حسمها وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت وأعلن أنّه سيصل إلى بيروت، كما كانت "النشرة" قد كشفت في وقتٍ سابق، وذلك في الحادي عشر من الشهر الحالي في زيارة تستمر يومين. ولكن، ما الذي سيحمله الموفد الفرنسي في جعبته؟ وهل يمكن الحديث عن انفراجٍ ما في ملف الانتخابات الرئاسي حتّم هذه الزيارة؟

بحسب مصادر دبلوماسية فرنسية، فإنّ أيرولت، الذي سيلتقي في بيروت رئيس الحكومة تمام سلام ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل، سيلتقي أيضاً عدداً من الشخصيات السياسية الفاعلة، إلا أنّها لم تحدّد هوية هذه الشخصيات، لافتة إلى أنّ نتائج هذه الزيارة بالنسبة للملفات العالقة ابتداء برئاسة الجمهورية مرورا بالامور الاخرى تبقى مرتبطة باللقاءات التي سيجريها رئيس الدبلوماسية الفرنسية مع كبار المسؤولين اللبنانيين، مشددة على ان فرنسا ستؤكد بطبيعة الحال مواصلة دعمها للجيش اللبناني، وللقوى الأمنية اللبنانية في مكافحة الاٍرهاب التكفيري الذي يستهدف لبنان.

وما لا تقوله المصادر الدبلوماسية تكشفه مصادر سياسية متابعة للتحرك الفرنسي في الملف اللبناني، حيث تجزم ان ايرولت لا يحمل شيئا محددا في ما يخص الاستحقاق الرئاسي لان ال​إيران​يين لا يزالون على موقفهم والسعوديين لا يريدون الاجتماع مباشرة مع الإيرانيين، فلذلك ستقتصر لقاءات الوزير الفرنسي على استطلاع آراء من سيلتقيهم من اللبنانيين وجمع الأفكار تمهيدا لتواصل آخر مع ايران والسعودية اذا ما ظهرت بوادر حلحلة في مواقف هاتين الدولتين.

وتأتي زيارة المسؤول الفرنسي بعد ايام من المجزرة التي ارتكبها انتحاريون في القاع، والتي ما زالت اسبابها وأهدافها غامضة، سواء بالنسبة الى المكان الذي جاء منه هؤلاء، او في ما يتعلق بامكانية استثمار ما حصل في الملف الرئاسي لمصلحة الخيار الأمني رئاسيا.

وفي هذا السياق، تتوقف المصادر عند المواقف الاخيرة لرئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب ​وليد جنبلاط​ والتي إن دلّت على شيء فعلى أنّه بات مقتنعا بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، حتى ولو كان الخيار يمكن ان يقع على رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون. وترى المصادر أنّ هذا الموقف يهدف الى رفع تهمة تعطيل مجيء عون عن كاهله لكن بالشروط التي يضعها، اي اتفاق الجميع على الجنرال، وهو بذلك يرمي الكرة في ملعب الآخرين ولا سيما رئيس تيار المستقبل ​سعد الحريري​.

وتعرب هذه المصادر عن اعتقادها بأنّ جنبلاط يريد أن يتقرّب بالتحديد من حزب الله، وهو يدرك أنّ الحرب السورية طويلة، وأنّ الرئيس السوري بشار الأسد لن يسقط فيها، بل ان اي حل سيلحظ له دورا اقله دستوريا ولو بالشكل، لذلك فهو لا يريد وجع رأس مع حزب الله، وهو يعرف ان قرار الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هو التمسّك بدعم ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون حتى قيام الساعة.

أكثر من ذلك، تؤكد المصادر أنّ جنبلاط يدرك أن الحريري يخسر اوراقه واحدة تلو الاخرى الى درجة انه ارتضى بقيام ثنائية مع رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، وهي لا تستبعد تكرار الأمر نفسه قريبا مع رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مراد، ولذلك يريد ان يكون دوره محفوظا كالعادة.

وتخلص المصادر الى القول انه بانتظار ان تنجلي تفاصيل مجزرة القاع، وتظهر التحقيقات من اين أتى الانتحاريون، وهل جاؤوا من معبر عرسال او من مشاريع القاع الفالتة على المجهول، فأن الايام او الشهور المقبلة ستبين ما اذا كانت طريق بعبدا تمر من عرسال السنية كما تردد سابقا ام من القاع المسيحية .