اعتبر أمين الهيئة القيادية في "حركة الناصريين المستقلين – المرابطون" العميد ​مصطفى حمدان​ أنّه من الطبيعي أن يكون تبني ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون للرئاسة من قبل رئيس تيار المستقبل ​سعد الحريري​ خطوة مهمة في الطريق إلى عقد جلسة الانتخاب في 31 من الشهر الحالي، لافتا الى ان "هذا الأمر نضعه في خانة اكتمال النصاب في هذه الجلسة، علما انها ليست هي المؤشر الحاسم على أن الأمور قد حُسِمت لصالح انتخاب العماد ميشال عون رئيساً، خاصة أن هناك من أعلن مباشرة بعد كلمة الحريري في بيت الوسط بالتحديد أنه لن ينتخب العماد ميشال عون رئيساً، ومن الملفت للنطر أن هؤلاء النواب بأكثريتهم كانوا من الطائفة السنيّة، بالإضافة إلى أننا ننتظر ونراقب موقف رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط وتطوّر الغضب الانتخابي عند رئيس المجلس النيابي نبيه بري وأصوات حزب الكتائب ومن يسمّونهم بالمستقلين المسيحيين".

ورأى حمدان في حديث لـ"النشرة" أنّه "لا شك ان تسريب خبر تأجيل الجلسة إلى 17 تشرين الثاني إعلامياً من قبل بعض الدوائر المقرّبة من بيت الوسط، يجعلنا ننتظر لنرى ما سيجري في 31 تشرين الأول"، مشددا على تأييده انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية، استناداً إلى واقعين أساسيين وهما: الواقع الأول، الموقف الاستراتيجي للعماد ميشال عون على الصعيد الإقليمي من ناحية وقوفه مع المقاومة الشاملة ضد العدو الاسرائيلي، وإعلانه الدائم بأنه مع سوريا العربية في صراعها ضد الإرهابيين والمخربين وعصابات الإخوان المتأسلمين، وأنه قائد لمسحيي الشرق في صراعهم ضد كل القوى الأجنبية التي تحاول تهجيرهم من هذا الشرق العربي. أما الواقع الثاني، فإيماننا المطلق بأن العماد ميشال عون بمسيرته العسكرية والسياسية، لن يكون إلا حافظاً للمؤسسات الدستورية ومحارباً شرساً ضد الفاسدين والمفسدين، وأن حملة التطهير الشاملة ستكون تحت عنوان أساسي هو قانون "من أين لك هذا" بمفعول رجعي"، ومن المرجح ان هذا القانون سيذكر في البيان الوزاري وأضاف: "اقتناعنا التام بأن العماد ميشال عون سيسعى إلى وضع قانون انتخابات عصري يتلاءم مع آمال أهلنا اللبنانيين لتأمين صحة التمثيل السياسي والاجتماعي في لبنان... وانطلاقاً من هذه المعطيات فإنّ كل من يحاول أن يقف في وجه مسار انتخاب العماد ميشال عون سيحكم عليه بأنه هو الذي يريد تمديد فترة الفراغ الرئاسي لأهداف إقليمية ودولية".

حرية التصرف

وعما يحكى عن مخاوف أمنية محيطة بالاستحقاق الرئاسي، أشار حمدان الى ان لبنان لا يزال في "دائرة الاتفاق الدولي والإقليمي والداخلي لاستمرار مناخ الاستقرار الأمني العام، وبالتالي فإن الجيش اللبناني بقيادة العماد جان قهوجي وبقية الأجهزة الأمنية ستضاعف من جهودها في هذه الفترة، منعاً لحدوث أي استهدافات أمنية تؤثر على الأمن الوطني اللبناني"، لافتا الى أنّه "من الواضح تماماً أن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري (بناء على القرار السعودي بإعطائه حرية التصرف) يمتلك القدرة التي ظهرت من خلال دعم ترشيحه للعماد ميشال عون، والاستمرار بمنحى مسار سياسي جديد يقترب من السياسة التركية الأردوغانية في التعاطي مع الواقع الروسي والإيراني، هذا ما سمعناه الأمس خاصة في ما يتعلّق بالمسار السوري". وأضاف: "وبالتالي نحن نتوقع من الحريري الكثير من المواقف التي تتلاءم مع المستجدات الديناميكية المتسارعة في الميدان السوري أو على صعيد الواقع الإقليمي".

ورأى حمدان أنّه "على الصعيد الداخلي، فقد أصبح من الواضح أن هناك متغيرات في الشارع السياسي السني، برزت جلياً من مواقف النواب السُنّة في كتلة الحريري، حيث أعلن ستة نواب يمثلون صيدا وبيروت وطرابلس رفضهم للقرار الذي اتخذه في دعم الترشيح الرئاسي للعماد ميشال عون، رغم كل المبررات العقلانية والوجدانية التي سردها في خطاب دعم الترشيح، مع استشعارنا الكثير من الرفض داخل المناطق الشعبية السنية إذا جاز التعبير، وفي الرفض الشامل والعام الذي ظهر في مواقع التواصل من قبل الناشطين من أهل السُنّة". وقال: "ولعلّ أكثر الأثمان الذي يمكن أن يدفعها الحريري بروز أسماء أكثر تمثيلاً للمزاج السني العام ضمن التركيبة السياسية اللبنانية مثل رئيس الحكومة السابق ​نجيب ميقاتي​ ووزير العدل المستقيل ​أشرف ريفي​ والواقع المخفي والأكثر خبثاً رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة".

