يبدو أن الأمور العالقة في ​بلدية حاروف​ أخذت طريقها نحو الحلّ مع تقديم ثمانية أعضاء من المجلس البلدي استقالتهم إلى محافظ النبطية القاضي محمود المولى، هم محمود علي شبيب، جعفر اسماعيل شاهين، محمود سالم عياش يوسف حسين وهبي، مصطفى احمد جرادي، عبدالله محمود عياش، جهاد حسن كركي وحسين حسن حرقوص.

وباستقالة 8 أعضاء من أصل 15 عضوًا يشكلون المجلس البلدي، بات الأخير في حكم المنحل، وهو ما تعزوه مصادر مراقبة للوضع في البلدة إلى تعذر الاتفاق على رئيس للبلدية ونائب له بفعل الاهتزاز الذي تعرّض له الاتفاق بين حركة أمل وحزب الله في البلدة، التي كان رئيسها محسوباً على الحركة في الماضي، إلا أن التشطيب وفوز مستقلين ومنفردين مدعومين ومقربين من الحزب جعل الكفة تميل لصالحه، ما اعتبرته "أمل" خرقاً للاتفاق.

وتشير المصادر إلى أنّ "حزب الله" استجاب لطلبات حركة "أمل" ووافق في بادئ الأمر على أن تكون رئاسة البلدية من نصيب أحد الأعضاء الخمسة التابعين لها والفائزين في بلدية حاروف، لكنّها رفضت لأنّ الأعضاء العشرة الآخرين هم من سيكونون أصحاب القرار في أيّ موضوع، مهما كان حجمه، وبالتالي سيتحكّمون بقرار البلدية طيلة السنوات الست القادمة.

وبناءً عليه، تلفت المصادر إلى أنّ مروحة الاتصالات تكثّفت بين قيادتي "أمل" و"حزب الله"، إلى أن استقرّ الأمر على حلّ المجلس البلدية بفعل استقالة أكثرية أعضائه، وبالتالي إعادة إجراء الانتخابات من جديد تطبيقاً لاتفاق العام 2004 بينهما، والذي رعاه رئيس المجلس النيابي نبيه بري والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وعلى أساسه أجريت ​الانتخابات البلدية​ في مختلف مناطق الجنوب في أيار الفائت.

وفيما ترجّح المصادر أن تحدّد وزارة الداخلية تاريخ 22 أيلول موعدًا لإجراء انتخابات جديدة في بلدية حاروف وغيرها من البلديات المنحلّة، والتي وصل عددها إلى 30 وفق المعلومات المتوافرة، تتحدّث عن خلافات برزت داخل البلدة بسبب الإخلال بالاتفاق بين الحزب والحركة حول الجهة التي تسبّبت بذلك والأسباب الكامنة، علمًا أنّ البلدية المنضوية في اتحاد بلديات الشقيف، ونظراً لعدم انتخاب رئيس لها، لم تشارك في انتخابات الاتحاد وبقيت خارجه، الأمر الذي أدّى لتجميد عضويتها فيه، الأمر الذي سيؤدّي إلى تأخير المشاريع الإنمائية للبلدة، وعدم القدرة على حل مشاكل المياه والكهرباء والنفايات، ما يجعل دورها مهمّشاً.

إذاً، استقال ثلاثة أعضاء محسوبين على "حزب الله" من مجلس بلدية حاروف، فلحقهم ممثلو "أمل" الخمسة، لتُحَلّ البلدية، على أمل أن يشكّل ذلك "مفتاح الحلّ"، فيفرز انتخابات جديدة تعيد الأمور في البلدة إلى نصابها القائم منذ العام 2004...