أنا ابن هذه الأرض...

معنى أن أكون لبنانيًا أنني انتمي إلى هذه الأرض، معنى ان أكون لبنانياً أن أتحمل المسؤولية الملقاة على عاتق كل لبناني، من أجل أن نجعل هذه الأرض أرضاً حرة مستقرة، أن نحترم كل إنسان يعيش معنا في هذا الوطن حتى لو اختلفنا...

هناك أرض نريد أن نزرعها، هناك أرض نريد أن نستثمرها، علينا ان نتفاهم ونعمل معاً، ونزرع معاً، ونتعلم معاً ونقف في قضية الحرية والعدالة، وكل الديانات لا يتنكرون للعدالة.

دعنا نحاول ان نعيش التاريخ في واقعنا قبل ان نعيش التاريخ في الماضي، نحن في حياتنا لا نحتاج الى التاريخ حتى يعطينا قضايا تفرض نفسها علينا، نحن نعيش واقعنا والتاريخ يبقى دروسًا وإيحاء، نحن نعيش واقعنا في صراع بين الحق والباطل.

نعم، هناك صراع حقيقي منذ آدم أول البشر، نرى أن هناك صراعًا بين الحق والباطل، بالباطل المتمثل بالشيطان والحق المتمثل بالنبلاء.

اذا أردنا ان نكون لبنانيين يجب تأكيد الحق، ما يجمعنا في إنسانيتنا هي القيم الروحية الإنسانية التي يتفق فيها وعليها جميع الأديان. هذه هي قيمة كل لبناني.

هل تأخذ قيمتك من أرزك، أو من شاطئك، أو من سهلك، أو جبلك؟ إنها وبكل بساطة صناعات وخيالات، لا نريد ان نعطي الصخرة إنسانية، نحن نحتاج أن نعطي الإنسان انسانيته وكيانه...

نحن نعيش مرارة المجتمع، هناك خير وهناك شر، هناك حق وهناك باطل، هناك خير وشر في النفس، هذا يعني أنكم في صراع بين الحق والباطل، فمن غير الممكن ان نكون مع الحق والباطل، فهمًا شيئان متناقضان، فعندما نختار الحق نختاره بعد صراع، واختيارنا لطريق الحق هو اختيارنا للكمال، لان هذا الاختيار جاء بعد صراع، بعد المعركة الطاحنة النفسية، وانت قادر على اتباع الحق او اتباع الباطل، ليس كالنحلة تصنع العسل ولا تستطيع ان تصنع شيئًا، فالحق ليس مجرد إرث ورثناه، فلا نريد ان نوزع السباب والشتائم على كل من نختلف معهم، ولكن التمرد على الحق يؤدي الى الإنحراف والفساد والسقوط، والضلال، والتمرد على الحق يعني التمرد على الإستقامة والثبات، والأمانة، والصدق، والوفاء، والإخلاص...

السنا على الحق في معارضتنا للباطل الذي يمثله الواقع؟

السنا على الحق في معارضتنا لحركة الواقع الذي فيه مستقبل اجيالنا وشبابنا؟

نواجه الآن تيارات فكرية مختلفة، علينا أن نحاول أن نقنع أنفسنا فيه، علينا أن نحرر أفكارنا ونواجه كل القضايا التي تختلف الناس فيها.

إذاً ماذا تنتظرون؟ تحركوا لتعرفوا الحقيقة. لا تدع احدا يفكر عنك على طريقته بل لنتعاون بالتفكير لنصل الى الحقيقة ونحترم قناعاتنا للحق، لنعلن للجميع اننا على حق. لا تقفوا موقف الإنسان الحائر في طروحاته، لا تنسحبوا إذا لم يقبلكم الأخرون، التزموا بفكر يحتضن الآخر، ان الباطل لا يستمر (الى الزوال). الحق يعلو ولا يعلى عليه، فهو رسالة سماوية من أجل صالح وصلاح الانسان ومن أجل التحذير والتنبيه من الباطل الذي هو صراع مع الحق.

اندفعوا نحو النظرة الواقعية لكي تعرفوا الحق والحقيقة من اجل ان نعرف في الحياة الفردية والإجتماعية، المبادئ والضوابط الأخلاقية، ولكي نميز السلوك والتصرف المقبول والحق من الباطل لنبلغ سعادة وتكاملاً من أجل بناء الذات والمجتمع، من أجل بناء الإنسان، من أجل بناء المجتمعات البشرية، من أجل بلوغ النضج والسعادة المعنوية، من أجل سيادة الأخلاق الصحيحة، من أجل القضاء على الجهل...

لا تخافوا الإنهزام، عيشوا حرية شبابكم وعنفوانكم وقوتكم وانفتاح عمركم على مستقبل طويل. حياتنا تمر مر السحاب، نحن نستهلك عمرنا في كل يوم، لا بدّ ان نفرق بين حاجاتنا ورسالتنا، طعامنا وحاجاتنا هي عناصر استمرار الحياة ولكنها ليست رسالتنا في الحياة، لا بد ان يكون لنا قضية وهدف، ان تعرف ان هناك شيئًا يدفع عمرك وقوتك ويدفع شبابك الى تأكيد وجودك ليكون وجودك وجوداً تنطلق فيه الأهداف وتشغل فيه الواقع كله ومهما كانت نتائج الباطل الحسية، فهو لا يملأ عقلك، ولا يوصلك للاستقرار النفسي، الدنيا قيمتها بما تصرفها فيه تماماً كما المال لا قيمة له إلا اذا استبدلكم فيه شيء ينفعك، من أجل ماذا تكذب ونظلم، ونخون، ونسرق، وننهب؟

لا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق... اتخذوا موقفاً لا يكفي معرفة الحق والميل اليه، انهضوا، هبوا للعمل بالواقع وتحقيقه، وتطبيق الحق وليس برفع الشعارات...

إذا تغلب الباطل على الحق فكان القوي يأكل الضعيف والغني يستغل الفقير ويسيطر عليه في أعماله، اعملوا جميعاً صغيراً وكبيراً على استئصال الباطل من جذوره لكي يمهد ويسهل علينا تحقيق الحق ومواجهة أنصار الباطل والتصدي لهم كي لا يتمكنوا من طرح هذا الفساد.