نقلت صحيفة "الحياة" عن مصادر أوروبية أنه "ليس لدى المجتمع الدولي ما يقدمه حالياً للبنان سوى دعمه الجهود الرامية للحفاظ على استقراره الأمني والنقدي بالتالي لا يزال يراهن على إمكان انتخاب رئيس جديد إنما على أساس التفاهم على مرشح توافقي"، مشيرةً إلى "ضرورة إخراج هذا الاستحقاق من التجاذب السياسي الراهن في ضوء حصر المنافسة على الرئاسة، وحتى إشعار آخر، بين رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون وبين رئيس تيار "المردة" النائب ​سليمان فرنجية​".

وأفادت المصادر عن "الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الفرنسي ​جان مارك أيرولت​ للبنان في 10 و11 تموز المقبل حيث أنها زيارة رمزية لن تخرج بنتائجها عن الدعم المعنوي للجهود المحلية الرامية إلى إخراج ملف الرئاسة الأولى من التأزم الداخلي"، مشيرةً إلى أنه "لن يحمل معه إلى بيروت عصاً سحرية يمكن أن تقلب الوضع رأساً على عقب لمصلحة الذهاب إلى انتخاب رئيس جديد".

ولفتت إلى أن "أيرولت يود التأكيد أن الهم اللبناني لا يزال يشغل بال الدولة الفرنسية التي تربطها بهذا البلد علاقات تاريخية"، موضحةً أن "وجوده في بيروت يأتي أيضاً لتكرار الحضور الفرنسي الداعم لوحدة لبنان واستقراره وضرورة تحييده عن الحرائق المشتعلة في عدد من دول الجوار".

وأعربت المصادر عن اعتقادها بـ"أن أيرولت لن يحمل في جعبته مجموعة من الأفكار يمكن أن تخرج لبنان من لائحة الانتظار المفروضة عليه"، مفيدةً أنه "سيسعى للاستماع إلى آراء المعنيين بالأزمة وإذا كانت لديهم معطيات جديدة تتجاوز لجوء كل فريق إلى رمي المشكلة على الفريق الآخر وتفتح الباب أمام البحث الجدي في إعادة تفعيل عمل المؤسسات الدستورية التي أخذت تتساقط الواحدة تلو الأخرى".

وأكدت أن "الدول الأوروبية تخشى من تصاعد وتيرة الصراع المذهبي في المنطقة، وتحديداً بين السنّة والشيعة، لما يترتب عليه من تهديد مباشر، ليس لدور الأقليات فيها فحسب وإنما لوجودها التاريخي في إشارة إلى ارتفاع منسوب الهجرة لدى المسيحيين"، مشيرة إلى "عجز دول معينة عن إيجاد تسوية تنهي الحرب الدائرة في سورية من دون التفاهم مع دول أخرى لها نفوذها في المنطقة".