لفت الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في كلمة له بمناسبة يوم القدس العالمي الى أن "هناك أنظمة وعروش عربية تعمل في العلن لخدمة اسرائيل للمحافظة على عروشها، ومن اهداف اعلان الامام الخميني يوم القدس العالمي هو لابقاء القضية حية، فهذا اليوم هو يوم للتذكير وللاضاءة على القضية العظيمة ولرسم الطريق وتحديد المسؤوليات بوضوح وبعيدا عن المجاملات الدبلوماسية والسياسية"، موضحاً ان "الحق الواضح الذي يجب ان يقال بقوة في مثل هذا اليوم ان فلسطين ارضاً محتلة ومسروقة من أهلنا الشرعيين وان الزمان لا يحول الارض ملكا للسارق وللناهب ولو اعترف بها كل العالم"، مؤكداً أن "اسرائيل كيان غاصب ومحتل وسارق وناهب وانجز كل ذلك بالارهاب، كما أن هذا الكيان لا يجب الاعتراف به، انما يجب ان يزول من الوجود ليعود الحق لأهله".

وأشار الى أن "امام هذا الوضع الامني والنقاشات في البلد، سأذكر 3 نقاط، اولا البعض استغرب استهداف القاع واهلها، على قاعدة ان الجماعات المسلحة عندما تعتدي في لبنان، لديها تبريرات مفهومة وهي ان "حزب الله" قاتل في سوريا وهم قاموا بردة فعل، فلماذا اعتدوا هؤلاء على القاع واهل القاع الذين ليسوا شيعة، هي بلدة مسيحية ولم تقاتل في سوريا وليست بيئة حاضنة وبلدية القاع منتمية الى خط سياسي معارض للحزب ويؤيد الثوار في سوريا، وهناك أيضاً من سيقول ان الاعتداء من اجل الضغط على "حزب الله" للخروج من سوريا"، مؤكدا أن "انتحاريو القاع لم يأتو من مشاريع القاع بل من جرود عرسال".

وسأل نصرالله: "لماذا استهدف "داعش" مطار أتاتورك في اسطنبول؟"، موضحاً انه "مع العلم ان تركيا لم تهاجم الثوار في تركيا ولم تقاتلهم ولم تفتح معركة معهم لا في القصير ولا في القلمون، انما تتبناهم سياسيا وتحارب النظام في سوريا وتفتح حدودها للمقاتلين، والمال الخليجي يأتي عبر تركيا، كما أنها تشتري نفط داعش وتبيعه، وقامت بكل ما يلزم لمساعدة "داعش"، ففي السياسة لا يفترض ان ينفذ "داعش" عمليات في تركيا، هل تدرون لماذا؟"، المشكلة في عقدة "داعش" التي هي عقيدة النصرة والقاعدة والتكفيريين، وعقيدة تشبه الاعلام السعودي الذي يضج بأن هناك شقيقين يحملان الفكر الوهابي الذي يكفر من ما كان ويفتون بقتله، هذه العقيدة تدفع بشقيقين سعوديين الى قتل امه واباه واخوه الصغير ويفران"، سائلاً "هل داعش دفعهما لذلك ام الثقافة السعودية التي يتم على اساسها تربيتهما؟".

وشدد على ان "النقطة الثانية في هذا السياق، تفيد ان البعض قال اننا ذهبنا وقمنا بحرب استباقية في سوريا كي لا يأتوا الى لبنان ولكن هم اتوا، اذاً حربكم فاشلة، ولكن نقول لولا هذه الحرب الاستباقية كنتم ستجدون كل يوم 8 انتحاريين في مختلف البلدات والقرى اللبنانيين، وبدل السيارة المفخخة كان سيكون هناك عشرات السيارات في المدن اللبنانية، فلولا جهد الجيش والاجهزة الامنية ولولا الحرب الاستباقية للحزب والقوى الامنية لكنا امام وحوش في المنطقة، ولا نستطيع ردهم عن لبنان"، أما في النقطة الثالثة فطلب نصرالله من اللبنانيين أن "لا يدعوا احد ليخيفهم بأن الوضع الامني في لبنان سينهار، فالوضع الامني ممسوك، وادعو اللبنانيين وكل شعوب المنطقة ان يثقوا بالامن اللبناني والاجهزة الامنية والشعب اللبناني"، مؤكداً اننا "نكون امام خرق في القاع، نعم لا شيء مؤمن 100 بالمئة، فانظروا الى تركيا وفرنسا وبلجيكا واميركا وروسيا، ولو استكملت الحرب الاستباقية لما حصلت عملية القاع، ولكن الجميع يرى الوضع السياسي في لبنان وكيف تدار الامور".

