أن يهدد حزب الله بـ "احتلال الجليل" شيء، وان يقرّ الجيش الإسرائيلي بأنه سيخلي المستوطنات ليمنع هذا الاحتلال شيء آخر. التهديد الأول يقلق سكان المستوطنات الشمالية، لكن إقرار "حماتهم" بالعجز وحديث الجيش عن إخلائهم تحسبا لتوغل عناصر الحزب بعد التأكيد انه قادر على احتلال المستوطنات والمواقع العسكرية، يؤدي إلى مستوى مرتفع وغير مسبوق من القلق والخشية.

هذا ما تسبب به ضابط رفيع المستوى في جيش الاحتلال، في استعراض للوضع الأمني مقابل حزب الله، أمام المراسلين العسكريين قبل يومين خشية المستوطنين ومنسوبها المرتفع، اضطرا وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، الى التدخل لطمأنة المستوطنين، لكن في معرض الطمأنة، أكد يعلون مضمون ما ورد في كلام الضابط الرفيع، لكن مع صوغ عباراته بصورة اقل حدة واقل مباشرة، في ما يتعلق بتهديد حزب الله وقدرة مقاتليه على التوغل داخل المستوطنات الشمالية.

يعلون: سنرد بشدة على أي عملية توغل في الشمال

بحسب يعلون، فان حديث الضابط من قيادة المنطقة الشمالية، حديث "روتيني" لاستعراض الوضع الأمني شمالا أمام المراسلين، لكن وسائل الإعلام بالغت في إبراز كلامه، وأضاف أن "الشرق الأوسط في حالة تغير، وأمور كثيرة تحدث خلف الحدود، لكن إذا قرروا (في حزب الله) أن يتجاوزوا حدود إسرائيل، فنحن نعرف كيف نرد بقسوة". ووجه كلامه إلى المستوطنين قائلا: "لا خشية حتى الآن من تصعيد امني جديد على الحدود الشمالية، لكننا جاهزون وعلى استعداد لمواجهة أي تطور وأي سيناريو في هذه المنطقة، تماما كما نحن جاهزون في الشرق وفي الجنوب".

وأكد يعلون أن العامل الأساسي في الحرب المقبلة، ليس قدرة الجيش وحسب، بل بشكل مبدئي قدرة تحمل الإسرائيليين أنفسهم. وأضاف أن "ما يوضع هنا قيد الاختبار ليس قدرة الجيش الإسرائيلي، بل قدرة تحملنا كمجتمع، إذ ليست صدفة أن عدونا قد تخلى، استنادا إلى هذه الخلفية، عن القتال التقليدي".

يشار إلى أن رؤساء البلديات في المستوطنات الشمالية ابلغوا وسائل الإعلام العبرية أن كلام ضابط المنطقة الشمالية حول تهديد حزب الله وإمكان أن يتوغل مقاتلوه داخل المستوطنات، تسببا بإلغاء حجوزات واسعة النطاق لإسرائيليين كانوا قد قرروا تمضية فترة الأعياد المقبلة في الشمال، كما أن عددا من المستوطنين قرروا الرحيل عن بعض المستوطنات أطول مدة ممكنة، إلى حين اتضاح الأمور.