رد المعارض السوري البارز ورئيس اللجنة القانونية في الائتلاف المعارض ​هيثم المالح​ محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا لـ"محاولة دول عربية توجيه ضربة لنجاحات حزب "العدالة والتنمية" الحاكم المستمرة منذ 15 عاما من منطلق أنّه ذو توجه اسلامي"، معتبرا ان "التقدم يغيظ بعض المتخلفين في الدول العربية خاصة وأن حزب الرئيس التركي ​رجب طيب أردوغان​ نهض بالبلاد بما نسبته 180 درجة، فأقرضت الحكومة التركية البنك الدولي 5 مليار دولار ودخل تركيا في العام 2014 أكثر من 45 مليون سائح".

وفيما اعتبر المالح أنّ "عوامل اقتصادية وسياسية كثيرة تشابكت أدّت لما أدت اليه"، أثنى في حديث لـ"النشرة" على ما وصفه بـ"الموقف العظيم الذي اتخذه الشعب التركي"، لافتاً إلى أنّه "دافع عن صوته، بخلاف ما يحصل في دولنا العربية حيث نصفّق للانقلابات العسكرية".

أما ما يحكى عن أن أنقرة تركت المعارضة السورية في منتصف الطريق، فأعرب المالح عن اعتقاده بأنّه ليس كلامًا دقيقًا، وقال: "نحن نعي تماما أن هناك عوامل اقتصادية بالدرجة الأولى دخلت على الخط، خاصة وأن تركيا مرّت بالمرحلة الماضية بظروف بالغة الصعوبة، فتآمرت عليها دول عربية وفتحت أبوابها لأكثر من 3 مليون لاجىء سوري وسهلت اقامتهم"، لافتا الى أن للنفط والغاز دورًا أساسيًا بالسياسة التركية الجديدة بالتعامل مع ملفات المنطقة.

لبنان الى الهاوية؟

وحذّر المالح جامعة الدول العربية كما المجتمع الدولي من أن "الاستمرار بقمع الثورة السورية سيؤدي لانفجار المنطقة برمتها"، معتبرا أن "ما حصل في نيس وبروكسل وغيرهما ناتج عن الحرب المجنونة المستمرة في سوريا والتي يساهم فيها الروس والايرانيون بقمع الشعب السوري".

وأوضح المالح أنّه تحدث أخيرا لرئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب ​وليد جنبلاط​ على خلفية التوقيفات التي طالت أعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين، لافتا الى أن الأخير أبلغه بأن "لبنان يتجه للهاوية". وقال: "تمنيت عليه التوسط لدى الأجهزة المعنية لوقف الأعمال المشينة بحق اللاجئين الذين اعتقل العشرات منهم وأجبر المئات على عدم التنقل والبقاء في منازلهم"، على حدّ تعبيره. وأضاف: "لبنان مختطف من قبل حزب الله وايران فبعدما كان على مر السنوات واحة حرية وملجأ للمضطهدين بات اليوم مختطفا".

الحل بتقوية الثوار

وشدّد المالح على أنّه "لو وقفت الدول العربية مع الشعب السوري وساعدته بالقضاء على (الرئيس السوري) ​بشار الأسد​ لما كانت الأمور وصلت الى وصلت اليه اليوم، باعتبار أن الاخير بات يحرك خلاياه النائمة الموزعة أينما كان لتخريب المنطقة واستهداف دول غربية لأهداف شتى"، بحسب قوله.

واستبعد المالح تماما أن يكون هناك حل سياسي قريب للأزمة في سوريا، معتبرا أنّه "لو أراد المجتمع الدولي الاطاحة بالاسد لقام بذلك خلال أيام معدودة"، وأضاف: "هم بالعكس أعطوه الضوء الأخضر لتدمير سوريا، واذا كانوا يريدون حقا في هذه المرحلة خلاص سوريا فالأجدى لهم تقوية الشعب السوري والثوار لوضع حد للسفاح بشار الأسد"، على حدّ تعبيره.