تغيرت حياة ​روزين موغاليان​ بين يوم وآخر، ففي ذلك الصباح المشؤوم منذ ثلاثة أشهر تبدّل كل شيء، وأصبحت والدة كاثرين في سباق مع "المرض". تعرضت روزين الى فشل حاد في الكبد، جعلها بحاجة ماسة الى عملية زرع، تكون بمثابة "الامل" الاخير للأم صاحبة الـ 56 عاما، حسبما يقول الطب. استوعبت كاثرين "هول" الخبر، استجمعت نفسها وقررت خوض التحدي، "فأنا مواطنة صالحة وأمي كذلك، وعلى دولتنا رعايتنا، وان لم تفعل، سأعمل ما بوسعي لإنقاذ حياة والدتي".

تواجه روزين حواجز عديدة تقف بينها وبين استمرارها بالحياة، وأبرز تلك الحواجز، هي "المال". 300 ألف دولار أميركي هي تكلفة العملية الجراحية التي تحتاجها روزين في فرنسا، ففي لبنان لا يمكن حسب ما تقول ابنتها كاثرين، اجراء العملية الا في مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت ولا يمكن إنجاح العملية الا عبر متبرع "حي" وهو في هذه الحالة ابنتها نفسها. وتضيف كاثرين في حديث لـ"النشرة": "لا يمكن ان اتبرع لاسباب صحية وبالتالي جربنا ايران والهند لانهما أرخص، فوجدنا انهما بحاجة ايضا الى متبرع حي، ولم يبق أمامنا سوى فرنسا حيث يوجد بعض المتبرعين القادرين على منح الكبد لوالدتي فورا بسبب خطورة وضعها الصحي".

وتشير كاثرين الى " اننا في سباق مع الزمن، فليس أمام والدتي سوى ايام قليلة جدا قد لا تزيد عن الثلاثة، ومن بعدها ستكون بحالة صعبة تجعلها عاجزة عن السفر أولا، وغير قادرة على تقبل العملية ثانيا".

يشتكي اللبنانيون من قلة اهتمام دولتهم بهم، وهذا حقهم، فالمواطن الصالح يستحق ان يشعر بالاهتمام، ولكن للاسف ففي لبنان لا يشعر اللبناني بوجود الدولة سوى عبر الضرائب والسرقات والخلافات السياسية. دقت كاثرين باب ​وزارة الصحة​ اللبنانية، التي وبطبيعة الحال لن تستطيع صرف مبلغ كبير كهذا دون موافقة مجلس الوزراء. وهنا تقول كاثرين: "قدمنا كامل الملف ووُعِدنا خيرًا بأن تطرح قضية روزين على طاولة مجلس الوزراء يوم غد الاربعاء، ونحن سنتابع الموضوع عبر تواجدنا في الشارع في ساحة رياض الصلح تزامنا مع جلسة الحكومة، علّنا نشعر ولو لمرة أن دولتنا تشعر بوجعنا". وعلمت "النشرة" من مصادر وزارة الصحة أنّ الوزير وائل أبو فاعور سيعمل جاهداً لمساعدة روزين داخل مجلس الوزراء وخارجه.

من أصل 300 الف دولار أميركي، تمكنت كاثرين واصدقاؤها من جمع ما يقارب المئة الف دولار أميركي حتى اليوم عبر تبرعات من مواطنين عاديين، منهم من تبرع بمئة دولار ومنهم من تبرع بأكثر بقليل، ولكن اصحاب رؤوس الأموال لم يتحركوا بعد. تدرك كاثرين أن أحدا من المواطنين غير مجبر على التبرع. وتقول: "أشعر بالدعم الكبير من أناس عاديين يشبهوننا، هم يتبرعون ويواسون ويدعمون وهذا شعور جميل".

تدعو كاثرين من يريد التبرع أن يتواصل معها عبر (catherine.moughalian@gmail.com) أو على رقم هاتفها (961 3 098 817)، او عبر الدخول الى الصفحة الخاصة لهذا الموضوع على الفايسبوك (https://www.facebook.com/Saverozine/?fref=nf)، مع الاشارة الى ان سهرة ستقام يوم غد في "art lounge"، وسيعود ريعها الى روزين.

هي صرخة تطلقها ابنة من أجل والدتها، ومن منّا لا يعرف شعور الخوف من خسارة الأحباء، تشعر كاثرين اليوم أن حٍملا ثقيلا يقبع فوق كتفيها، تشعر بأن الله منحها "شرف" محاولة إنقاذ حياة أمها، وهي تجاهد وتحاول لأن تنجح بالمهمة. ولكن هذه المهمة ليست سهلة وهي بحاجة لمن يساندها، خصوصا ممن يملكون الكثير من "نِعم" الله.