اعتبر القيادي في "التيار الوطني الحر" الوزير السابق ​ماريو عون​ أنّ المواقف الأخيرة للبطريرك الماروني بشارة الراعي وبالتحديد دعوته لانتخاب رئيس من خارج فريقي 8 و 14 آذار تجعله مع فريق سياسي ضدّ آخر، لافتًا إلى أنّها، إذا لم تُظهر بالشكل ذلك، فهي تؤكده بمضمونها.

وأعرب عون في حديث لـ"النشرة" عن أمله لو لم ينغمس البطريرك بالأمور السياسية وبقي على مسافة واحدة من جميع الفرقاء، وقال: "نحن نحترم مرجعية بكركي ونؤكد أنّ مجد لبنان أعطي للبطريرك الماروني، لذلك نزن كلامنا قبل الرد عليه بالسياسة".

وتمنى عون لو لم يكن البطريرك "مستشرسا" لهذا الحد بموضوع ​الانتخابات الرئاسية​، خاصة بدعوته لانتخاب رئيس أيًا كان هذا الرئيس، وأضاف: "نحن لن نقبل برئيس يأخذنا الى الهاوية، وسنبقى على موقفنا المبدئي بالمطالبة برئيس قوي يمثل حقيقة المسيحيين وتكون كلمته مسموعة ومحترمة".

يا جبل ما يهزك ريح

وردّ عون أيضًا على الموقف الأخير لمفتي طرابلس الشيخ ​مالك الشعار​ الذي دعا النواب المسيحيين الى برهنة وطنيتهم بالنزول الى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، فقال: "يا ليت كافة المرجعيات الدينية تهتم بشؤون طوائفها وتتفادى التعاطي بالأمور الزمنية".

وأردف: "نحن لدينا النضوج الفكري والسياسي الكافي ونحترم أصول اللعبة الديمقراطية ونمارسها حسب قناعاتنا، وبالتالي كل الضغوط السياسية التي تمارس علينا من خلال رجال الدين لن تثنينا عن المضي بمسيرتنا".

وعن امكانية تأثر ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون بالضغوط التي تمارس عليه، قال عون: "العماد عون يا جبل ما يهزك ريح، وهو يتفادى التعليق على المواقف التي تصدر هنا وهناك ولن يحيد عن مواقفه وقناعاته".

موقف نصرالله معروف وصارم وحازم

وتطرق عون للقاء الذي جمع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله برئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب ​وليد جنبلاط​، معتبرا أنّه يأتي كجزء من سلسلة لقاءات سيعقدها نصرالله في الاسابيع المقبلة بمحاولة لاحتواء التطورات المحيطة بنا.

وعمّا يحكى عن أنّ جنبلاط حثّ نصرالله على وقف تبني ترشيح عون، قال القيادي في التيار: "موقف السيد نصرالله معروف وصارم وحازم ومؤكد وصادق من تأييد ترشيح العماد عون، والايام المقبلة ستحدد ما اذا كان نصرالله قد أقنع جنبلاط بتبني ترشيح عون أو العكس".