مع بداية الاسبوع الحالي، يمكن القول ان عدداً من المواضيع منتظرة على الصعيد اللبناني في ظل الاهتمام المحلي والدولي بها، منها ما يتعلق بمسائل امنية ودستورية، ومنها ما يرتبط بمواضيع اقتصادية ومالية.

ويمكن القول ان قطار التسوية الذي انطلق بسرعة بطيئة، سيمر في اولى محطاته هذا الاسبوع، فاما سيزيد من سرعته لما فيه انفراج على المستوى اللبناني، او يزيد من بطئه في انتظار قطع الغيار الدولية الكفيلة باعطائه الزخم اللازم للسرعة.

بداية، ينتظر لبنان الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الفرنسي ​جان مارك ايرولت​ ليومين. اعطيت الزيارة الكثير من الابعاد قبل ان يعمد البعض الى "تنفيسها" والتقليل من اهميتها، ولكن رغم ذلك، لا يمكن استبعاد ما قد تحمله من اهمية على خطيّ الرئاسة اللبنانية والدعم للجيش اللبناني. ولئن كان الكثيرون يعتقدون ان الفرنسيين لن يتمكنوا من اعادة احياء الهبة السعودية للجيش اللبناني التي "اغتالها" المسؤولون السعوديون في ليلة قاتمة، الا ان الامل يحدو قلّة من المسؤولين في امكان الافراج عن قسم من هذه الهبة لتأكيد وقوف فرنسا الى جانب الجيش عملياً وليس نظرياً فقط، و"مونتها" على السعودية في هذا الشق.

اما على الصعيد الرئاسي، فتتنازع الزيارة معلومات متناقضة تتراوح بين التفاؤل بامكان احداث خرق في هذا المجال استناداً الى الاجواء السائدة واللقاءات التي عقدها ايرولت نفسه مع السعوديين والايرانيين. ومع التأكيد بأن الحلحلة ليست على بعد ايام فقط، الا انها قد لا تكون على بعد اشهر ايضاً بل اسابيع وفق ما يتردد، واذا صح هذا القول، فإن تقاطع المعلومات قد يطيح بموجة التشاؤم التي سادت قبيل وصول الوزير الفرنسي الى لبنان.

امنياً، ينضم هذا الاسبوع الى ما سبقه وقد يتبعه من اسابيع في هذا المجال، بعد النجاح الامني في تمرير عطلة عيد الفطر دون عمليات ارهابية كان توعد بها الارهابيون، وذلك بفضل الوعي التام للاجهزة الامنية.

الا ان الاستحقاق الابرز يبقى في عرسال التي توجهت اليها الانظار مجدداً حيث يبدا الاسبوع بزيارة غير متوقعة اعلن عنها رئيس بلدية عرسال ​باسل الحجيري​ الى قائد الجيش العماد ​جان قهوجي​، مشيراً الى انه سيرفع ورقة مطالب الى العماد قهوجي حول وضع البلدة وكيفية تحسينه على الصعيدين الاقتصادي والامني. وفي هذا المجال، تكتسب الزيارة اهمية كبيرة كونها قد تكون رسالة مباشرة ومناداة الى الجيش لاستلام زمام الامور، وهي بالتالي قد تشكل الضوء الاخضر اللازم لمجلس الوزراء لاطلاق يد الجيش ورفع القلق المذهبي والطائفي في هذا المجال، كون الطلب اتى "من اهل البيت" المعنيين بالامر.

ومن الامور التي تنتظر حلحلة عقدتها ايضاً هذا الاسبوع، موضوع اقرار مراسيم التنقيب عن النفط في مجلس الوزراء، والذي حظي بدفعة معنوية بالغة الاهمية تمثلت بالاتفاق بين "التيار الوطني الحر" و"حركة امل"، وهو امر، رغم اعتراض البعض عليه كونه يحصر الموضوع بهما فقط، يبقى ملفاً يجب انجازه بالسرعة اللازمة لتفادي التعقيدات المقبلة والتي ستتراكم وقد تشكل تهديداً جدياً للاستمرار بهذا الملف والسير به الى خواتيمه المرجوة.

ويبدو ان لبنان حظي بطمانة دولية في هذا المجال، وهو ما دفع الى "ترتيب البيت الداخلي" وفق ما تقتضيه الحاجة كي لا يضيع كل شيء ويكون الجميع خاسراً، فالمصلحة الفردية في هذا السياق تتأتى من المصلحة العامة!

ملفات كثيرة يحفل بها هذا الاسبوع، وينتظر اللبنانيون تبيان الابيض من الاسود فيها، فإما الانطلاق بزخم نحو محطات مقبلة، او الجلوس وانتظار ما سيحمله شهر آب من مفاجآت.