هل هذا هو الإسلام؟

في قرية صغيرة قرب مدينة روان، اطلّ ​الاسلام​.

هل هذا هو الاسلام؟ كلا.

هل هؤلاء هم المسلمون؟ كلا.

هل وحوش الارض هم كذلك؟ كلا.

هل هؤلاء القتلة هم وحوش؟ نعم.

هل هؤلاء هم بشر؟ كلا.

ذبح على مذبح الكنيسة

نضيع أمام هول الجريمة ووحشية الحادثة التي جرت على مذبح الربّ في قلب الكنيسة الهادئة المتواضعة المصلّية مع قداس الصباح مع الأب الورع جاك هامل الصوفي القامة والوجه النسكي القسمات واللحظات. هكذا مددوه كخروف وكشاه سيق الى الذبح.

يا لهول العقلية الاسلامية المريضة المليئة بالكره والبغض والغلط والاحقاد. يا لعار المسلمين الذين لحقت بهم هذه الوحشية وهم منها براء، واسلامهم قد أوصاهم بالرحمة والمحبّة والمسالمة، خاصّة الرهبان والكهنة والقسيسين (قرآن كريم).

الجنون الجنسي والهبل الديني

"داعش" المدّعي الاسلام الحقّ الاصوليّ المجنون المصاب بالهبل الديني، والهيستيريا الجنسية النكاحيّة لحوريّات في جنّة غير موجودة الا في توهّمات وعقد المكبوتين جنسياً، والذين يضربهم "شبق فحولي" حيواني مريض لاسلام مثالي نبع جميع أوهام عقول بعض المسلمين المرضى (كتاب فتحي بن سلمى).

وحشية الدولة "اللااسلامية"

هكذا وبعد 15 يوماً على وحشية مدينة نيس Nice المروّعة، مذبحة جديدة تصدم ​فرنسا​ بعد ذبح كاهن كنيسة saint etienne de rouvray الأب جاك هامل Père Jacques Hamel، والهجوم البربري على دار عبادة مسيحية كاثوليكية، بعد سواها من الهجومات القذرة المقززة على مراكز عبادة شيعيّة أو سنيّة أو غير مسيحيّة. انه هذا العمل الوحشي للدولة "اللااسلامية" "داعش" يحمل دلالات رمزية.

ثقافة الموت

انحطاط العقل العربي والاسلامي المعاصر، وهذه الصدمة من الرفض والاحتقار للأعمال والجرائم والمذابح القائمة باسم الاسلام وصمت المؤسسات الاسلامية الكبرى، يضيف الى تفلّت الهجمات والتوحّش الغرائزي الجنسيّ لأجيال مكبوتة تعيش الحرمان والعقد وعدم ثقافة المحبة والاحترام والاختلاط الراقي للجنسين.

انها ثقافة الموت وليست ثقافة الحياة والفرح والمحبة والصحة العقلية.

البابا يعزّي

من هنا تنبع ادانة هذا العمل الوحشيّ البربري، وجرح قداسة البابا فرنسيس في رسالته للتعزية القائلة انها تجربة جديدة لفرنسا، وقد آلمته وهزّته هذه الجريمة البشعة، وهو يشارك العائلات آلامهم، وقد اتت تعزيته في رسالة وجهها الى المطران دومينيك لوبران رئيس اساقفة روان، وأكد البابا أنه قريب روحيًا منهم ومن آلام العائلة وأوجاع الرعية وأبرشية روان.

لقد تأثر البابا جدًا من هذا العمل العنيف الذي وقع في قلب الكنيسة وفي القداس.

ذبح كاهن عمره 86 سنة

مع كاهن غيور ورع عمره 86 سنة وفي الرعيّة وقت صلاتها الليتورجيّة والطقسيّة حيث نطلب من الله سلامه من أجل العالم. وقد أصدر بيانا المطران pascal wintzer رئيس اساقفة Poetiers الذي كان قد ولد فيRouen وخدم فيها ككاهن انه صدم من ذبح الاب جاك هامل، ومن يربح اذا خسرت فرنسا قيمتها ودخلت منطق الكره والعنف. وقد صلى قداسة البابا في ايام الشبيبة العالمية في بولونيا في مدينة شتوكوفا لاجل الكاهن الشهيد.

جريمة في مكان مقدس ووقت مقدس

وقد أعلن الفاتيكان عن هذا العمل انه عمل "بربري"، ودان بشدة هذا "العنف المروّع" والذي جرى في مكان مقدس ووقت مقدس. وقد أشارتL’observatore Romano لفظاعة العمل الوحشي ان الكنيسة التي ذبح فيها الكاهن الورع الغيور كانت قدمت ارضا لبناء مسجد سنة 2000.

إمام البلدة المسلم يبكي صديقه الكاهن الكاثوليكي

كانت الرعيّة الجريحة قدّمت مع كاهنها ارضا للمسلمين، وقد قال امام البلدة ان الجريمة ضد صديقه الكاهن الغيور قد روّعته، وقد توافد سكان مدينة روان لوضع الورود امام الكنيسة المفجوعة حيث احتُجز الرهائن حيث قتل الكاهن الحاضر دوماً لمساعدة الاخرين، وهو رجل خدوم وطيب، محب وحكيم. انه رجل سلام، وهو شمس من الرقّة والمحبة واللطف والوداعة.

أتوا كاللصوص ليلاً

وقد أتى المجرمون من الباب الخلفي للكنيسة كما يقول الانجيل، كاللصوص ليلا، والكاهن الورع مع بعض الراهبات والمؤمنين يقومون بأقدس ما في العمل الكنسي الطقسي الا وهو القداس، الذبيحة الالهية التي تم فيها ذبح الاب الكاهن فأصبح ذبيحاً مع يسوع الذبيح الازلي.

الرئيس هولاند: فرنسا وقفة واحدة

كما هب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند آتياً الى مكان الفاجعة مع وزير الداخلية، معزياً الكنيسة الكاثوليكية وفرنسا ودعا الرعية والعائلة دائماً الى الوحدة والوقوف صفاً ودرعاً واحداً في وجه الارهاب والكره والعنف.

أما في لبنان

وفي لبنان توالت الصلوات وردود الفعل ومنها للكنيسة المارونية وللامير حارث شهاب، ولوليد جنبلاط الذي قال ان النفسية العربية والاسلامية مريضة، والرئيس سعد الحريري والرئيس نجيب ميقاتي وسيدة الجبل شجبوا بقوة هذا العمل الوحشي ضد الكاهن والكنيسة والذي يزيد صورة الاسلام بشاعة وتشويهاً.

صلاتنا

في النهاية، صلاتنا لاجل الكاهن الشهيد ولعائلته ولرعيته ولابرشيته ولفرنسا جمعاء وللكنيسة الحاملة شهادة المحبة والغفران، وقد صلّت جميع كنائس لبنان للكنيسة ولشعب فرنسا والمانيا وبلجيكا واليابان والعراق وسوريا وفلسطين ومصر ليحلّ السلام في ربوعها والمحبة، ولكي يحمي الله اهلها وشعوبها من العنف والموت، فلا يقتل أبرياء وكهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين جدداً، وجريمة قتل الاباء البيض الدومينيكان الفرنسيين لم تزل حاضرة أمام اعيننا، وتبقى المحبة في قلوبنا وصلاتنا.