بعد عدة سنوات من الزواج، أنجب الزوجان خلالها ثلاثة أطفال، أصيب الزوج فجأة بنوبة من الجنون حيث طلب من زوجته الطعام فأجابته بعدم وجود طعام لانشغالها بأمور أخرى في المنزل، وطلبت منه ان يشتري طعاما جاهزا لعدم قدرتها علي إعداد الطعام في هذا اليوم، لكنه لم يرد عليها وفاجأها بأن أمسك بيدها وقضم اصبعها البنصر وتم نقلها الى المستشفى في حالة سيئة وقام الاطباء باستئصال باقي الاصبع لإنقاذ حياتها.

وخرجت الزوجة من المستشفى مريضة نفسيا، ولم تستطع العودة لمنزل زوجها بل قصدت منزل أسرتها وأقامت دعوى طلاق حيث قدمت للمحكمة تقريرا من المستشفي بما حدث لها.

وأقر الشهود بما حدث من الزوج وإحداثه عاهة بيد زوجته إذ قضت محكمة الدرجة الأولي بطلاق الزوجة طلقة بائنة للضرر فاستأنف الزوج الحكم.

فيما أوضح الزوج ان ما فعله بزوجته كان خارجا عن ارادته، ولم يقصد ايذاءها وان احساسه بالجوع أصابه بحالة عصبية ولم يدر ما فعل بزوجته، لهذا يطلب الغاء الطلاق من أجل أطفاله الثلاثة، كما ان محكمة الدرجة الأولى لم تعطه فرصة للدفاع عن نفسه وتقديم شهوده ما أكدته محكمة الاستئناف لأن الزوجة قدمت للمحكمة صورة كربونية من تحقيق قضائي به شهادة من أقوال شقيق الزوج شهد فيها برؤيته لشقيقه وهو يعض إصبع زوجته، ويحدث بها إصابات ونقلها هو للمستشفى.

كما قدمت الزوجة المدعية تقارير طبية تفيد استئصال اصبعها من يدها اليسري ومستندات أخرى تفيد اصابتها بعاهة مستديمة، كما اعتبر شقيق الزوج في التحقيق أن شقيقه مصاب بمرض نفسي وينتابه هياج في بعض الأوقات، وقد شاهد شقيقه وهو يعض الوسادة التي ينام عليها ثم امسك يد زوجته وقضم اصبعها، مما اضطره في النهاية الي ادخاله مستشفي الأمراض النفسية حيث اعتبرت محكمة الاستئناف انه علي فرض ان الزوج لم يقصد ايذاء زوجته، وانه أصيب بحالة من الجنون المتقطع.. فإن في ذلك ضررا بالغا لا يستطاع معه دوام العشرة مع مثل هذا الرجل ما يوجب تطليق الزوجة وإذا كانت محكمة الدرجة الأولي قد قضت بهذا النظر فيجب تأييد حكمها ورفض استئناف الزوج.