أن يشنّ رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب ​وليد جنبلاط​ هجوماً من العيار الثقيل على مدير الاستثمار في وزارة الاتصالات ورئيس مجلس الإدارة المدير العام لهيئة "​أوجيرو​" ​عبد المنعم يوسف​، سائلاً عن الجهات السياسية التي تغطّي هذا المدير، الذي، وبحسب جنبلاط "لا يستطيع أكبر وزير أن ينفّذ خطة تطوير القطاع من دون موافقته"، فذلك يعني في السياسة أن "البيك" قرر إستكمال حربه ضد رئيس "​كتلة المستقبل​" فؤاد السنيورة من خلال التصويب على أبرز رجاله في المؤسسات. حرب بدأها جنبلاط عند وقوع أزمة ​النفايات​، وإقفال ​مطمر الناعمة​ بعدما رفض السنيورة أن يشارك الزعيم الدرزي رئيس مجلس إدارة "​سوكلين​" ​ميسرة سكر​ بحصّة في الشركة المذكورة.

أما الغريب في هذا الهجوم، فيشرحه المتابعون على الشكل التالي: في السابق، عندما كان يتعرض يوسف لهجومات تنتقد أداءه وتكشف صفقاته، من وزراء الإتصالات المنتمين الى تكتل "التغيير والإصلاح"، كانت الدنيا تقوم ولا تقعد داخل كتلة "المستقبل"، وكان نواب التيار الأزرق وعلى رأسهم ​غازي يوسف​، يسارعون الى عقد المؤتمرات الصحافية وإصدار البيانات المستنكرة والمدافعة عن عبد المنعم يوسف، والمهاجمة للتكتل ورئيسه العماد ميشال عون. أما اليوم، وعلى رغم أسئلة جنبلاط "هل يجوز أن تكون هناك مناطق لبنانية لا تزال محرومة من خدمات الإنترنت؟ ولماذا لا يستفاد من خطوط الألياف الضوئية (Fiber Optic)؟ وهل يجوز أن تكون كلفة الإنترنت باهظة الى هذا الحد؟... لماذا هذا التراخي والتقصير؟"، على رغم كل هذه الأسئلة لم يسمع صوت السنيورة مدافعاً عن مديره العام ولم تعلُ اصوات نوابه داخل الكتلة فوق صوت جنبلاط.

نعم في هذا الأمر الغريب قرار واضح وصريح من قيادة "التيار" اي من النائب ​سعد الحريري​ شخصياً، "وهذا ما تبلغه السنيورة في الآونة الأخيرة"، تقول مصادر مطلعة في "تيار المستقبل". وتتابع "قرار الحريري هذا، هو ذاته الذي تم تطبيقه عندما هاجم جنبلاط ​بلدية بيروت​ على خلفية تكدّس النفايات في العاصمة، وهو ذاته الذي وضع حداً لعاصفة البيانات التي هبت بين أحد صحافيي قناة المستقبل ووزير الصحة ​وائل أبو فاعور​".

اذاً هجوم جنبلاط على يوسف بقي مضبوط السقف من جهة بيت الوسط، وفي هذا السياق يعلق نائب في الكتلة الزرقاء "ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها التيار لأعنف الحملات السياسية من قبل "البيك"، الحليف السابق في فريق الرابع عشر من آذار، وليست المرة الأولى التي يستعمل فيها جنبلاط أسلحته الثقيلة للتصويب علينا، غير أن المناعة السياسية التي إكتسبناها، تسمح لنا بعدم التعليق على كل ردات الفعل المتسرعة والمتشنجة التي تصدر عنه بين الحين والآخر، لذلك عمم الحريري علينا عدم الإنجرار وراء السجالات الكلامية التي يفتعلها جنبلاط وفريقه معه عبر وسائل الإعلام، كل ذلك على قاعدة، إذا إختلفنا مع "البيك" على ملف النفايات، فلا يجب أن نكسر الجرّة معه نهائياً لأن أموراً وملفات كثيرة تفرض علينا التنسيق فيما بيننا".

في المقابل هناك من يقول من زوار المختارة، "حتى جنبلاط نفسه اكتفى بهذا الهجوم من دون ان يستكمله والسبب انه لا يريد اشتباكاً مع "التيار الأزرق" في هذه المرحلة قد ينسحب الى الشارع كما حصل عندما تحرك مناصرو الحريري في اقليم الخروب ضد إقتراح جنبلاط القائل بإستقبال سبلين لنفايات بيروت، وقطعوا الأوتوستراد في برجا".

واذا كنتم تريدون معرفة المزيد عن ذلك ابحثوا عن تطبيق خطة وزير الزراعة أكرم شهيب لمعالجة النفايات.