وتطرق حمدان لموقف حزب الله من الملف الرئاسي، لافتا الى ان الحزب وكل القوى المتعاطفة معه، أعلنوا مراراً وتكراراً أن المرشح الثابت لرئاسة الجمهورية اللبنانية منذ بدء الفراغ الرئاسي حتى اليوم هو العماد ميشال عون، وبالطبع هناك بعض الاستثناءات المبررة ديمقراطياً حسب المفهوم السياسي للنظام الطائفي والمذهبي اللبناني، وعلينا أن نتفهّم أن موقف رئيس تيار المردة الوزير ​سليمان فرنجية​ وما يعلنه رئيس المجلس النيابي نبيه بري من رفضه للتفاهمات الثنائية والثلاثية، رغم أنها كانت وستبقى إحدى أهم ميزات هذا النظام اللبناني الطائفي والمذهبي، مع اعتقادنا بأن بري سيكون جزءاً اساسياً من استمرارية تكوين هذا النظام في حال تم انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية، وأتت نتائج الاستشارات النيابية بالحريري رئيساً للحكومة".

تانغو على صخرة الروشة؟

واعتبر حمدان أنّه "إذا ما تيسر للعهد العتيد أن يبدأ بتسهيلات إقليمية ودولية فإن الطبقة السياسية اللبنانية سترقص التانغو على صخرة الروشة"، وقال: "برأينا الأزمة ليست أزمة أسماء إنما أزمة نظام، تتجلى اليوم بأبهى مظاهرها الطائفية والمذهبية، وبدأ التداول بالثنائيات والثلاثيات وتصنيف الوزارات سيادية وخدماتية وهامشية والأدبيات التي تعودنا عليها في هكذا استحقاقات".

وتحدث عن واقعين أساسيين واقع إيجابي وواقع سلبي. وقال: "في الواقع الإيجابي نحن نقول إن تحوّل الحريري أصبح واضحاً، والشيء الجديد في السياق الرئاسي ان الحريري لم يرتبط كلياً بما تقول له السعودية، وقد قال له البعض في المملكة اذهب وافعل ما تريد وتتحمّل أنت النتائج والمسؤولية، وبالتالي هذه نقطة إيجابية ويشهد له انه فصل تبعيته التاريخية وتلقّيه الأوامر من السعودية وأصبح اليوم إلى حد ما يأخذ القرار وحده". وأضاف: "نرى ان سعد الحريري اليوم سيأتي بموقف جديد في حال أراد ان ينجح في رئاسة الحكومة، فعليه من ناحية السياسية الخارجية أن لا يستعدي أحداً، وعليه ان يطور موقفه من سوريا، ويجب ان ينسى ما قاله في احدى المحطات في زلة لسان بأن (الله ياخدو لبشار الأسد) وأنه سيعود أيضاً من مطار دمشق كما عاد من مطار بيروت، و بمجرّد أن يقبل سعد الحريري بدعم ترشيح الجنرال عون فيجب علينا أن نأخذ هذه الإيجابيات بعين الاعتبار".

ورأى حمدان انّه وبما يتعلق بعملية تأليف الحكومة، "على سعد الحريري أن يقبل بواقع دفاع حزب الله عن لبنان من خلال محاربته للإ رهابيين على أرض سوريا، وإلا لن تتشكّل الحكومة في حال قام باستعداء الحزب، ونحن من المفترض ان ندخل في مرحلة جديدة، بعد فترة قاسية مررنا بها، تقوم على إعادة بناء نظام جديد في العهد الجديد والعماد عون بمجيئه سيكسر نظام الكونتونات في مجلس الوزراء، ونحن على اقتناع تام أن العماد ميشال عون هو الميزان والثابت والضامن للجميع وإعادة تكوين سلطة جديدة لن تكون خارج هذا المنهاج".

وعن الواقع السلبي قال حمدان: "هو يتعلق بالموقف العربي من دعم سعد الحريري للعماد ميشال عون، كوننا نشاهد بعض الإشارات غير المريحة من مجلس التعاون الخليجي، وأن هناك بعض الدول كقطر وغيرها غير موافقة على ما يقوم به سعد الحريري، وتبلّغ بعدم الاستعجال بدعم ترشيحه للعماد عون". واضاف: "كما أن ما لا يطمئن هو عدم قيام الحريري بجولات خليجية كما كان يفعل والده، وبالمحصلة ليس هناك دعم عربي واضح بموضوع دعمه لترشيح العماد عون... كما نرى أنّ هناك بعض التمرّد بعدم التصويت لإنتخاب العماد ميشال عون من قبل كتلة سعد الحريري، وهناك ردات فعل سلبية في الشارع السني على هذا الترشيح، على رغم ان العماد ميشال عون قال أنه كما دخل في التفاهم مع المسيحي وحزب الله سيدخل في التفاهم مع الشارع السني ومع سعد الحريري، فيجب أن نرصد الاتجاهات في الشارع السني، كما يجب طرح أسئلة جوهرية مثل عدم التعاطف الكبير جداً مع سعد الحريري من قبل الشارع السني، ويمكن من أي كان أن يستغل هذا الوضع في حين نرى ان هناك تعاطفاً كبيرًا مع الوزير أشرف ريفي على ما يطرحه في هذا الشارع".