بوتيرة شبه يومية، عادت صواريخ السلسلة الشرقية لتستهدف بلدة اللبوة والقرى المجاورة لها، ولكن من دون أن تحدث ردّات فعل على الأرض، فالأهالي لم يعمدوا بعد الى إقفال طريق ​عرسال​ بالسواتر الترابية كما حصل في السابق لمرات عدة، ولن يقدموا على مثل هذه الخطوة في المرحلة الراهنة، وذلك لأسباب متعددة.

السبب الأول الذي يدفع بأهالي اللبوة الى التروي، يعود الى تبلغهم من قبل "حزب الله" معلومات دقيقة عن الواقع الميداني في المناطق الجردية المتاخمة لبلدة عرسال، وفي هذه المعلومات قرار حاسم إتخذ من قبل الحزب مدعوماً من الجيشين اللبناني والسوري، بتطهير هذه المنطقة من المجموعات الإرهابية ومنع أي تواجد أو نشاط لها قد يشكل خطراً على الداخل اللبناني، وقد بدأ تنفيذ هذا القرار خلال الأسابيع القليلة الماضية الأمر الذي خلق جواً من الإرتياح لدى أهالي البلدات التي استهدفت في السابق بصواريخ هذه المجموعات.

السبب الثاني الذي يدفع بالأهالي الى الترقب بعيداً من ردات الفعل المعتادة، يتمثل بتأكيد المراجع المتابعة للوضع الميداني لهم، أن الخناق يضيق شيئاً فشيئاً على هذه المجموعات الإرهابية، والدليل على ذلك كيف أنها في الأشهر القليلة الماضية، كانت تستهدف بصواريخها المناطق السكنية موقعة العديد من الإصابات وأحياناً الضحايا، أما اليوم فحركتها اصبحت شبه محصورة في مناطق لا يمكنها من خلالها إصابة أهدافها لذلك تقع صواريخها على أطراف البلدات وتحديداً في السهول المحيطة بها، بعيداً كل البعد عن الأحياء السكنية.

أما السبب الثالث، فالفضل به يعود الى ​الجيش اللبناني​، وتحديداً الى عشرات التوقيفات اليومية التي ينفذها عناصره، إما داخل بلدة عرسال لمطلوبين سوريين فروا سابقاً اليها وإعتمدوا بعض المنازل الحاضنة لهم حيناً، ومخيمات اللاجئين السوريين أحياناً للإختباء والإبتعاد عن أعين الأجهزة الأمنية اللبنانية، وإما على الممرات الحدودية غير الشرعية وتحديداً في الجرد العرسالي لمقاتلين من "جبهة النصرة" أو تنظيم "داعش" يحاولون التسلل الى داخل الحدود اللبنانية بعد شعورهم بأن ساعة الصفر في معركة السلسلة الشرقية أصبحت قريبة جداً.

إضافة الى كل هذه الأسباب، يلعب خطر احتمال توغل مقاتلي "الدولة الإسلامية في العراق والشام" الى البقاع دوراً أساسياً في عدم انجرار اهالي اللبوة والبلدات المجاورة الى ردات فعل في غير محلها وغير مجدية كقطع الطرقات، فالتركيز في هذه المرحلة هو على التعبئة فيما لو نجح "داعش" في تحقيق أي اختراق خصوصاً بعد فشل مخططه الخطير في بلدة نحله والتي كان يهدف الى اقتحامها وارتكاب مجزرة فيها إضافة الى خطف عدد من شبانها لمقايضتهم بالموقوفين الإسلاميين في سجن روميه المركزي.

اذاً الوقت في اللبوة ليس لردات الفعل، الوقت للمراقبة ومتابعة الوضع الميداني، وما دام كل شيء في المعركة تحت السيطرة فالأهالي بألف خير.