الأمل والتفاؤل تحيا بهما النفوس، وتبزغ خيوط الصباح من ظلمة الليل البهيم، وأن تحلو حكايات السلوان في غمرة الأحزان من ثنايا الآلام والخطوب.

الأمل والتفاؤل كشعاعين يضيئان دياجير الظلام ويشقان دروب الحياة للأنام، ويبعثان في النفوس الجد والمثابرة للوصول الى المبتغى...

فبالأمل يذوق الإنسان طعم السعادة، وبالتفاؤل يحس ببهجة الحياة، والآمال العظيمة تصنع أشخاصاً عظماء، هؤلاء هم الأمل بذاته...

هؤلاء كالأوراق الخضراء، لا تسقط مهما هبت العواصف، لا يتأثرون بالمؤثرات الخارجية...

بالأمل والتفاؤل يملكون دائماً سفناً يبحرون بها على باب بحر النجاح، يستمدون الأمل من الثقة بالله، فهي ازكى أمل في الحياة.

السعادة لا تهبط علينا من السماء بل نحن من يزرعها في الأرض، فإن زرعتم البسمة تحصدون الفرحة... وإن زرعتم وردة تحصدون سعادة... وإن زرعتم فكرة تحصدون شعبًا... وإن زرعتم شجاعة تحصدون حضارة...

أفكاركم تنمو بسرعة وتحفظ كما يحفظ المال في البنك وتتضاعف كلما مر عليها الزمن، وهذه الأفكار إذا كانت سلبية سيطر التشاؤم وسوء الظن والحقد ونقد الذات عليها فأدت بِنَا للفشل والإحباط، وأما التفاؤل والمحبة والخير تؤدي بصاحبها الى النجاح والسعادة...

أيها الأحباء إذا فكر الإنسان بشكل جيد تصبح حياته جيدة وأفضل على الصعيد الجسدي والعقلي والنفسي والروحي، فالأفكار التي نزرعها في فكرنا نحصد مثلها، فإن فكرت في النجاح تنجح وإن فكرت في الفشل تفشل...

فازرعوا أنتم أفكاركم بأنفسكم، ولا تتركوا افكاركم رهينة احد يزرع فيها التشاؤم والإحباط وضعف الشخصية ولا تجعلوا تفكيركم نحو أرجلكم، بل اصرفوا همتكم إلى معالي الأمور، وأشغلوا انفسكم بالعمل الإيجابي المثمر الذي يجلب السعادة...

اعزائي الكرام!

الحياة سعادة وشقاء، جدٌ وَلَهْو، خير وشر، شباب وهرم، والذي يريد فقط الخير لن يحصل عليه مهما كان، من غير الممكن ان نطلب سعادة مطلقة، كاملة متكاملة، ولكي نحقق آمالنا فإن علينا أن نقبل الآلام كجزء من متطلبات الحياة، والمدرسة مفتوحة لجميع الطلاب، الذي يسعى ويجتهد حتماً سينجح ويتفوق...

لا تقفوا في مكانكم بل تسابقوا مع أنفسكم، لا ترجعوا إلى الوراء، ليكن كل عمل تقوم به في هذا العام أفضل وأحسن، وأقدر مما كان عليه العام الماضي.

هيا تسابقوا أيها الشباب في التقدم، في زيادة المعرفة، كي لا نرجع إلى الوراء... تسلحوا بالعلم، والذكاء العقلي، واغتنام الوقت... لا تحبطكم الأزمات ولا تيأسوا إذا أغلقت أمامكم الأبواب لعلها سبب في فتح أبواب أخرى لكم أفضل وأحسن منها، فلا تضيعوا تركيزكم وأوقاتكم في النظر إلى الباب الذي أغلق، تسلحوا بالصبر لمجابهة شدة الأيام، فالصبر مفتاح كل فرج وتكون جائزة الصبر راحة سبقها تعب وعناء، استمروا في المحاولة رغم الفشل فهذا هو ضمان لأنفسكم بالنجاح، عودوا انفسكم على حسن النية تصلون حتماً للنجاح، فلا بد من قدوم الفرج مهما طالت ليالي المحن "إن مع العسر يسراً"، ولا بد لليل أن ينجلي....

أصمدوا، واصبروا أمام حوادث الدهر، لأنها لن تبقى على حالها، وستزول حتماً، إن أحوال الإنسان لا تبقى على حالها في كل زمان ومكان، فالحياة في تغيير مستمر، وربما فاجأتنا الأيام في ما لا نحب، أو تبسمت لنا فلا بد لكل شيء من التغير والتبدل مع تعاقب الأيام والليالي، كونوا كصخرة صماء في قوتكم وعزيمتكم في تخطي الأهوال، تحلوا بالعزيمة، والصبر لمواجهة الشدائد، إذا اجتزنا عقبة المحن والإبتلاءات في مسالك الكروب بالثبات والصبر، فكان ذلك دليلاً على صدقنا وثباتنا وطريقنا الى دروب النجاح، اقتلعوا جذور التشاؤم واليأس من نفوسكم بالثقة بأنفسكم وقوة شخصيتكم، تفاءلوا بالخير فإن السرور والفرح يحمي الحزن، ماذا نخسر إذا نشرنا الفرح في المجتمع، مجتمع عالم المستضعفين، مجتمع تهزه الأزمات والصعوبات، والتحديات من جميع الجهات سواء من الناحية المادية، والأمنية، والإجتماعية، مجتمع متعب يعيش مأساة، ماذا نخسر؟

لو حاولنا ادخال السرور على هذا وذاك، أنا متفائل بكم وبقدراتكم، قوموا... وانهضوا.... اطلبوا واقرعوا يفتح لكم الباب.