في أوج الهجمة التكفيرية على لبنان وتحديدا على اماكن تواجد "الشيعة" فيه، استمر إحياء مراسم "​عاشوراء​" في البيوت والمجمعات، فهذه المناسبة الدينية تشكل "نبض الحياة" لأبناء هذا المذهب، وتخليدا لـ"نفوس أبية" حمت الإسلام بدمائها.

"ان استمرار المراسم العاشورائية هو واجب في رقابنا الى يوم الدين"، يقول مصدر في جهاز أمن "حزب الله". ويضيف: "كما في الأعوام السابقة، نقوم هذا العام باتخاذ الاجراءات والتدابير المشدّدة الكفيلة بردع الأخطار عن المواطنين ومحبّي الامام الحسين، خصوصا أننا نواجه ارهابيين نذروا انفسهم لخدمة الشيطان ووصل بهم جنون العقل الى مرحلة لن يتورعوا فيها عن تفجير أنفسهم بمحبي ابن بنت رسول الله لكي يتناولوا الطعام مع الرسول نفسه".

ويشير المصدر الى "الجهوزية العالية من قبل عناصر أمن "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث بدأت هذه العناصر بالعمل المكثف منذ أيام، من تسيير الدوريات على مدار الساعة، الى التدقيق بوضعيّة مثيري الشبهة وتوقيف عدد منهم، والتنسيق التام مع مخابرات الجيش اللبناني". ويكشف المصدر عن قيام جهاز أمن "حزب الله" بالعديد من عمليات التوقيف العشوائية لسوريين متواجدين في الضاحية الجنوبية ولكن ضمن معايير محدّدة وبناء على معطيات ثابتة، مشيرا الى ان هذه المعايير تتمحور حول الشبهات والتصرفات المثيرة للجدل لهؤلاء الأشخاص، كالتوتر او التواجد في مكان واحد على مدار ايام، لافتا النظر الى ان عددا كبيرا منهم تمّ اخلاء سبيلهم بعد التحقيق معهم والتدقيق في بعض المعطيات.

في نفس السياق يعلن المصدر عن نجاح "جهاز أمن المقاومة" في توقيف "أهداف موصلة"، أي تلك التي تشكل خيوطا تُوصل الى أهداف أكبر، متحفظا عن الأسماء في الوقت الراهن. ويقول: "ان التنسيق مع الأجهزة الأمنية واعترافات موقوفين لديهم أوصلت الى كشف متورطين كثر جرى إلقاء القبض عليهم قبل الشروع بتنفيذ مخططاتهم الشيطانية". وكشف المصدر عن أمور جديدة سيتم اتّباعها لأول مرة هذا العام لمحاولة التقليل من نسبة الصدامات بين المواطنين وعناصر الأمن، وهي في الحواجز الحديدية العملاقة الموجودة في محيط مجمع سيّد الشهداء ومسجد القائم واماكن أخرى محددة، حيث سيتم منح ساكني ذلك المحيط بطاقات ممغنطة تُستعمل لفتح الحواجز كهربائيا، وذلك لتسهيل وصول السكان الى منازلهم. ويردف: "اضافة الى ذلك سيتم استبدال "الخيمة" التي كانت تتم بها عمليات التفتيش الدقيق للمشاركين في المراسم العاشورائية بغرف حديديّة سميكة قادرة على امتصاص قوة أي متفجرات قد يقرر الانتحاري تفجيرها عند اكتشاف أمره خلال التفتيش".

كما حزب الله كذلك حركة أمل، فقد فعّلت عملها الأمني في مناطق تواجدها في الضاحية الجنوبية، وتحديدا في "الشيّاح" و"معوّض" حيث تقام أكبر المجالس العاشورائية. وفي هذا الإطار يؤكد مصدر أمني في الحركة أن الاجراءات "التحضيرية" قد انطلقت وهي تشمل عمليات الاستعلام والتدقيق، وستلحقها في الساعات المقبلة الاجراءات التنفيذية التي ستشمل تواجد العناصر على الأرض وفي محيط أماكن التجمع على مدار الساعة".

ويكشف المصدر أن أمن الحركة قد بدأ عمليات الإحصاء في البيوت ومحيط أماكن "الإحياء" لتبيان أعداد وهويات السكان وتحديدا مَن هم مِنْ خارج المنطقة، مشيرا الى أنّ الخطة التي اتبعت العام الماضي بتحديد أماكن اقامة المراسم العاشورائية بقيت هي نفسها وتم انتقاء الأماكن بدراية بحيث تكون القدرة على حمايتها أمنيا متوفرة، مع الإشارة الى أنّ الحركة قررت إقامة مجلس عاشورائي مركزي في صور وسيتم نقل وقائعه على الهواء مباشرة لثلاثة ايام، في مقابل نقل مباشر لثلاث ليالي في معوض و10 ايام في المصيلح.

تعمل الأجهزة الأمنية وأجهزة أمن "حزب الله" وحركة "أمل" بظل اعترافات أخيرة لإرهابيين موقوفين لا تبشّر بالخير، فالمتربصون بجمهور "حزب الله" والإمام الحسين كثر، لذلك لا بد من "فتح العين" سواء من الأمنيين أو من المواطنين العاديين، فكل "مواطن خفير" اليوم، لمكافحة الارهاب وليس الصهيونية كما كان الهدف عام 1954 يوم أسس الأديب سعيد تقي الدين بالتعاون مع عدد من الوطنيين، لجنة "كل مواطن خفير".