اعتبر راعي أبرشية جبيل المارونية ​المطران ميشال عون​ أنّه من الصعب في مكان الجزم بأهداف الارهابيين وبالتحديد من العملية الاخيرة التي نفذوها في بلدة ​القاع​ الحدودية، لافتا الى أنّهم لا شك استهدفوا المسيحيين الموجودين في البلدة، لكن ما لا يمكن حسمه هو ما اذا كان ذلك بمثابة رسالة لكل المسيحيين الموجودين في لبنان.

ورأى عون في حديث لـ"النشرة" أن العمليات الانتحارية التي تمت في القاع كان من الممكن أن تحصل في اي منطقة لبنانية أخرى، سواء كانت مسيحية أو مسلمة، داعيا لتكون هذه الاحداث "عاملا يدفعنا للتمسك أكثر بايماننا وأرضنا وبكل قرانا وللاصرار على الحوار والانفتاح على اخواننا المسلمين الذين يؤمنون بالعيش المشترك فنتحد معهم لحماية بلدنا".

لا لحمل السلاح

وأعرب المطران عون عن أمله في أن لا تتكرر هذه التفجيرات في مناطق أخرى، مؤكدا أن الجيش يقوم بجهود جبّارة وعمل رائع لكن يجب تأمين الدعم الداخلي كما الخارجي له. وقال: "المطلوب التفات الخارج لمد الجيش بالأسلحة والأجهزة التي تسمح له بالكشف عن الخلايا الارهابية ومواجهتها بالتزامن مع الوقوف صفًا واحدًا في الداخل اللبناني وراءه لاتمام المهمات الملقاة على عاتقه".

وأكّد عون أنّه لا يؤيد ظاهرة حمل السلاح لمساعدة الجيش بمواجهة الارهابيين خاصة وأن لديه العديد الكافي للقيام بواجبه، واضاف: "لا نريد أن نتجه باطار ردة الفعل الى مكان نرفض الوصول اليه"، لافتا الى ان مهمة السكان يجب ان تكون "المراقبة وملاحقة الغرباء والتنبه الى تحركات مريبة لهم باعتبار أن ليس السلاح ما يحل مشكلة الانتحاريين الذين لا يترددون ينفجير أنفسهم حتى ولو كان هناك من يحمل السلاح تحسبا لهم".

لرئيس يحصّن الأمن

واذ استبعد عون أن تكون النيران السورية انتقلت الى لبنان، رجّح أن تكون عودة العمليات الارهابية ردة فعل على الضغوط العسكرية التي يتعرض لها التنظيم في سوريا والعراق وغيرها من البلدان، وقال: "كل ذلك يجب ان يزيدنا تضامنا وتمسكا بالعيش المشترك ويعمّق الحوار بين بعضنا البعض".

ورأى عون أن انتخاب رئيس للبلاد من شأنه أن يساهم بتحصين الوضع الأمني والسياسي على حد سواء ويعطي ضمانة لتفعيل عمل مؤسسات الدولة. وردا على سؤال عمّا اذا كان وزير الخارجية الفرنسية سيحمل معه جديدا يحدث خرقا بجدار الأزمة الرئاسية، قال عون: "نحن نأمل خيرا من اي حراك داخلي أو خارجي يسعى لوضع حد للشغور الرئاسي المتمادي منذ أكثر من عامين، ونشكر كل جهد يُبذل في هذا المجال عسى أن يأتي بنتائج ايجابية بأسرع وقت ممكن".