اشار عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب ​نواف الموسوي​ خلال الاحتفال الذي أقامه حزب الله لمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لانتصار تموز عام 2006 وذكرى شهداء بلدة صريفا في الساحة العامة للبلدة، الى انه عندما هُزم العدو الإسرائيلي في العام 2006 ومن ورائه الإدارة الأميركية ومعها النظام السعودي، قرّروا أن يضربوا سوريا بوصفها الرابط بين القلب النابض في جمهورية إيران الإسلامية، وبين الذراع القوية المتمثلة بالمقاومة في لبنان، وما دمنا نهزم الإدارة الأميركية والعدو الصهيوني والنظام السعودي في سوريا، فإننا نكتب كل يوم انتصار عام 2006 من جديد.

اضاف الموسوي لولا يقظة المقاومة المنتشرة على مدى لبنان لا سيما في جنوبه، ولولا القدرة المتكونة للمقاومة على إلحاق أذى بالغ بالجبهة الداخلية الصهيونية، لكان والعياذ بالله تحقق حلم السعودية بانقضاض صهيوني على لبنان، ونحن في كل مناسبة ولحظة من لحظاتنا، نحبط الآمال السعودية لضرب المقاومة اللبنانية، وبقدر ما تواصل مقاومتنا بناء قدراتها العسكرية، فإننا نواصل الحفاظ على لبنان سيداً حراً مستقلاً آمناً من العدوان الإسرائيلي عليه، وهذه الصورة يجب أن تكون واضحة للجميع، فكما أن النظام السعودي قد حرّض في عام 2006 من أجل استكمال العمليات الحربية على لبنان، ولكن توقفت بفعل العجز الصهيوني، هو يحرض اليوم ولا يلقى آذاناً صاغية، لأن من في قيادة الكيان الصهيوني ليس مستعداً لتقديم قطرة من دماء صهيونية من أجل تحقيق أهداف النظام السعودي، وهذا يتحقق بفعل قدرات المقاومة، وليت التخريب السعودي للبنان توقف على التحريض عليه، بل إن النظام السعودي اليوم هو من يعطل المؤسسات الدستورية في لبنان، وهو من يشل انتخابات رئاسة الجمهورية فيه، ونحن نقول للسفير السعودي عندما رد علينا في المرة الفائتة "بأن الشمس طالعة والناس شايفة"، نعم إن "الشمس طالعة والناس شايفة"، وهذا مثل لبناني وجنوبي وليس مثل سعودي، ونحن اللبنانيون جميعاً نعرف أنه إذا رفعت السعودية يدها عن احتجاز تيار المستقبل وكتلته النيابية، لأمكن انتخاب الجنرال عون محطّ الإجماع اللبناني رئيساً للجمهورية، ولكن النظام السعودي يريد رئيساً للجمهورية برتبة موظف لديهم كما كان عليه الأمر من قبل، ونحن لن نقبل إلاّ أن يكون في سدة الرئاسة الحر والشجاع والقوي واللبناني الحق أي الجنرال ميشال عون، وهذا ما يريده المسيحيون، وهذا ما هو مستعد للقيام به الوزير جنبلاط، وما نحن مستعدون لنمضي به، إلا أن ما يؤخره هو الفيتو السعودي، ونحن اليوم نقول مرة جديدة لآل سعود، ارفعوا أيديكم عن لبنان وعن قرار كتلة المستقبل، ودعوا لبنان يهنأ بطمأنينته واستقراره واستعادة مؤسساته الدستورية، ولا تبقونه رهينة لمشاريعكم التي لا تنطلق إلاّ من الحقد، وليس من المصالح السياسية.

ولفت الى إن تاريخ 23 تموز ذكرى انتصار ثورة القائد العربي الكبير جمال عبد الناصر، ويجب أن نذكر العرب جميعاً، أن الخنجر المسموم الذي طعن ظهر جمال عبد الناصر كان خنجر آل سعود، ونسألهم عن أي عروبة تتحدثون وأنتم كنتم خنجراً في خاصرة الزعيم العربي الأول جمال عبد الناصر، وقد قالها بالأمس وزير الخارجية السعودي، وبالتالي فليرفع آل سعود يدهم عن لبنان، ونحن كفيلون كلبنانيين بأن نحافظ على وطننا وعلى بناء مؤسساتنا الدستورية، فلينتهي الاحتلال السعودي للمؤسسات الدستورية اللبنانية.

وعتبر الموسوي إن الحكومة اللبنانية أعربت عن إرادتها السير في التنقيب عن النفط والغاز في منطقتنا الاقتصادية الخالصة، أي تلك التي يتواجد فيها خزين النفط والغاز، وفي هذا الإطار نأمل أن يتحقق ذلك، لأنه يفتح الطريق إلى تحرير لبنان واللبنانيين من قيود الدين العام التي تثقل الموازنة اللبنانية، ولكن يجب أن لا يغيب عن الحكومة اللبنانية ضرورة القيام بواجبها للدفاع عن الحق اللبناني في كامل منطقتنا الاقتصادية الخالصة، فحتى الآن نلفت عناية الحكومة اللبنانية إلى أنها لم تقم بأي مسعى لتأكيد الحق اللبناني في 860 كلم2 التي يدعي العدو الصهيوني أنها له، والتي قالت الأمم المتحدة إنها منطقة متنازع عليها، ومن هنا فإننا ندعو الحكومة اللبنانية إلى تكليف مجموعة من الخبراء في القانون الدولي لا سيما فيما يتعلق بتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة، وإذا كلف الأمر أن نوظف مكاتب حقوقية دولية ذائعة الصيت في هذا المجال، فيجب أن نفعل كمقدمة لكي نرفع صوتنا أمام المنابر الدولية، وإذا تطلب الأمر أن نذهب إلى محكمة العدل الدولية فعلينا أن نفعل، وإذا تطلب الأمر أن نذهب إلى اتفاقية دولية لقانون البحار، فعلينا أن نسير بها، ولكن حتى الآن لم تقم الحكومة بشيء يتعلق بتبيين الحق اللبناني في 860 كلم2 التي تسميهم الأمم المتحدة منطقة متنازع عليها وهي حق للبنان، وبالتالي يجب أن نفتش عن العمليات التي تؤدي إلى البدء بالتنقيب عن الغاز والنفط، وهذا ضروري، ولكن في الآن نفسه يجب أن نؤكد على حقوقنا، الأمر الذي لم تتحقق حتى الآن.