أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي ​جوزيف أبو فاضل​ أنّ الجيش اللبناني يشرّف رأس خالد الضاهر ومعين المرعبي وكل اللبنانيين، لافتاً إلى أنّ أحداً لا يقبل أن يحصل ما يحصل بحق الجيش، مشيراً إلى أنّ على خالد الضاهر ومعين المرعبي أن يعرفا أنهما أصبحا في دائرة الاستهداف المعنوي، مشدّداً على أنّ الجيش ليس فشة خلق، موضحاً أنه يُستهدَف في بيئتهما الحاضنة.

وفي حديث إلى تلفزيون "OTV" ضمن برنامج "حوار اليوم" أداره الإعلامي رواد ضاهر، أشار أبو فاضل إلى أنّ مواقف وزير الداخلية نهاد المشنوق الأخيرة بحق حزب الله لم تكن موفقة، لافتاً إلى أنّ المقاومة تدافع عن كلّ لبنان من شماله إلى جنوبه، وانتقد بشدّة مواقف وزير العدل اللواء أشرف ريفي، لا سيما لجهة دعوته لإلغاء المحكمة العسكرية، واصفاً هذا الطرح بأنه مشبوه كون هذه المحكمة تحاكم الإرهابيين، وكان الأجدى به أن يكون حريصًا على القضاء، قارئاً في كلامه انطلاقاً من ذلك تهديداً مبطناً لكلّ قضاة لبنان.

وفيما اعتبر أبو فاضل أنّ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط خائف من الفتنة، أشار إلى أنّ التمديد هو من مصلحة الجميع، ومن لا مصلحة له بالتمديد هو رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون لأنه الأقوى شعبيًا، في حين يتراجع خصومه كلّ يوم وفي مقدّمهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وكذلك حزب الكتائب.

وتحدّث أبو فاضل عن توتر سعودي إيراني كبير ينعكس على المنطقة، واستبعد أن يكون التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب سيقضي على داعش في المدى المنظور، لافتا إلى أنّ التكفيريين يخططون ليكونوا في شبعا وكفرزبد ومحيطهما، وكذلك في رأس بعلبك والقاع.

مسرحية رومانسية قريبة للبكاء

أبو فاضل اعتبر أنّ الأمور تتجه إلى مزيد من التصعيد في كلّ المنطقة نتيجة تصريحات وزراء تيار المستقبل ووزراء قوى الرابع عشر من آذار من موضوع المقاومة ومن موضوع الجيش اللبناني.

ورداً على سؤال عن المواقف الأخيرة لوزير الداخلية نهاد المشنوق، لفت أبو فاضل إلى أنّ الوزير المشنوق كان في كلامه الكثير من معنى المناسبة وهي ذكرى استشهاد اللواء وسام الحسن، معتبراً أنّ العملية كانت أشبه بمسرحية رومانسية قريبة إلى البكاء، وقال: "رحمة الله على كل من ماتوا في لبنان لكن كان هناك كلام عبارة عن لزوم ما لا يلزم".

وأشار أبو فاضل إلى أننا في لبنان لا نتكل على التحقيقات بل على أحكام القضاء في نهاية المطاف، ورأى أنّ الوزير المشنوق خرج بهذا الكلام حتى يُنتقد لأنّ فريقه السياسي أتعبه وأرهقه وأقلقه وهو الذي يتهم أنه ذهب بعيدًا بالتعاون والتنسيق وإلى ما هنالك، وبالتالي فإنّ تصريحه أتى لإرضاء قوى الرابع عشر من آذار.

لبنان استبيح بالكامل

وشدّد أبو فاضل على وجوب قلب الطاولة اليوم، ولفت إلى أنّ رئيس الحكومة من الطائفة السنية كما أنّ وزير الداخلية من الطائفة السنية وكذلك وزير العدل من الطائفة السنية، ومدير عام قوى الأمن الداخلي أيضًا من الطائفة السنية ومثله رئيس فرع المعلومات من الطائفة السنية، ومدّعي عام التمييز هو من الطائفة السنية كذلك الأمر. ولاحظ أنّ هؤلاء عندما يجتمعون يقرّرون سياسة لبنان الأمنية والعدلية والقضائية، معتبراً أنّ قوى الثامن من آذار ارتكبت خطأ كبيرًا عندما قدّمت هذه التنازلات لأجل أغراضٍ معيّنة.

