اشار القيادي في "الجيش الحر" العقيد اسماعيل عمار الى إن الهدف من تحريك "داعش" نحو عين العرب هو توريط تركيا في هذه الحرب التي لا تهدف أبداً إلى إسقاط النظام أو حتى ردعه, بل أكثر من ذلك فإن هذا النظام هو المستفيد الأول من الضربات الجوية.

وقال العقيد اسماعيل عمار في حديث لـ"السياسة" الكويتية ان تنظيم "داعش" هو ذلك البعبع الذي صنعه نظام الأسد ومخابرات دولية, وتحركه الدول كيفما اقتضت الحاجة، مؤكداً أن الولايات المتحدة لا يمكنها تنفيذ مخططاتها في منطقة الشرق الاوسط من دون "بعبع"، وهذا الدور لعبته في البداية اسرائيل ومن ثم صدام حسين وبعده إيران والآن جاء الدور على "داعش".

وأشار إلى أن "داعش" لم يدخل في أي معركة مع النظام, كاشفاً عن أنه كان يخوض معارك مع "الجيش الحر" في المناطق المحررة ثم يستولي عليها ويعيدها في بعض الأحيان إلى النظام، وانه كان يتحرك في بعض المناطق الأخرى بغطاء جوي يوفره له طيران النظام له خلال المعارك التي كان يخوضها ضد "الجيش الحر" والكتائب الاخرى. وذكر بأن معظم قادة "داعش" وحتى بعض قادة الكتائب الاسلامية هم سجناء سابقون في سجون النظام, مستغرباً التعاطف الدولي مع الأكراد في عين العرب فيما كان النظام يقصف جبل الأكراد في اللاذقية على مدى سنوات الثورة ولم يحرك العالم ساكناً.

ولفت العقيد عمار إلى ان "ضرب فصيل ارهابي وتجاهل رأس الارهاب دفع بـ"الجيش الحر" والكتائب المقاتلة على الأرض إلى التوقف عن قتال "داعش" واتخاذ موقف الحياد، فلا مصلحة لأي فصيل بمساعدة التحالف الدولي ضد التنظيم فيما لم تتوقف طائرات النظام عن قصف المناطق والمدن في شمال سوريا، ما يؤشر على أن هناك تنسيقاً وتبادلاً للأدوار".

وأضاف ساخراً "يبدو أن الأمر اصبح يتطلب شرطي مرور لتنظيم سير الطائرات في الجو حتى لا تصطدم طائرات النظام مع طائرات التحالف الدولي".

وكشف العقيد عمار عن إطلاقه مبادرة شخصية لتشكيل هيئة لحماية "الضباط الأحرار"، أي الضباط المنشقين عن النظام، بعد أن تم تحجيم دورهم وإهمالهم وحصرهم في المخيمات أو تركهم للمجهول والتشرد بين الدول الحدودية, إذ لا تسند إليهم اي مهام، حتى أن أكثر الضباط خبرة في الفنون العسكرية ومن الرتب العالية يتم تحجيمهم، ومعظم هؤلاء يعملون تحت جناح قادة الكتائب المدنيين عديمي الخبرة في التكتيكات العسكرية، فحمل السلاح والتدرب على استخدامه لا يكفي لخوض المعارك وتحقيق النصر, إنما يتطلب الأمر خططاً عسكرية.