شدد ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​ على انه "مهما تآمرت السياسات ومهما استعمل الحديد والنار، فلبنان سيواجه هذه التحديات ويبرهن انه قادر على تجاوزها".

وفي كلمة له من قاعة طائفة الموحدين ​الدروز​ في العبادية، لفت الراعي الى ان "للبنان دور اساسي أكبر من غيره. تنوعنا نعيشه في هذه اللحظة، ليس من الناحية الدينية فحسب، بل من الناحية السياسية أيضا مع وجود كل أطياف المجتمع بيننا".

وذكر ان "الشرق ممزق وهم يريدون من ذلك ان يقولوا انه لا يمكن للناس ان تتعايش. نحن نأسف للحرب المدمرة في سوريا والعراق واليمن، ولكن لبنان مدعو لكي يلعب دور الرسالة بهذا الشرق، لهذا يقتضي علينا المحافظة على هذا التنوع، كما انتم فاعلون".

وأشار الى انه "من أجل حماية هذه التعددية لكي يكون عندنا رئيس للجمهورية، فالبلد من دونه كقصر من دون أبواب مشرع للسرقة والنهب".

ولفت الى "اننا كلنا نرى ان الاعتداء على خزينة الدولة يتزايد، ويتزايد معه فقر الشعب، ما دفع الكثير إلى الهجرة. وحفاظا على البلد والتنوع، نطالب السياسيين بانتخاب رئيس ليستمر لبنان كصاحب رسالة".

ووجه نداء إلى أبناء العبادية "ليعودوا إلى أرضهم الطيبة، فالقرية هي المدرسة التي تساعدنا على الحفاظ على طهارة ونقاوة شعبنا. وللبنانيين ان يحافظوا على أرضهم وممتلكاتهم ولا يبيعونها، الأنظمة السياسية تتغير وكل شيء يتغير ولكن مالك الأرض سيدها".

ولفت الى انه "رغم كل الصعاب، ورغم وجود اخوة نازحين عددهم يغرق الشعب اللبناني، أؤكد لكم ان هناك علامات دولية تشير الى ان لبنان يبقى اللؤلؤة، لذلك يجب المحافظة على مؤسساته وشعبه وتراثه".

بدوره، شدد رئيس بلدية العبادية عادل نجد على أهمية زيارة الراعي الى البلدة، مشيراً الى ان "بلدتنا المتواضعة يا صاحب الغبطة تعايشت في ما بينها منذ بداية التاريخ كعائلة واحدة، ورغم الصعاب التي مر بها الوطن، وبعد المصالحة التاريخية، عاد الأبناء الى ربوعهم".

اما لشيخ عماد فرج، وفي كلمة مشايخ الموحدين الدروز وأهالي البلدة، أكد للراعي ان "لقاء المصالحة التاريخي بين البطريرك مار نصرالله بطرس صفير ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب ​وليد جنبلاط​، سيبقى محطة مضيئة في تاريخنا المعاصر، وانتم مستمرون بهذه المصالحة".

ثم زار الراعي كنائس العبادية، لافتاً الى "اننا نصلي على نية الكتل السياسية والنيابية، ليصلوا إلى تفاهم يؤدي إلى انتخاب رئيس للبلاد، لأن الفساد العارم لم يعد يطاق، وكذلك سرقة المال العام".

ولفت رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، من جهته الى ان "لبنان مريض ونحن من علينا ان نعالجه، لأننا مسؤولون".

ومن قتالة في قضاء بعبدا، دعا الراعي، أبناء البلدة إلى الحفاظ على أرضهم "لأن المستقبل واعد رغم الظروف الصعبة". وأكد "أهمية التعاون مع الكنيسة والمسؤولين للحفاظ على بلدنا"، آملا أن "تبقى هذه الأرض الطيبة علامة أمل ورجاء لأبنائها، لأنه ليس صدفة أن تتخذ منها مطرانية ببيروت مركزا لإستقرارها".