وأكد أبو فاضل أنّ المقاومة تقاتل في الشمال والجنوب، متسائلاً أيّ دولة يفترض بهذه المقاومة أن تضع إمكانياتها بيدها، مشيراً إلى أنّ وزير الداخلية نسف أقواله نفسه بكلامه الأخير المرتبط بمهرجان معيّن، مستغرباً كيف يطالب البعض حزب الله بتقديم كلّ ما لديه للدولة، في وقت يعلم القاصي والداني أنها دولة فاسدة وعاجزة.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ لبنان استبيح بالكامل عندما تغيّرت طائفة مدّعي عام التمييز، مع تسحيل احترامه وتقديره لكلّ مدّعي عام التمييز الذين تناوبوا والذين قال أنهم أصدقاؤه، موضحًا أنّ الوضع كان مختلفًا تمامًا عندما كان مدّعي عام التمييز من الموارنة، وكان لا يتّكل لا على السعودية ولا على النظام السوري ولا إيران.

مواقف المشنوق غير موفقة

واعتبر أبو فاضل أنّ هناك اختلافاً على المصالح في الحكومة، لافتاً إلى أنّ مواقف الوزير نهاد المشنوق الأخيرة لم تكن موفقة إطلاقاً بل جاءت لتصبّ الزيت على النار، متسائلاً عمّا إذا كان هناك أيّ مطلوب من الطائفة السنية يقبل أن يمثل أمام المحكمة العسكرية.

ورأى أبو فاضل أنّ الوزير المشنوق يعرف أنّ هذا الكلام يضرّ ولا يفيد، وهو يخسر من مصداقيته، إذ لا يجوز أن يطلق التهم هكذا جزافًا، خصوصًا أنه ينسق منذ فترة مع حزب الله، وأشار إلى أنّ الرئيس سعد الحريري أعلن بوضوح أنه يرفض أن يكون معه أحد مع الجماعات الإرهابية والتكفيرية.

وجدّد أبو فاضل، من جهةٍ ثانية، انتقاده للمحكمة الدولية التي بات سيفها مسلطاً باتجاه الصحافيين مع الدعوى المرفوعة ضدّ رئيس تحرير جريدة الأخبار ابراهيم الأمين ونائبة مدير عام قناة الجديد الآنسة كرمى خياط.

ورداً على سؤال، نفى أبو فاضل بمعرفته بالمقصود من حديث المشنوق عن أنّ أحد قادة الأجهزة الأمنية يفتقد للصفاء، معتبراً أنّ هذا الكلام لا يجوز أن يصدر عن وزير الداخلية الذي يعتبر مسؤولاً عن كلّ الأجهزة الأمنية في واقع الأمر.

جنبلاط خائف من الفتنة

في سياقٍ آخر، لفت أبو فاضل إلى أنّ وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل يكنّ حقدًا دفينًا للرئيس السوري بشار الأسد، ومن هذا الأساس فإنه ينسف كلّ شخص يقف إلى جانب النظام في سوريا، وأشار إلى أنّ الإيراني في المقابل يقوى من خلال المفاوضات مع الأميركيين علمًا أنه مفاوض صعب، واعتبر أنّ الخلاف الشيعي السني اليوم هو أولوية بين إيران والسعودية.

ورداً على سؤال عن مواقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، لفت أبو فاضل إلى أنّ الأخير يريد أن يتصالح مع النظام في سوريا، مقللاً من شأن ما يقوله بخلاف ذلك، معتبراً أنّ الوضع في سوريا الآن لا يسمح بمثل هذه المصالحة، إلا أنّ وليد جنبلاط يمشي باتجاه الغرب ورأسه في دمشق ويفكر بدمشق.

واعتبر أبو فاضل أنّ تصريحه حول جبهة النصرة هو تصريح سياسي، لافتاً إلى أنّ جنبلاط يريد أصلاً من ينتقده في هذا المجال، رابطاً هذه المواقف بقضية العسكريين المخطوفين، متمنياً الرحمة لمن استشهد من بينهم، مشدّداً على أنّ جنبلاط خائف من الفتنة وهو يعرف تمامًا أنّ أيّ شرارة لا سمح الله لن تقف.

إلغاء المحكمة العسكرية مرفوض

واعتبر أبو فاضل أنّ من يقتلون جنود الجيش اللبناني هم مجموعات تنتمي لجبهة النصرة، لافتاً إلى أنّ أعداد من يفرّون من الجيش ويلتحقون بهذه المجموعات محدودة، مشيراً إلى أنّ الإعلام لا يجب أن يضيء على هؤلاء ولا أن يتحدّث عنهم، واعتبر أنّ فرار هؤلاء هو أمر جيد لأنّ الجيش يُنظَّف بذلك ممّن لا يحترمون عقيدته.

