رسم مرجع عسكري كبير صورة ايجابية لعناصر الاستقرار الراهن، مشيرا إلى ان الوقائع الميدانية على الارض، بين يدي الجيش، تعكس جانباً مهماً من انطباعاته تلك.

وأكد في حديث إلى "الأخبار" ان "التنبه واجب وضروري، وهو جرس الانذار الدائم للجيش حيال اي هجمات او اعتداءات ارهابية عند الحدود الشرقية. لا نتعامل مع الامن كما لو ان 1 +1 يساوي 2. يمكن ان يساوي 10 او 100. الجيش نجح الى حد بعيد في الاعمال الاستباقية، الا ان ذلك لا يلغي احتمال الهجمات والاعتدءات والاعمال الانتحارية في اي وقت. لا احداً يسعه التصور ان الامن مطلق. ليس في لبنان فحسب، بل في اي مكان في العالم، بدءاً من هنا الى اوروبا الى الولايات المتحدة".

وشدد على اننا "لا نعيش في ذعر او خوف، الا اننا نتحوط ونتنبه. الامن ليس مطلقاً، لكن في المقابل ليس ثمة أمن بالتراضي في لبنان. ليس ثمة منطقة مغلقة دون الجيش في اي بقعة". وأضاف: "لم يتغير موقف الجيش من الارهاب، ولا يزال نفسه، وخصوصاً منذ مهاجمته مجموعة امير داعش في عرسال والقلمون المدعو "ابو الفوز" وقتله واعتقال المسؤول الامني لديه "ابو ملهم". اهتز واقعهم هناك، ولم يعد في وسعهم بالسهولة المتوقعة اعادة تنظيم مجموعاتهم وتحركاتهم والاعتداء على الجيش كما كانوا يفعلون قبلاً. هذا لا يجعلنا ننام على حرير. تنظيم "داعش" يتلقى ضربات في كل مكان تقريباً، مع انه يحاول تعويض هزائمه في بعض المناطق".

وأضاف أنه "عند الحدود الشرقية لم نعد اليوم عشية آب 2014 عندما هاجم الارهاب عرسال. لسنا متوهمين من ان الاستقرار مئة في المئة. ليس ثمة ما يمنع اللجوء الى اعمال امنية على طريقة حرب العصابات تعوض ما ظن الارهاب انه دخل في مواجهة متكافئة مع الجيش. هذا الأمر ولى منذ زمن".

وقلل المرجع العسكري الكبير من القلق المفرط الذي تعبر عنه بيانات تصدر عن سفارات الى رعاياها: "لدى السفارات مصادر معلومات تجعلها تبدي خشيتها. اعلنت من تلقائها هذا الانذار، الا انني استبعد اي خطر او اعتداء على السفارات ومكاتب الامم المتحدة".

ورأى ان لبنان "ليس جزيرة في منأى عما يجري في جواره ومحيطه"، لافتا إلى ان طما يجري في سوريا والعراق مخيف. ما يقلقني اكثر في سوريا ليس ما يجري اليوم، بل ما قد يؤدي اليه في المستقبل. الصورة غامضة تماماً. في سوريا دخل الجيش الى الرقة ثم انسحب. في منبج استعادت "داعش" المبادرة والهجوم، في وقت نقول ان رقعة سيطرتها في سوريا والعراق تتقلص. ما يحمل على ضرورة العمل في الداخل على تفادي اي تأثيرات من الخارج، كوننا بتنا بسبب الجغرافيا جزءاً منها مع اننا نحاول ان لا نكون طرفاً فيها. ما يجري في سوريا ادعوه حرباً عالمية ثالثة غير معلنة لوفرة الدول المتورطة فيها. ذلك يجعلني اعتقد ان الحرب هناك طويلة، وإن عرفت تهدئة من حين الى آخر، الا انها حرب الـ20 سنة على الاقل. على هذا النحو عرفنا حروب المئة عام".