اعتبر عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب ​ياسين جابر​ أنّ أيّ خرق في موضوع ​الانتخابات الرئاسية​ يحتاج إلى تفاهم بين أكبر كتلتين في المجلس النيابي وهما كتلة "المستقبل" وتكتل "التغيير والإصلاح".

وفي حديث لـ"النشرة"، أشار جابر إلى وجود ثلاثة خيارات في ما يتعلق بمجلس النواب، وهي إجراء الانتخابات أو التمديد أو الفراغ، لافتاً إلى أنّ الحكومة لم تعيّن لغاية الآن هيئة الإشراف على الانتخابات، كما أنّ وزير الداخلية نهاد المشنوق صرّح مرارًا بأنّ الظروف الأمنية لا تسمح بإجراء انتخابات، وقال: "تفاءلنا خيرًا في الاجتماع الاول الذي عقده الوزير نهاد المشنوق بحضور قائد الجيش العماد جان قهوجي وأعلن فيه الاستعداد لإجراء الانتخابات، لكن بعده تفاقمت الأمور بشكل معقد مما يؤكد أن موضوع اجراء الانتخابات عمليًا وفعليًا قد لا يكون ممكنًا في الوقت المحدد في 16 تشرين الثاني".

وفيما لفت جابر إلى أنّ مكوّنًا أساسيًا أعلن نيته الانسحاب من الانتخابات، أعرب عن اعتقاده بأنّ الأمور للأسف تتجه نحو التمديد، واصفًا إياه بأنه "أهون الشرّين"، مشدّدًا على أنه يبقى بالتأكيد أفضل من الفراغ.

أوراق قوة بيد الدولة اللبنانية

وتطرق جابر إلى قضية العسكريين المخطوفين لدى الجماعات الإرهابية، فأكد أنه يقدّر مشاعر أهاليهم القلقين على مصير أولادهم المهدَّدين بالذبح على أيدي تلك الجماعات التي تدّعي الإسلام لكنها تقوم بجرائم إرهابية عكس التعاليم الإسلامية، مشدّدًا على أنّ الإسلام دين محبة وانفتاح وتحاور والنبي محمد أنزل من الله رحمة للعالمين. وتمنى أن يكون الفرج قريبًا على خط هذه القضية خصوصًا أنّها وُضِعت بأيدي أصحاب الاختصاص من القيادات الأمنية التي كان لها الباع الطويل في التعاطي مع هكذا موضوع، وعلى رأس هؤلاء المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.

ولفت النائب جابر إلى أنّ الجيش اللبناني اتخذ تدابير وإجراءات ساعدت على تقوية الموقف اللبناني التفاوضي، ومنها عزل عرسال عن جرودها ومحاصرة الإرهابيين، مشيراً إلى أنّ هذا التدبير بحد ذاته شكل ورقة تفاوض قوية، حيث بات الإرهابيون يطالبون بالممرّ الآمن، كما لفت أيضًا إلى المداهمات والاعتقالات التي قام بها الجيش، معتبرًا أنّها شكلت نقاط قوة له، وقال: "نحن مع مبدأ التفاوض وإمكانية المقايضة ولكن هذا الأمر يجب أن يبقى منوطاً بالمعطيات التي تملكها الأجهزة الأمنية، ولكن علينا أن نعلم أنّ المخطوفين ليسوا بأيدي دولة أو جهة يُعتمَد على مصداقيتها، إنما لدى مجموعاتٍ إرهابية، ولذلك فإنّ إنهاء قضيتهم قد يستغرق وقتا، وقد تابعنا كيف انتهت قضية مخطوفي أعزاز وراهبات معلولا وكم من الوقت احتاجته".

خطر وجودي يستهدف لبنان

وأعرب جابر عن أمله بأن يصل ملف العسكريين المخطوفين إلى خاتمة سعيدة في ضوء أوراق القوة التي تكوّنت لدى الدولة ومهارة المفاوضين، متمنياً النجاح بإطلاق سراحهم بأسرع وقت ممكن ليعودوا إلى أحضان ذويهم ودولتهم ومؤسستهم العسكرية والأمني وإلى وطنهم.

وحول ما يُحكى عن وجود خلايا نائمة، تحدّث جابر عن خطر وجودي يواجهه لبنان إزاء ما ترتكبه العصابات الإرهابية، مشيراً إلى أنّ هذه العصابات تشكل خطرا محدقا وداهما على كل المناطق اللبنانية، "فإذا كان الارهاب يستهدف عرسال والعسكريين في الشمال فإنه يطال كل لبنان تطبيقا للمثل القائل لبنان كالجسم الواحد إن اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى"، كما نوّه بالحديث الأخير لقائد الجيش العماد جان قهوجي الذي شكّل صدمة للمواطنين من أجل الاستعداد واليقظة والتنبه للمخاطر.

النزوح السوري يحتاج إلى علاج

واعتبر جابر أنّ موضوع النزوح السوري يحتاج إلى علاج وتنظيم، لافتاً إلى أنّ على اللبنانيين وضع أيديهم بأيدي بعض من أجل إيجاد الحلول لإعادة النازحين للمناطق التي يستطيعون العودة إليها في سوريا، ودعا لفتح باب التعاون مع سوريا لإيجاد السبل لإعادة ما يمكن من النازحين، ووجّه تحيّة في هذا السياق إلى وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الذي كانت لديه الجرأة لطرق هذا الموضوع باعتبار أنّ تدفق النازحين بات يفوق قدرة لبنان.

وفي موضوع الهبات المقدّمة للجيش اللبناني، أكد جابر أنّ الجيش بحاجة لكلّ المساعدات من الداخل والخارج ومن أيّ جهة أتت، مشدّداً على أنّ المطلوب اليوم أن نعزّز قوانا الأمنية وأن ندعو الاحتياط للالتحاق بالجيش، مشيراً إلى أنّ ما أقدمت عليه الحكومة بشأن التطويع أمر جيد وبحاجة الى متابعة.

وختم جابر حديثه قائلاً: "المطلوب أن نتكاتف لأجل حماية لبنان لأنّ الانقسام في هذا الظرف سيدمّر الوطن وعلينا أن نتذكر دائماً المثل القائل "ما حك جلدك مثل ظفرك" ولا خلاص إلا بالاتكال على النفس وبالوحدة الوطنية".