ورفض أبو فاضل بالمطلق الدعوات التي يطلقها البعض لإلغاء المحكمة العسكرية، مشيراً إلى أنّ مثل هذا الأمر يؤدي لطيران الجيش لا سمح الله، واعتبر أنّ هذه المحكمة مشهودٌ لها، وتوجّه بالتحية للقاضي فادي صوان الذي أصدر قرار الاتهام بحق مصطفى الحجيري.

واستغرب أبو فاضل قول البعض أنّ القانون لا يسري على بعض الأطراف، مذكّراً بالضغوط التي تعرّض لها القضاء لإخلاء سبيل شادي المولوي والكلّ يعرف أين هو اليوم، وكذلك بالنسبة لعلي الحجيري، وجدّد مطالبته بهيئة علماء مسيحيين بمقابل هيئة العلماء المسلمين التي تفاوض عن الدولة، مقترحاً أن يرأسها المونسنيور كميل مبارك، مستغرباً كيف تستقيل الدولة من مراكزها ومهامها، واعتبر أنّ الوزير أشرف ريفي يستبيح العدلية بتصريحاته السياسية، مشدّداً على أنّ ضرب المحكمة العسكرية لا يجوز.

كلام ريفي تهديد مبطن

وشدّد أبو فاضل على أنّ الكلام الذي صدر عن وزير العدل اللواء أشرف ريفي حول إلغاء المحكمة العسكرية هو تهديدٌ مبطن لكلّ قضاة لبنان، معتبراً أنّ هذا التصريح لا يجوز أن يصدر عن وزير عدل، معتبراً أنه مشبوه في هذا الظرف كون المحكمة العسكرية تصدر أحكامها على الإرهابيين، ولأنّ قانون الإرهاب 58-11-1 لا يمكن تطبيقه إلا بالمحكمة العسكرية وهو استصدر خصيصاً ليحاكم الإرهابيين أمامها ولا يمكن تطبيقه إلا أمامها حصراً.

واعتبر أبو فاضل أنّه لا يجوز أن يصدر مثل هذا الكلام بإلغاء المحكمة العسكرية عن وزير العدل على باب مجلس الوزراء وبعد صدور قرار اتهام بحق مصطفى الحجيري، لافتاً إلى أنه كان الأجدى به أن يكون حريصًا على القضاء، وإذا كان لديه من مشروع لتعديل معين حول هذا الموضوع، فليقدّمه لحكومة لا عبر الإعلام، كون التصاريح التي يخرج بها الوزير ريفي تشنج الناس دائمًا وقد أرهقت أعصابهم.

أين الدولة؟

وفي موضوع التهديد الأمني الذي سبق أن تعرض له من قبل المدعو براء الشامي بالقتل والنحر على خلفية مواقفه من المجموعات الإرهابية ولا سيما داعش، جدّد أبو فاضل القول أنه لا يخاف إلا من الله، مستغربًا عدم إظهار الجهات الرسمية أي جدية إزاء هذا الملف، مستهجناً كيف أنّ أحدًا لم يفتح أيّ تحقيق، متسائلاً أين النيابة العامة وأين المعلوماتية في قوى الأمن الداخلي.

وشكر أبو فاضل الذين اتصلوا به ودعوه لأخذ الحيطة والحذر، وأكد أنه لا يتراجع عن مواقفه، مشدّدًا على أنه لا يزال في نفس الخندق الذي كان فيه منذ السبعينات حتى اليوم، وشدّد على أنّ أحدًا من المسؤولين والمعنيين بمن فيهم وزير الداخلية ووزير العدل وأمن الدولة التابع لرئيس الحكومة ومديرية المخابرات لم يفتح الموضوع معه.

التمديد مصلحة الجميع

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ هناك مبالغة بمدة التمديد للمجلس النيابي لسنتين وسبعة أشهر، مشيراً إلى أنّ التمديد كان من الأفضل أن يكون لبضعة أشهر على أن يتبعه تمديد آخر في حال الضرورة، لافتاً إلى أنّ لدى الرئيس سعد الحريري مشاكل في تيار المستقبل وهو يخاف من أن يبتزه البعض في عدد من المناطق، متحدّثاً عن معارك طاحنة تنتظره في أكثر من منطقة وبينها العاصمة بيروت نفسها.

