اعلن الرئيس السوري ​بشار الأسد​ ان "سوريا لا تثق بالمسؤولين الغربيين"، موضحاً انه "لا يمكن أن نأخذ تصريحاتهم على محمل الجد سواء كانت إيجابية أو سلبية".

وفي تصريح الى قناة "خبر" الايرانية، لفت الى ان مسؤولي الغرب "يعيشون حالة ضياع وعدم وضوح بالرؤية، وبنفس الوقت شعوراً بالفشل تجاه المخططات التي وُضعت لسوريا ولم تحقق أهدافها".

وأشار الى ان الرئيس الفرنسي السابق ​نيكولا ساركوزي​ كُلّف من قبل إدارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش بالتواصل مع سوريا لعدة أهداف، مجملها كان تغيير الخط السياسي في سوريا.

واعتبر انه "عندما لم يتمكّن الغرب من تغيير السياسة السورية وتمسّكها بالحقوق واستقلالية القرار، كانت أحداث "الربيع العربي" فرصة للانقضاض عليها".

وأفاد ان "الدول الغربية لها سيد واحد هو الولايات المتحدة الاميركية، وكل هذه الدول تتصرف بما يأمرها به المايسترو الأميركي". ولفت الى ان "الغرب يريد إيجاد دول ضعيفة تلتهي بخلافاتها الداخلية ولا يكون لديها وقت لا للتطور ولا لدعم القضايا الوطنية والقومية وفي مقدمتها فلسطين".

وشدد على ان "الحديث عن موضوع النظام السياسي أو المسؤولين في سوريا هو شأن سوري داخلي".

ورأى ان "السعودية هي النموذج الأسوأ والأكثر تخلّفاً وتأخّراً على مستوى العالم بمجال الديمقراطية وحقوق الإنسان والمشاركة الشعبية في الدولة".

وأشار الى ان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "الذي خلق فجوات داخل المجتمع التركي من خلال حديثه عن الفتنة والتمييز بين المكوّنات ليس في موقع أن يعطي نصائح لأي دولة بالعالم".

وأوضح انه "منذ بداية الأزمة قررنا أن يكون هناك حوار ومازلنا نؤمن بهذا المبدأ ومن البداية قررنا مكافحة الإرهاب واليوم نحن أكثر تمسكاً بهذا المبدأ".

وأكد "اننا اليوم أكثر تصميماً على التمسك بمبادئنا، وأثبتت الأحداث صحة ما كنا نقوله منذ بداية الأزمة". وأشار الى ان "التنظيمات الإرهابية وآخرها "داعش" أو جبهة النصرة هي مجرد مظهر من مظاهر انحراف طويل وعميق في منطقتنا وفي مجتمعاتنا".

ورأى ان "المظهر الأساسي للانحراف بمنطقتنا هو الدعوة الوهابية التي فسّرت الإسلام بشكل مناقض بكثير من الحالات لمضمون الدين الإسلامي نفسه"، مؤكداً انه "لا يمكن لدول تدعم الإرهاب أن تقوم بمكافحته، هذه حقيقة التحالف الدولي الذي نراه".

وذكر انه "بعد عام وبضعة أشهر لعمليات التحالف الدولي ضد الإرهاب نرى نتائج معاكسة، فالإرهاب توسّع برقعته الجغرافية، وبزيادة الملتحقين به". وكشف عن ان "عدد الطلعات الجوية لـ 60 دولة بالتحالف مجتمعة في سوريا والعراق، لا تعادل أجزاء بسيطة مما يقوم به سلاح الجو السوري".

وتساءل: "كيف يمكن للولايات المتحدة وحلفائها أن يقوموا بمكافحة الإرهاب وبنفس الوقت أقرب حلفائهم في حكومة أردوغان يقومون بدعم الإرهابيين". ورأى ان "التحالف الدولي سيخلق نوعاً من التوازن بين القوى لتبقى النار مشتعلة وعملية التآكل بسورية والعراق ودول أخرى بالمنطقة لنضعف جميعاً لعقود".

كما سأل "إذا كنت أنا ذريعة للإرهاب في سوريا فمن هو ذريعة الإرهاب في اليمن، أنا لست موجوداً في اليمن، من هو ذريعة الإرهاب في ليبيا والعراق؟". واعتبر ان ""داعش" نشأ تحت راية الاميركيين، والقيادات الداعشية كلها خريجة السجون التي كانت تديرها أمريكا وليس الحكومة العراقية".

ورداً على سؤال حول فرص نجاح التحالف بين سوريا وروسيا وايران والعراق ضد الإرهاب: "يجب أن يكتب له النجاح وإلا فنحن أمام تدمير منطقة بأكمله".