استبعد سفير لبنان السابق في واشنطن ​رياض طبارة​ أن ينجح أي من الفرقاء المحليين أو الاقليميين والدوليين بالدفع باتجاه مؤتمر تأسيسي في لبنان، لافتا الى أن الموضوع خارج نطاق البحث من منطلق أن أيا من هؤلاء الفرقاء وبالتحديد اللبنانيين ليس جاهزا ليفتح بابا مماثلا، من غير المعروف ما اذا كان سيقدم له المزيد أو يأخذ من حصصه، وبالتالي لن يقوم بمجازفة مماثلة.

واعتبر طبارة في حديث لـ"النشرة" أن طرح "السلة المتكاملة" لن يجد كذلك طريقه للاعتماد خاصة وأن قوى 14 آذار باتت تصر على أن يكون سلاح حزب الله على رأس هذه السلة، مشددا على أنّه طالما لم تُفرج ايران عن الورقة الرئاسية، طالما الأمور ستبقى على ما هي عليه. وقال: "الرئاسة تبقى هي الاولوية في أي سلة، وباقي الملفات ثانوية".

ثورة مقبلة؟

واشار طبارة الى أن ورقة الرئاسة باتت على طاولة المفاوضات الاقليمية – الدولية، وبالتالي من غير المعروف متى سيحين موعد مبادلتها وبأي ملف، مشددا على عدم امكانية تحديد مواعيد خاصة أن عملية الافراج عن الورقة قد تتم خلال 24 ساعة اذا اتُخذ القرار بذلك. ولفت الى ان "الورقة قد تكون وضعت أصلا على الطاولة وبدأ النقاش فيها، كما من المحتمل أنّه لم يحن وقتها بعد، فلا أحد يمكن أن يحسم بهذا الأمر".

ولفت طبارة الى أنّه "متى حُلّت الرئاسة حُلت كل الملفات اللبنانية الأخرى العالقة"، مستبعدا التوصل لاقرار قانون جديد تجري على أساسه الانتخابات النيابية المقبلة "نظرا لصعوبة الوصول الى تفاهم بين كل الفرقاء يعيد انتاج الحصص التي يؤمنها لهم القانون الحالي". وقال: "أما الحديث عن ثورة شعبية في حال عدم التوصل لاقرار قانون جديد فبغير مكانه، لأن هذه الطبقة السياسية هي التي تحرك الشارع وجمهورها، أما ​المجتمع المدني​ فتبقى حركته محدودة وغير قادرة على انتاج ثورة".

مواجهة روسية - تركية

وتطرق طبارة للملف السوري، معتبرا أن أهمية ​معركة حلب​ تكمن بالمواجهة التركية – الروسية بحيث ترفض أنقرة كليا محاصرتها من الشمال السوري ووجود أحد أعدائها عند حدودها، فيما تحاول موسكو توسيع نفوذها بعد تحقيق الهدف الاستراتيجي من دخولها الحرب السورية، الا وهو خلق موطىء قدم لها على ساحل سوريا وهو ما تحقق الى حد كبير لذلك لا نراها متحمسة كثيرا على خوض المعركة هناك حتى النهاية.

ورأى طبارة أن المبعوث الدولي الى سوريا ستيفان دي ميستورا يُخطىء في طريقة مقاربته لموضوع المفاوضات، مشددا على ان الاولوية هي للتفاهم الكبير الأميركي- الروسي الذي ينتقل بعدها لمستوى التفاهم بين النظام والمعارضة، لافتا الى أنّه طالما لا تفاهم بين القطيبين الاساسيين لن يسلك الحل السياسي في سوريا طريقه الصحيح، بل بالعكس ستدخل المفاوضات في مرحلة من الارهاق غير المبرر.