«دويخ نوشا» كلمة اشورية معناها «الفدائيون»، وهي المجموعة القتالية التي تأسست في جزء من سهل نينوى الذي كانت اجتاحت «الدولة الاسلامية في العراق والشام» جزءاً منه.

لقد تألفت هذه المجموعة وفقاً لمصادر شخصية اشورية رفيعة المستوى بمبادرة فردية، وان تسليحها وتجهيزها هو حتى الآن خاص بمسيحيي العراق ككل، والهدف منه دون شك تحقيق الحلم باقامة اقليم آشوري في سهل نينوى، وان الباب مفتوح لانضمام الكل، فهل يتحقق الحلم الاشوري، علماً ان وجودهم في العراق عمره آلاف السنين وتحديداً منذ العام 6764ق.م. حيث بزوغ فجر الامبراطويرة الاشورية في بلاد ما بين النهرين، وقد صمدوا في وجه مجازر هولاكو وجانكيزخان، مروراً بالتتريك العثماني وصولاً الى التعريب البعثي الصدامي، وهم سيصمدون ايضاً بوجه المد «الداعشي».

وهنا يطرح السؤال كيف سيتحقق هذا الحلم وما هي الخطوات التي يجب اتخاذها للحفاظ على مسيحيي الشرق؟

عضو الهيئة الاستشارية في الاتحاد الاشوري العالمي غسان يونان وجه عبر «الديار» صرخة قال فيها «اتحدوا يا مسيحيي الشرق».

نعم، اضاف يونان، على المسيحيين ان يتحدوا لانه بوحدتهم سيكونون قادرين على اجتياز كل المخاطر.

وتابع يونان ان وحدة مسيحيي الشرق اليوم هي حاجة ملحة، لا بل ضرورة امنية تفرضها الاحداث والتطورات المأساوية على المنطقة، وهذه العودة ليست ولا بأي شكل من الاشكال، دعوة للانعزال او التقسيم او ما شابه، وانما دعوة وطنية، اذ من غير المنطق والواقع وفي هذا الظرف التاريخي الدقيق ان لا تتواجد من اجل المحافظة على الوجود المسيحي المشرقي المتجذر في هذه المنطقة منذ آلاف السنين، كما هي الحاجة مطلوبة من اجل المحافظة على استمرارية هذا الوجود في المواطن وذلك بالتوازي مع المحافظة على العيش المشترك مع باقي مكونات المجتمع المتعايش معه منذ مئات السنين.

واضاف يونان من اجل التوصل الى هذه الوحدة المنشودة، وفي هكذا ظرف خطير، مطلوب من المؤسسات المسيحية عموماً والسياسية منها بنوع خاص، اخذ المبادرة نحو تحقيق هذا الهدف من خلال العمل الجاد والدؤوب لتشكيل «لجان عملانية» من الدول التي يعيش فيها «المسيحيون المشرقيون»، تبدأ بزيارات مكوكية حتى تتوصل الى اعلان «مؤسسة رسمية ما» يشترك فيها ممثلوا مسيحيي الشرق دون استثناء، تنال اولاً موافقة وتأييد ابنائها ومن ثم الاعتراف الاقليمي والدولي بها وتكون بنفس الوقت «تحت سقف قانون الدول» التي يعيش فيها مواطنونا ويكون لها برنامج عمل سياسي نابع من المعاناة الجارية لشعوب المنطقة وبالتالي تكون لها اجتماعات دورية، واستثنائية عند الحاجة.

وقد فند يونان ابرز مهام هذه المؤسسة والتي تتلخص بـ: اولاً ربط المسيحيين المشرقيين ببعضهم البعض.

ثانياً المحافظة على قنوات الاتصال بين بعضهم البعض من خلال تشكيل لجان ثقافية، فنية، اجتماعية وغيرها من اللجان، على ان تتولى مهام التقارب واظهار القواسم المشتركة فيما بين بعضهم البعض.

ثالثاً الاستعداد التام لكل طارئ (تماماً كالذي يحصل اليوم في المنطقة من قبل قوى الشر والظلام) والتي (اي هذه القوى الشريرة) لن تعيش طويلاً كونها سائرة بعكس الطبيعة وضد كل الاديان السماوية.

رابعاً بناء جسور تواصل مع كل دول الاعتدال في المنطقة والانفتاح على الشريك وتقبله.

خامساً بناء جسور تواصل مع المؤسسات الدولية والاتحاد الاوروبي والدول الكبرى المؤثرة على القرارات الدولية.

وهنا يطرح السؤال هل سيتحقق هذا الحلم ام سيبقى صرخة في وادي الوحشية الخالية من اي انسانية والتي تخالف دعوات الديانات السماوية.