ضمن مخطط الخداع الأميركي، وبسبب فشل المعارضات السورية في ما يسمى الائتلاف السوري المعارض، وبقية الأسماء المرتبطة بالدول الإقليمية الدولية كأذرع سياسية وتخريبية في سورية، يتّجه الأميركيون لمخطط خادع ومكشوف يستهزئ بعقول الرأي العام، ويرتكز على قاعدة تغيير اسم الوحش التكفيري وإعطائه لقباَ واسماَ وشعاراَ و لباساَ جديداَ يشبه إلباس الأفعى لباس الراقصة الحسناء!

يجهد الأميركيون لإيجاد ذراع عسكرية لهم في الميدان السوري يوازن الجيش السوري وحلفائه، وأن يكون غير موصوف بالإرهاب الذي حددته الأمم المتحدة لـ"داعش" و"النصرة"، بعدما حمت أميركا بقية التنظيمات الإرهابية، من "حركة نور الدين زنكي" التي ذبحت الطفل الفلسطيني، و"جيش الإسلام" و"جيش الفتح"، وأمثالهم، وتريد أميركا في عملية تزوير دولية مفضوحة أن تزوّر إخراج القيد الإرهابي لـ"النصرة" وتبدّل اسمها، لتشكّل مع داعش "اتحاد التكفير الديمقراطي" Democrat coalition atonement) (DCA) )، أو "جبهة الذبح المعتدل والناعم"، والهدف هو أن تصبح "النصرة" - فرع "القاعدة" في بلاد الشام - جبهة معارضة سياسية سورية تملك ذراعاً عسكرية تشرّع وجود الإرهاب والتكفيريين في سورية كخطوة أولى، ثم استيعاب عناصر "داعش" التي انتهى دورها ووظيفتها، والتي بدأت تنهزم في العراق وسورية، ومن ثم تبدأ "البروباغندا" الإعلامية عن استسلام "الدواعش" من كل الجنسيات تحت عنوان "المغرّر بهم" و"ضرورة الحفاظ على العيش المشترك" و"منع الفتنة المذهبية" و"المصالحة الوطنية"، وغيرها من المصطلحات المفخَّخة، والتي إن قبلنا بها رضينا بوضع العبوة التكفيرية الناسفة في أوطاننا لتنفجر في لحظة تحددها أميركا لتنجز مشروعها التقسيمي المسمَّى الشرق الأوسط الجديد أو الكبير.

ستصبح "النصرة" بنسختها المزوَّرة تنظيماً سورياً سياسياً، وسيُفرض على الشعب السوري والجيش والدولة أن يقبلوه شريكاً في الحكم، ومن ثم استيعابه في المؤسسات العسكرية والأمنية والحكومية ليفجّرها ويحتلها من الداخل، بعد عجزه وفشله أكثر من خمس سنوات من تدميرها من الخارج في الحرب العالمية المعلَنة على سورية وحلفائها.

هل تتغير طبيعة الأفعى إن أطلقنا عليها اسم "فوفو"؟ وهل تتغير حرمة الخمر إن وضعناه في عبوة "البيبسي" أو أطلقنا عليه اسم عصير العنب؟

هل يتغيّر الزنا الذي يمارسه التكفيريون.. إن أطلقنا عليه اسم "جهاد النكاح"؟

هل يتغير الذبح من فعل التوحش.. إن قلنا عنه مداعبة الرقبة بالسكين؟

الإرهاب التكفيري المتوحش يحمل فكراً يعتمد على القتل والترهيب والسبي والاغتصاب وتكفير كل الناس، وقد مارسه في نيجيريا مع أن اسمه "بوكوحرام"، ومارسه في بلاد العرب باسم "داعش" و"النصرة"، و"أنصار بيت المقدس" في سيناء، و"أنصار الشريعة" في تونس، و"داعش" في فرنسا وألمانيا والسعودية ولبنان..

"النصرة" الإرهابية تفجّر في الشام، وتذبح في لبنان جنود الجيش اللبناني، ثم تذهب للعلاج عند الصهاينة "الإسرائيليين" في الجولان، فـ"النصرة" مطلوبة للمحاسبة في سورية بجريمتين ثابتتين: العمالة والتعاون مع العدو "الإسرائيلي"، أي الخيانة العظمى، وكذلك جريمة القتل والذبح والتدمير والتكفير في سورية.. فهل تسقط العقوبة عن القاتل أو المجرم بمجرد تزوير هويته أو تغيير اسمه؟

ماذا لو غيّرنا اسم الرئيس الأميركي أو الفرنسي أو أي ملك أو أمير عربي وأطلقنا عليه اسم أبو بكر البغدادي أو أبو عمر الشيشاني.. فهل يصبح إرهابياً؟

ماذا لو أطلقنا اسم أبو محمد الجولاني على المرشح الجمهوري ترامب، هل ستحاسبه أميركا، أو تنتخبه رئيساً؟

تغيير الأسماء لن يغيّر الميدان ولا المفاوضات، ولن يبدّل هزيمة المشروع الأميركي و"الوهابي" - الصهيوني، وسيبقى الأميركيون يبحثون عن ثقب في جدار محور المقاومة للنفاد للداخل وإسقاط سورية ابتداء، وبعدها كل دول وحركات ومجتمعات محور المقاومة، فالحذر واجب، والحكمة والتعقل مطلوبان، وما النصر إلا صبر ساعة.. فلننتظر ونقاوم الموجة الثانية المعدّلة من الحرب الأميركية، وسننتصر إن شاء الله.