وأشار الى أنه "في اسوأ الظروف والحالات قد يشعر شعوب ما انهم ضعفاء، في اسوأ الظروف الضعف قد يسوغ عدم الذهاب الى الحرب الا انه لا يسوغ للاعتراف بالعدو الاسرائيلي والتطبيع مع العدو واقامة علاقات تجارية ودبلوماسية وامنية معه، بل أكثر التواطؤ مع هذا العدو، فهذا ما يجري الآن على مستوى بعض الدول العربية، ويصوت بعضهم لاسرائيل في احدى اللجان المهمة في مجلس الأمن"، لافتاً الى أن "في يوم القدس نقول لكل هؤلاء، لا تعترفوا باسرائيل ولا تعطوها الشرعية، اتركوا هذا الامر للأجيال والمستقبل، فسيأتي الله بقوم يحبهم، والله لن يترك عباده المعذبين في فلسطين ولا مقدساته ولا الارض للمفسدين"، موضحاً ان "الطريق الوحيد المتاح امام الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة التي يطمع بأراضيها هذا الكيان، الخيار الوحيد هو الصمود والمقاومة ولو بنفس طويل، والمفاوضات ادت الى الاعتراف باسرائيل وفتح الابواب لبعض العرب للتطبيع مع اسرائيل، كما أن الطريق واضح ولا يحتاج الى الشرح والاستدلال، لأن الوقائع التي عشنها منذ ما قبل 1998 حتى اليوم، تؤكد هذا المعنى".

واعتبر نصرالله أن "خيار المقاومة بدأ يصنع انتصارات حقيقية في لبنان وفلسطين وعلى مستوى المنطقة، ففي أوج تقدم المقاومة على مستوى الامة، وفي سياق تحولات كبرى نجد ان هناك من دخل بقوة ليحبط هذا المشروع ويسقطه، وذلك عبر طريقين، الاول اخذ المنطقة الى حروب وفتن تحت عناوين كاذبة، مثل الحرية والديمقراطية وزج امكانات مادية بقوة وذلك بهدف ضرب ثقافة المقاومة وارادة المقاومة. هذا لا يزال يتم العمل عليه في سوريا واليمن والعراق، على مستوى الحروب والفتن من البحرين الى ليبيا. الطريق الثلاني هو فتح الابواب على اسرائيل وفتح العلاقات معها وصولاً الى محاولة تقديمها كصديق او حليف"، مشيراً الى أن "الملاحظ ان نفس الأنظمة، بل نفس العائلات الحاكمة التي عملت على فتح الطرق امام اميركا وبريطانيا لاقامة دولة اسرائيل، وهم لا زالوا يحاربون كل امكانية مقاومة سواء في سوريا او العراق، من أجل ان تبقى لهم عروشهم، هؤلاء هم انفسهم، لم يقاتلوا اسرائيل ولم يسمحوا بقتالها، وتآمروا على من اراد محاربة اسرائيل، تحت عناوين غير العنوان الطائفي".

واكد انه "على كل ادوات وخدم اميركا واسرائيل في المنطقة ان يفهموا وييأسوا من امكانية ان تتخلى حركاتنا عن القدس وعن شعب فلسطين، في اليمن سنة ونصف حرب شعواء، وباسم الاسلام يقتل أطفال باعتراف الامم المتحدة الجبانة، وما ارتكب في اليمن مهول وخطير وكارثي ولكن هل خرج شعب اليمن ليقول كفرنا بالاسم وبالقدس؟ ابداًً انما قالوا متمسكون بالقضية وبالقدس، وكذلك في نيجيريا، فقط لأنهم في هذا المحور وهذا الخط، وكل ما يجري في منطقتنا تحت عنوان الحرية والديمقراطية هي مجموعة من الاكاذيب والهدف هو تدمير شعوب وحركات المقاومة وتمزيقها وتفتيتها من اجل حماية اسرائيل وبقائها في المنطقة"، لافتاً الى أن "الرعب الذي اجتاح اسرائيل بسبب المظاهرات التي اجتاحت العديد في العواصم العربية جعلها تقف امام خطر وجودي".