حتى الآن مازالت رئاسة الجمهورية في الأسر؟ والمفارقة أنّ الأطراف الداخلية كلها مجمعة على حصول الأسر وعلى الأسير ولكنها مختلفة على الآسر... إقليمياً التهمة موجهة الى إيران بأنها تأسر رئاسة الجمهورية وبأنها لن تفرج عنها إلاّ في إطار صفقة مع الإدارة الأميركية الجديدة. وليد جنبلاط أضاف الى طهران آسراً آخر هو الرئيس السوري بشار الأسد، وقال بالفم المليان إن بشار لن يفرج عن الرئاسة وسيبيعها من ترامب (دونالد ترامب، المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية) عندما يصبح رئيساً.

الفريق الموالي للتحالف الإيراني - السوري يرد إتهاماً ودفاعاً. في الدفاع يقول إن طهران أبلغت الى باريس وموسكو وواشنطن والأمين العام للأمم المتحدة أنها »لا تتدخل« في الإستحقاق الرئاسي اللبناني. وان الكلمة في هذا الإستحقاق هي عند السيد حسن نصراللّه... وفي الإتهام تقول طهران وحلفاؤها في الداخل اللبناني: إن من يأسر الرئاسة اللبنانية ولا يفرج عنها فيمكّن الفراغ من الإستيطان في قصر بعبدا هي المملكة العربية السعودية التي تضع يتو على الجنرال ميشال عون. وعندما يُرفع هذا اليتو تحصل الإنتخابات الرئاسية في خلال 24 ساعة أو 48 ساعة على الأكثر.

المملكة أبلغت من يعنيهم الأمر أن لا يتو لديها على أحد، لا الجنرال ولا أي مرشح آخر. سفيرها في بيروت أقام عشاء كان عون نجمه الأبرز. والسفير علي عواض عسيري قال ويقول بالصوت والصورة إن لا يتو سعودياً والمسألة تخص اللبنانيين ويعود اليهم أن يبتّوها.

ويضيف هذا الفريق: ان من يأسر الرئاسة هو الفريق الذي لا يتوجه الى مجلس النواب لانتخاب الرئيس. وهو معروف.

الى هنا يستمر هذا الجدال العقيم بين أطراف »اللعبة«... وليس ما يؤشر الى أنه سيتوقف بالرغم مما تخلله من محطات أبرزها إثنتان: الأولى المفاوضات التي جرت في باريس بين الرئيسين سعد الحريري وميشال عون والتي إختتمت باحتفال بيت الوسط بالعيد الثمانين للجنرال أمدّ اللّه في عمره.

وأعقبها كلام يشبه التحدّي أطلقه فريق 14 آذار كله تقريباً وشارك فيه الرئيس نبيه بري وخلاصته: ليتفق المسيحيون على عون ونحن نمشي. الرئيس بري راح أبعد. قال: ليتفق عون وجعجع ونحن نؤيد من دون أي تردد. وهذا الكلام ذاع وشاع وملأ الأسماع.

ثم كانت مبادرة الرئيس سعد الحريري الثانية (المستمرة علناً حتى اليوم) بتأييد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة التي أدت الى رد فعل أولي بارز تمثل بإعلان رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع تأييده المطلق لترشح العماد عون. وحتى اليوم لم يجد فريق 14 آذار + الرئيس نبيه بري ضرورة لترجمة التزامهما بمقولة «ليتفقا».

ودارت أحاديث مرتبطة بوقائع ومنطلقة منها عن مسعى جاد للتوصل الى إتفاق (جديد) بين ثنائي عون - الحريري. والمعلومات تحدثت عن تقدم كبير (...) ولكن كلما أوغلت المحادثات في التقدم كلما إرتفعت أصوات من داخل تيار المستقبل تعارض أي توافق على هذا الصعيد وتعلن أنها لن تؤيد عون ولو «طربقت السماء على الأرض»... وأبرزها كان أمس ما قاله النائب أحمد فتفت إن عون سيكون (في الرئاسة) مثل (الرئيس) إميل لحود بل «أسوأ».

طبعاً هذا الكلام ردّ عليه مصدر في فريق فتفت نفسه قائلاً: بداية لا نعرف شيئاً عن مفاوضات بين الحريري وعون. ثانياً عندما يقرر الشيخ سعد سيلتزم الجميع وفي طليعتهم فتفت. ثالثاً هل سأل فتفت نفسه: لماذا جاءت النتائج البلدية في بلدته والمنطقة كما بات معروفاً؟!