اجمعت مصادر نيابية وأُخرى سياسية ان سقف التحرك الذي يقوم به رئيس تيّار "المستقبل" النائب ​سعد الحريري​ في اتجاه زعماء الكتل النيابية، مع إمكانية نجاحه في إحداث خرق في أزمة الشغور الرئاسي وصولا الى انتخاب رئيس تكتّل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، مرتبط بعامل أساسي واحد، وهو عدم إشهار بطاقة حمراء اعتراضية من المملكة العربية السعودية على وصول عون الى قصر بعبدا.

وتشير المصادر الى انه اذا لم تصل اي إشارات سلبية من الرياض تعترض على توجه زعيم تيار المستقبل من الان وحتى موعد جلسة ​الانتخابات الرئاسية​ المقبلة في 31 تشرين الاول المقبل، او ربما قبله، فان التفاصيل الداخلية او الشروط والشروط المضادة التي يضعها زعماء بعض الكتل قابلة للحلحلة.

وترى المصادر ان الاتجاه الإيجابي نحو الانتهاء من الشغور الرئاسي يبدأ بموقف واضح وعلني ولا لبس فيه من سعد الحريري يعلن فيه ان الاتصالات التي اجراها مع القيادات السياسية في البلاد تقتضي، لإنقاذ لبنان من الانهيار الكامل، النزول الى المجلس النيابي وانتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية.

وتوقعت المصادر نفسها ان يبدأ، بعد هكذا كلام، التفاوض الجدي بين الكتل حول عدد من القضايا، حيث يضع كلّ فريق اوراقه على الطاولة بعيدا عن الابتزاز او اقله الشروط التعجيزية تمهيدا للتعامل مع كل مطلب على حدة وإمكانية ارضاء الجميع بالحد الأدنى دون الانتقاص من دور ومركز الشخصية ذي الحظوظ الكبيرة لمركز الرئاسة وهي في هذه الحالة العماد ميشال عون.

واكدت المصادر انه في حال تحققت الشروط أعلاه من الطبيعي ان تبدأ محركات حزب الله باتجاه الحلفاء، وبالتحديد نحو رئيس المجلس النيابي نبيه بري لتذليل العقبات، لان المصلحة الاستراتيجية العليا للثنائي الشيعي، والتي ستضمن بالتأكيد عودة بري لرئاسة المجلس، لا تسمح بان تحول المطالب التفصيلية مثل توزيع الحقائب او ملف النفط او غيرها من الملفات، دون وصول عون الى قصر بعبدا، او إمكانية خسارة ​8 آذار​ هذه الفرصة التي ان ثبتت ستشكل انتصارا حقيقيا لهذا الفريق السياسي.

وترى المصادر ان رئيس اللقاء الديمقراطي النائب ​وليد جنبلاط​ يعرف تمام المعرفة انه اذا لم يحصل اعتراض سعودي على تحرك الحريري من الان وحتى آخر تشرين الأول المقبل، فان استدارة زعيم تيار المستقبل ستؤدي الى وصول عون الى سدة الرئاسة وان مطلب جنبلاط بأن يؤول مركز رئيس مجلس الشيوخ الى الطائفة الدرزية لا الأرثوذكس، لن يشكل عائقا امام إقناعه بالتصويت لصالح العماد عون، خاصة وان الوقوف في وجه العونيين والقوات ليس في مصلحته الانتخابية نظرا للثقل الانتخابي المسيحي في منطقة الشوف في ظل التوافق بين القوات والتيار الوطني الحر.

ولاحظت المصادر ان المواقف المعترضة اليوم وبالتحديد موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري وبالتنسيق مع وليد جنبلاط تتمرس وراء مرشّح "المستقبل" رئيس تيّار "المردة" النائب ​سليمان فرنجية​ لتحسين شروط التفاوض عندما تدق ساعة الصفر ويبدأ العد العكسي بانتخاب عون رئيسا للجمهورية.

اما الكلام عن تخوف الحريري من شارعه او من حركة تمرد داخل المستقبل، فاعتبرت المصادر انه عندما يحضر الأصيل فلن يكون هناك دور لأيّ عضو آخر، وان أقصى ما يمكن ان يحدث هو امتناع اثنين او ثلاثة على أبعد تقدير عن الاقتراع لعون.

واستبعدت المصادر بان يكون الحريري شريكا في مناورة بهدف تنفيس تحرك التيار الوطني الحر وتمرير 15 تشرين الاول الموعد المفترض لنزول العونيين الى الشارع في حال عدم انتخاب عون رئيسا، لأنّ مقاربته للموضوع الرئاسي مع القيادات التي يجول عليها هي ان لبنان لم يعد بامكانه الانتظار وانه لا بد من انتخاب رئيس للجمهورية قبل الانهيار الكامل وعلى جميع المستويات.