وصفت مصادر تيار "المردة" لصحيفة "الجمهورية" مبادرة رئيس الحكومة الاسبق ​سعد الحريري​ التي تتمثل بترشيح رئيس التيار النائب ​سليمان فرنجية​ لرئاسة الجمهورية بـ«الجريئة، ففيها ذهبَ الحريري بترشيح شخصية من الأكثر "8 آذاريين"، لكن وعلى رغم الموافقة الدولية عليها، إلّا أنّها اصطدمت بعقبة داخلية اسمُها ميشال عون"، معتبرةً أنّ "الحريري ما زال مؤمِناً بها، وهو ما يظهر جليّاً في مواقفه واستمرار دعمِه لها، إضافةً إلى التواصل المباشر بين الرَجلين"، وهذا ما أكّدته مصادر تيار "المستقبل" لـ"الجمهورية"، مشيرةً إلى أنّ "شيئاً لم يتغيّر من ناحية المبادرة، وترشيحُ تيارنا لعون مستحيل".

ولفتت مصادر "المردة" إلى أنّه "لا يمكن استضعاف مبادرة الحريري، حيث إنّ نقاط القوّة فيها غالبة، بدءاً من ترشيح "المستقبل" شخصاً قريباً من "حزب الله"، مروراً من الدعم الإقليمي والدولي اللذين يَحظى بهما فرنجية، وصولاً إلى تمثيله للوجدان المسيحي ووجوده ضمن "الرباعي المسيحي"، إضافةً إلى انطباق مواصفات بكركي التي وُضِعت للرئيس عليه".

وفي المقابل، أكدت المصادر أنّه "لا يمكن اقتلاع هكذا مبادرة إلّا عبر مبادرة توازيها قوةً، ويجب على أيّ مرشّح منافس أن يحظى بغالبية نقاط القوّة التي تتمتّع بها مبادرة الحريري".

وشددت المصادر على أنّه "كان يمكن لعون تبرير أنّه الأقوى مسيحياً من خلال فكرة ترؤسِّه لأكبر كتلة مسيحية، لكنّه فضّلَ السيرَ بـ"لقاء معراب" الذي وعلى رغم أهمّية حصوله، إلّا أنّه خسَّر الفريقين رضى حلفائهما عنهما، فمِن جهة دخلت الحزازية في علاقة عون و"حزب الله" نظراً لاتفاقه مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ومن جهة أخرى تزعزعَت علاقة جعجع بالحريري على اعتبار أنّ الجانبين سارا بترشيحات لا يرضى عنها الجانب الآخر، كما أنّ هذا الاتفاق جعلَ "حزب الله" ينظر بعين الريبة تجاه اتّفاق عون وجعجع، بما أنّه في حال اتُفِق على قضايا استراتيجية بين هذين الأخيرين، هذا يلغي إمكانَ توحيد الرؤية بين عون والحزب على المسائل الاستراتيجية، نظراً إلى كونه اتّفق عليها مع خصمِ الحزب، إذاً العلاقة بين عون وجعجع مع "المستقبل" والحزب وإن شكّلت في مكانٍ ما نقطة قوّة، لكنّها تتحوّل تدريجياً لتصبح نقطة ضعف".