"نحن معارضة العهد القادم وسنقاتل دفاعا عنا وعن حزب الله". بهذه العبارة لخّص رئيس مجلس النواب نبيه بري موقفه من انتخاب رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، معلناً استعداده للانتقال من جبهة الحكم إلى جبهة المعارضة.

لم يتمكن بري من هضم التفاهمات التي جرت بين "التيار الوطني الحر" وتيار "المستقبل"، فنقل بندقيته من كتف الموالاة إلى كتف المعارضة، ناسجاً بذلك اصطفافات جديدة في الشارع السياسي اللبناني، سرعان ما تفاعل معها اللبنانيون، إذ بات كل منهم ينسب نفسه للمعارضة المستقبلية أو للسلطة.

تحت وسم "معارضة لعيونك"، غرّد عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي معلنين تأييدهم لما طرحه بري، مؤكدين السير مع كل الخطوات التي يعلنها رئيس حركة "أمل". واستخدم البعض طريقة تهكمية لتوصيف الواقع الحالي، ومنهم قاسم زين الذي يعتبر أنّه في حال أصبح بري في المعارضة، "فباب البرلمَان يصبح مثل باب خيبر لا يفتحه إلا الإمام علي". أما مهدي عودة، فينطلق من أنّ "في كل عرس إلنا قرص"، ليلفت إلى أنه "عندما يكون هناك مظاهرات واعتصامات ومعارضة لغيرنا نشعر بانه يجب أن ننزل فكيف الآن ونحن أهل العروس وأهل العريس"، مضيفاً: "والله لنكيّف".

وعلى طريقته، يقول ربيع بركات "يا ويلي شو رح نكون مبسوطين"، سائلاً: "بتعرفو شو يعني معارضة؟" قبل أن يجيب: "يعني ما حدا بقرب منا، يعني بطلنا عاملين حساب لحدا، يعني منعمل شو ما بدنا"، ويضيف: "أخاف من أن يفتح عون مواقع التواصل، فيتشجع ويكتب معارضة لعيونك".

ومن جهته، يعتبر عباس عواضة أن "من يراهن على الشرخ بين حزب الله و حركة امل عبر تهميش حركة امل نطمئنه ونقول له أن وقت الجد أبناء حزب الله وكل الشيعة سيصبحون حركة امل". ويقول مهدي أيوب "اذا كان هناك من تنظيم او شخصية او حتى دولة قدمت خدمات للبنانيين على كافة المستويات من تعليم او صحة او منشأت او وظائف او طرقات او كهرباء او ماء أو حتى كرامات ودماء واباء فلتظهر وتعلن عن نفسها وسنصبح معها جميعا".

وظهرت بعض الأصوات المعارضة لبري تحت هذا الوسم، فيؤكد ايلي دياب أنه "سيشهد التاريخ ان العماد ميشال عون هو من استطاع ان يسقط نبيه بري عن عرشه بعد ان تربع لمدة 23 سنة ونفتخر بذلك".

أوسمة أخرى استخدمها المغردون للتعليق على مستجدات الرئاسة، وكان لافتاً قيام بعض مناصري تيار "المستقبل" باعتماد وسم "برحمة أبوك بلا عون"، في محاولةٍ منهم لثني الحريري عن تبنّي ترشيح عون. فتوجه طوني أبي نجم إلى الحريري بالقول "برحمة أبوك وبرحمة وسام الحسن وكل الشهداء لا ترشح عون لأنك تغتال أباك وكل الشهداء مرة ثانية".

وتلفت أنجي كبارة إلى "اننا حبيناك يا حريري ولا زلنا نحبك ومن خوفنا عليك وعلى البلد لا تمشي بعون لأنهم جماعة ليس لهم أمان"، وتضيف حياة شديد "وصلت فكرتك وبرهنت ان حزب الله لا يريد رئيساً لكن برحمة والدك لا تكمل بذلك، فالرسالة وصلت".

أما أديب عيون فيشير إلى أنه يعوّل على رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل وباقي النواب المستقلين "أن يقنعوا الحريري بالعدول عن دعم ميشال عون"، مناشداً بري أن يتدخل مع الحريري "لإقناعه بخطورة تأييده لعون".

وسم ثالث انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وهو "ليتك هنا يا امام المسيحيين" اعتمده عدد من "العونيين" والداعمين لعون الذين تمنوا عودة الإمام ​موسى الصدر​، معتبرين أن بري لم يحمل أمانته كما يجب. فيرى حسن فرحات أن "الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يدعم الجنرال ميشال عون لأنه الأكثر تمثيلا عند المسيحيين وخاصة بعد تحالفه مع القوات فالحق حق".

ويقول زياد سلامة "بري قال يوما فليتفق المسيحيون و انا أمشي، وعندما اتفق المسيحيون بأكثريتهم لم يمش الا بطريق المعارضة"، ويضيف احد المغردين، "ليتك هنا يا امام المسيحيين فكنت اعطيت لكل صاحب حق حقه، ورديت عنّا يد الموتورين والحقودين".

بين معارضة لعيون بري، وموالاة لعون، تنتظر كرسي بعبدا انتهاء التفاهمات السياسية للوصول إلى التوليفة المنتظرة للنظام في المستقبل. فكيف سيكون التصعيد وإلى ماذا ستوصل اللقاءات الثنائية المتسارعة في الساعات الماضية؟