رأى عضو كتلة "​القوات اللبنانية​" النائب ​فادي كرم​، أن التفكك الحاصل في حكومة تمام سلام، هو نتيجة طبيعية لاجتماع المتناقضات على طاولة واحدة، وهو حصاد ما تم زرعه تحت عنوان "حكومة المصلحة الوطنية"، معتبرا أن حزب "القوات اللبنانية" ما كان ليرفض المشاركة بهذه الحكومة لو لم يكن على قناعة مطلقة بأن هذه التركيبة الحكومية لن تستطيع إدارة البلاد خصوصا في ظل المخاوف من عدم انتخاب رئيس للجمهورية، ما يعني من وجهة نظر كرم ان الحكومة متجهة الى مزيد من التفكك والشلل والتعطيل، علما ان أشر ما فيها هو انه لا غنى عنها ولا هروب منها في ظل تغييب "حزب الله" لموقع رئاسة الجمهورية.

ولفت كرم، في تصريح لصحيفة "الأنباء" الكويتية، الى انه سواء كانت استقالة وزيري "الكتائب" قنبلة صوتية ام قنبلة تدميرية فالنتيجة واحدة، وهي ان هذه الخلطة الحكومية أعجز من ان تجتمع على كلمة سواء في إدارة مصالح البلاد وشؤون المواطنين، معتبرا ان العودة الى الحياة السياسية الطبيعية، تبدأ أولا وثانيا وثالثا بانتخاب رئيس للجمهورية.

على صعيد مختلف، وعن اللقاء بين رئيس جهاز الإعلام والتواصل في "القوات اللبنانية" موفدا من قبل رئيس الحزب سمير جعجع، وبين رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الأخير في محاولة لوصل ما انقطع بين الجانبين، أكد كرم ان "القوات اللبنانية" لم تتخل لحظة واحدة عن تحالفها مع تيار "المستقبل"، خصوصا ان التحالف بينهما ليس آنيا ولا هو لتحصيل المكاسب السياسية لأي من الجانبين، إنما هو تحالف وطني غير تقليدي، ومنصة أساسية للانطلاق منها نحو لبنان الدولة الحقيقية والقوية، مؤكدا ايضا ان اي انفراط لعقد التحالف بين "القوات" و"المستقبل"، يعني انهيار الشراكة الوطنية وسقوط مشروع العبور الى الدولة الحقيقية، معتبرا ان أهمية بقاء التحالف بين الجانبين المسيحي والسني (اي القوات والمستقبل) هو أهمية وجودية للبنان الكيان والدولة على الخارطة الدولية.

وردا على سؤال، اعتبر كرم عدم التفاهم بين "القوات" و"المستقبل" على مرشح واحد بين رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون ورئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، يشير الى حرص الفريقين على انتخاب رئيس للجمهورية، فبعد انعدام كل امكانية لانتخاب رئيس من خارج المرشحين المذكورين، ذهب كل من "القوات" و"المستقبل" الى الخيار الذي يراه الأسلم في ظل ممانعة "حزب الله" لانتخاب رئيس، معتبرا انه وبالرغم من هذا التحول في الخيارات الرئاسية لقوى 14 آذار، لم تستطع الأخيرة انتخاب رئيس، لأن "حزب الله" لا يريد رئيسا ولا يريد الجمهورية برمتها بانتظار إنهاء ملفاته الخارجية ظنا منه وهما وهلوسة انه سيخرج من معاركه الإقليمية منتصرا ويفرض شروطه الايرانية على اللبنانيين.