ولفت أبو فاضل إلى أنّ لا مأزق انتخابي لدى قوى 8 آذار، لكنّ هذه القوى تقبل بالتمديد لتمرير المرحلة، كما أنّ حزب الله منشغل وهو يقاتل ويقدّم شهداء للوطن، والجيش كذلك الأمر لديه جبهات مفتوحة عليه، وأشار إلى أنّ التمديد بالتالي هو من مصلحة الجميع، مؤكداً في الوقت عينه أنّ من لا مصلحة له بالتمديد هو رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون لأنه الأقوى شعبيًا، في حين يتراجع خصومه كلّ يوم وفي مقدّمهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وكذلك حزب الكتائب.

جعجع رفض سحب ترشيحه

وفي موضوع الانتخابات الرئاسية، أشار أبو فاضل إلى أنّه إذا كان حزب الله يؤمّن تعطيل مجلس النواب من أجل العماد ميشال عون، فإنّ عون كذلك الأمر يؤمّن غطاءً لحزب الله والمقاومة، وأكد أن لا تراجع عن هذا الموقف في المدى المنظور، مستبعدًا إنجاز الانتخابات الرئاسية في وقتٍ قريب كما يوحي البعض.

ولفت أبو فاضل إلى أنّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع رفض سحب ترشيحه ليتمّ الاتفاق على مرشح توافقي، كما أنّ الأمين العام لقوى "14 آذار" فارس سعيد، الذي يدير العملية، لا يكون أبدًا ضدّ سمير جعجع، وشدّد على أنّ تيار المستقبل لا يمكنه أن يستمرّ بهذا الجو، مشيراً إلى أنّ التيار يشعر أنه سيصبح شبه معزول في ظلّ الواقع الراهن، وهو يتراجع كلّ يوم في ظلّ نمو المجموعات التكفيرية والإرهابية.

واستبعد أبو فاضل أن تأتي الهبة السعودية للبنان في الوقت الراهن، مشيراً إلى أنّ هذه الهبة لن تأتي إلا إذا جاء رئيس للجمهورية مثل ميشال سليمان. ورداً على سؤال عمّا إذا كان الممكن أن يأتي رئيس مثل سليمان، قال أبو فاضل أنّ ذلك مستحيل، إذ إنّ الرئيس سليمان تحفة ولا يمكن أن يأتي مثله.

المعركة محصورة بين قهوجي وسلامة

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ الأسماء المطروحة رئاسيًا كثيرة، بينها الوزير السابق جان عبيد وقائد الجيش العماد جان قهوجي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة والوزير السابق مروان شربل وغيرهم، لكنه أعرب عن اعتقاده بأنّ المعركة لا تزال محصورة بين العماد جان قهوجي والحاكم رياض سلامة.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ قوى 8 آذار تسير بهما في حال حصلت تسوية، لكنّه شدّد على أنّ المرشح الوحيد لهذه القوى في المرحلة الحالية هو العماد ميشال عون، وقال: "إذا حصل العماد ميشال عون اليوم على القانون الأرثوذكسي وعلى انتخاب الرئيس من الشعب، عندها يمكنك الحديث معه".

ورداً على سؤال عن أداء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، أكد أبو فاضل أنه يؤيده بضرورة انتخاب رئيس، وتمنى عدم دخوله لعبة السياسة كما فعل سلفه البطريرك السابق نصرالله صفير، وجدّد القول أنّ عهد الرئيس ميشال سليمان كان حافلاً بالأخطاء، وكان كلّ همّه أن يتمّ التمديد له.

توتر سعودي إيراني كبير

وفي الموضوع الإقليمي، لفت أبو فاضل إلى أنّ على القاصي والداني أن يعلم أنّ منطقة العمليات الأميركية يُمنَع على الجيش السوري أن يتدخل فيها، وأشار إلى أنّ مخطط تقسيم سوريا لا يزال سارياً ولا سيما من الجانب التركي.

واستبعد أبو فاضل أن يتمكن التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب من القضاء على داعش، مشيراً إلى أن العملية طويلة تتطلب سنوات كثيرة، معتبراً أنّ هناك مخططاً لتمديدها بالريموت كونترول على دول المنطقة، مشدّدًا في الوقت عينه على أنّ الأمر مرتبط أيضًا بالمفاوضات الأميركية الإيرانية.

وتحدّث أبو فاضل عن توتر إيراني تركي الآن وكذلك توتر إيراني سعودي كبير جداً، مشيراً إلى أنّ المنطقة لن تهدأ، لافتاً إلى أنّ اشتعال الجبهات كلّها في توقيتٍ متزامنٍ مرتبط بذلك.