كان المؤتمر الصحفي لرئيس تيار "المستقبل" ​سعد الحريري​ وتبنيه ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية حدثا مفصليا في الملف الرئاسي، بعدما تأمن الى حدٍّ ما الاصوات المطلوبة للجنرال ليصل الى سدة الرئاسة، إلاّ أنّ من المتوقّع أن يبدأ العهد المقبل بعثرات أهمها معارضة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي اعلن انه قال ما عنده ولا جديد بالنسبة اليه.

في هذا الوقت بدأ عون بالتحضير الى ما بعد جلسة 31 الجاري التي حُسِمَت لمصلحته بعد مفاوضات سريّة وشاقّة.

حُسِمَت

الصحافي والمحلل السياسي أمين قمّورية رأى انه من الواضح ان العماد عون قطع ثلاثة ارباع الطريق الى الرئاسة، وهو نظريا اصبح رئيسا بإنتظار الامور العملية، لكن بالمقابل يعتبر ان معارضة رئيس المجلس النيابي نبيه بري ليست بسيطة رغم تأكيده انه لن يقاطع جلسة 31 الجاري، وأشار الى ان وصول الجنرال الى سدة الرئاسة اسهل بكثير من أمور ثانية، لاسيما وان رئيس حركة "أمل" رفع السقف كثيرا خصوصًا وانه ليس تفصيلا في الحياة السياسية اللبنانية يمكن تجاهله، وقد اعلن رئيس المجلس انه لن يقترع لعون كما انه سيصعّب عملية تشكيل الحكومة على الحريري، ويلفت في السياق الى ان مرحلة ​الانتخابات الرئاسية​ يمكن ان تقطع وعندها تبدأ المفاوضات بثمنٍ عالٍ بالنسبة الى بري.

بدوره، اعتبر الصحافي والمحلل السياسي ​جوني منير​ ان الامر انقضى وان جلسة 31 الشهر الجاري هي لانتخاب العماد عون، و"حزب الله" سيتولى موضوع معارضة بري، الا ان هذه المعارضة لن تنعكس على الانتخابات الرئاسية بل على الحريري الذي سيتأثر معنويًّا.

وجزم منيّر ان الحريري هو رئيس حكومة العتيد مطلع الشهر المقبل، وتشكيل الحكومة سيكون في كانون الأول 2016، أي أن الأمور اصبحت شبه محسومة والوقت كفيل بإنهاء هذه الملفات.

عون وخطاب القسم...

وإذ اعتبر قمّوريّة أنه اذا لم يسهّل رئيس المجلس النيابي عملية تأليف الحكومة فهي لن ترى النور، نظرًا لدور بري الاساسي والفاعل، بسبب مكانته والموقف الشيعي، معبّرا عن اعتقاده بأنه لن يكون في صفوف المعارضة حيث سيفقد بذلك الكثير من اسباب قوته، وسيكون شريكا من من هذا الموقع وليس من موقع قوّة الآخرين.

وتحدّث قمّورية عن خريطة الأحزاب السياسية بعد دخول عون الى القصر الرئاسي فلفت الى أن رئيس حزب "القوات اللبنانيّة" سمير جعجع هو الفائز الاول، كما ان رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط لن يكون خارج التحالف الجديد، لأن وضعه سيكون ضعيفا على الصعيدين السياسي والانتخابي، رغم أنه احد الناخبين للجنرال ولو ليس بكل اصوات الكتلة. ورأى أن رئيس تيّار "المردة" النائب سليمان فرنجية باقٍ حتّى النهاية بترشيحه، مضيفًا أن "حزب الله" سيرأب الصدع فيما بعد بين عون وفرنجيّة.

منيّر كشف أن العماد عون انتهى من كتابة خطاب القسم الذي لا يحتاج الا الى لمسات اخيرة، وهذا الخطاب سيركّز على اتفاق الطائف وتنفيذه كاملا حتّى بالشق الّذي لم يُنفّذ منه. ولفت الى ان جنبلاط سيوزع اصوات كتلته حيث يتجّه الحزبيّون منهم لعون والباقي إمّا لفرنجية أو للنائب هنري حلو. وأوضح ان فرنجية سيسمي سعد الحريري لرئاسة الحكومة ولكنه لن يشارك فيها، وتوقع الاّ يحصل عون على 86 او 82 صوتا بحسب بعض المتفائلين، الا أنه هو حكما رئيس الجمهورية المقبل.

بإنتظار جلسة 31 الجاري بعد حسم الامور الرئاسية، تتجه الانظار الى مرحلة تأليف الحكومة وما ينتظرها، وعمّا اذا كان هناك من مدخل او اتفاق يمكن ان يجعل من بري يُراجع موقفه فيتراجع عن التصعيد بوجه العهد الجديد.