في الدولة ودائماً السياسة اللبنانية تعتمد التصويب "غير المباشر"، لافتاً إلى أنه لا يستبعد "ان يكون الهدف من هذا الهجوم هو رئاسة الجمهورية أو التمديد لقائد الجيش أو أن كاتب المقال لم يعلم مخاطر وتبعات ما كتبه".

في سياق منفصل، يشدد نادر على أن "الجيش اللبناني اليوم يقوم بعمليات نوعية آخرها عملية عين الحلوة وبالتالي ليس هذا وقت التصويب عليه"، لافتاً إلى أن "العملية نوعيّة وناجحة جداً فلو نجح مخطط الارهاب لكان دمر البلد"، متسائلاً "الآن أرادوا الاضاءة على الفساد؟ ليس دفاعاً عن قهوجي لكن هذه ليست الظروف الصحيحة لذلك". ويضيف نادر "انظروا الى انجازات الجيش اللبناني وانظروا إلى فساد إدارات الدولة بالمقابل، فالجيش هو المؤسسة الوحيدة التي تطمئن اللبنانيين رغم وجود بعض الشواذات التي لا ننكرها".

وإذ يدعو نادر إلى "البحث عن انجازات الجيش اليومية وتقدير تعب العسكريين الذين لا ينامون الليل دفاعاً عن لبنان"، يشدّد على أن "ما من مصلحة وطنية في الهجوم بهذا الوقت".

بدوره يؤكد حطيط أن "عملية عين الحلوة هي من أهم وأرقى وأروع العمليات في الآونة الأخيرة نظراً لنظافتها في التنفيذ، فلم تسقط قطرة دم رغم المكان التي نفذت فيه ما يؤكد أنها عملية محترفة"، مشيراً إلى أنها "أجهضت مخطّطات على ثلاثة أصعدة اجتماعية، اقتصادية وأمنية".

لم تنجح محاولات تشويه سمعة قائد الجيش، المجهولة الأسباب، بعد التوضيحات التي أعلنتها قيادته حول طبيعة الأرصدة المالية لقهوجي. وردّ الجيش على هذه الاتهامات لن يكون سوى بعمليات نوعية تزيد من تحصين الوطن.