فرضت التفجيرات الارهابية الانتحارية التي استهدفت بلدة القاع البقاعية سلسلة تدابير أمنية استباقية ووقائية اتخذتها القوى العسكرية والامنية ال​لبنان​ية جنوباً قبيل عيد الفطر المبارك، على ان ترتفع وتيرتها عشيّة العيد وصبيحته لحماية المصلين في دور العبادة ومدن الملاهي والمراكز الثقافية العربية والاجنبية في الجنوب.

وفي هذا السياق، أوضح مصدر أمني لـ"النشرة" أنّ هذه التدابير الأمنية ستصل إلى ذروتها ليلة العيد وتستمر خلال ايامه الثلاثة، مؤكدا ان الامن في الجنوب ممسوك بالتعاون والتنسيق بين الجيش والقوى الامنية الاخرى خصوصًا أنّ ما يقارب 13 ألف جندي من قوات "اليونيفيل" ينتشرون على أرض الجنوب، وبالتالي فإنّ مسؤولية حمايتهم ودورياتهم المؤللة تقع على عاتق الجيش والامن اللبناني.

ولفت المصدر إلى أنّ الخطة تقضي أيضاً بمراقبة تجمعات النازحين السوريين الى الجنوب من صيدا الى بنت جبيل والنبطية واقليم التفاح وصولا الى حاصبيا ومرورا بالزهراني وصور وتسيير دوريات الى الاماكن المكتظة بهم، مؤكدا ان الامن العام اللبناني شدد من الاجراءات التي يقيمها بالقرب من المقرات الرسمية في صيدا وصور والنبطية وبنت جبيل وحاصبيا حيث يدقق في هويات السوريين الداخلين الى مكاتبه لانجاز معاملات تجديد الاقامة او اي معاملة اخرى، ويطلب منهم ابراز بطاقاتهم لدى الحراس والابتعاد قدر المستطاع ثم الدخول واحدا بعد اخر بعد مناداتهم بأسمائهم وذلك تحسبا لاي طارىء امني.

وأشار المصدر إلى أنّ الاجراءات الاحترازية تقضي كذلك الأمر بمنع دخول السوريين خلسة الى المناطق الجنوبية من خلال ممرات غير شرعية، ولذلك كان التنسيق بين الجيش والامن العام في شبعا والعرقوب لسد كل المنافذ التي يجتازها السوريون من بيت جن الى جنوب الليطاني حيث انتشار اليونيفيل. وأكد أنّ التدابير تشمل أيضاً مراقبة كل الخلايا النائمة ومداخل المخيمات الفلسطينية والبساتين المحيطة بالرشيدية وعين الحلوة الذي كثرت فيه الاشكالات مؤخرا، حيث من المقرر ان ترتفع في عيد الفطر الزيارات من والى المخيم من أقارب خارجه لتبادل التهاني في العيد، كما ان انصار الارهابي احمد الاسير وضعوا موضع مراقبة وفي دائرة امنية ضيقة لان الوضع الامني وحساسيته ودقة المرحلة الصعبة تتطلب مثل هذه الاجراءات، علماً أنّ التنسيق قائم مع القوة الامنية الفلسطينية المشتركة في المخيم لمنع الاخلال والعبث الامني بداخله او في جواره اللبناني.

وكشف المصدر ان تسيير الدوريات الامنية في الاسواق التجارية في صيدا والنبطية بدأ ليل امس لاعطاء الامان لروادها الذين يتحضرون لشراء السلع والبضائع استعدادا لعيد الفطر، لافتاً إلى أنّ من مهام الدوريات القاء القبض على المطلوبين بخلاصات احكام وجرائم عدلية او تجار ومتعاطي المخدرات، معلناً ان مجلس الامن الفرعي في النبطية قرر دعم وتفعيل الحواجز الامنية لقوى الامن الداخلي المنتشرة على مداخل مدينة النبطية بعناصر جديدة فضلا عن تزويد مخافر قوى الامن في المدينة بعناصر جديدة لتتولى تنفيذ المهام الامنية الموكلة.

وإذا كانت هذه الإجراءات تقع في خانة الأمن الاستباقي وذلك لاجهاض اي عمل مدسوس، فإنّها تأتي لطمأنة المواطنين بالدرجة الأولى خصوصًا في ضوء مخاطر وارتدادات ما يجري في العراق وسوريا والارهاب الذي ضرب لبنان في القاع والاعتداء على الجيش اللبناني في عرسال وتوقيف القوى الامنية لشبكات ارهابية على الاراضي اللبنانية، ما يحتم على الجيش والقوى الامنية اتخاذ اعلى درجات الوعي والرصد والمراقبة لحماية كل المناطق اللبنانية ومنها الجنوب من اي عمل ارهابي.