كلما تفرح قلوبهم، تدمي قلوب كل فقير ومحتاج ووطني في هذا الوطن الذي اصبح شعاره الخضوع والإستذلال. الطريق مسدود أمام كل هذه الأخطاء.

اليوم نطالب بالإصلاح والنهوض لتحقيق حياة أفضل للشعب الجائع، بحيث توفر له لقمة العيش والحريّة والحياة الكريمة، والتي تشعره بالأمان الذي هو الأساس لكافة نشاطاتنا الحياتية وعلاقاتنا الإنسانية، وهو الذي يجدد بإستمرار عزيمتنا ويزيد طموحنا.

لماذا السكوت عن الظلم الذي يلحق بِنَا؟ لماذا السكوت عن حقنا في المطالبة بحقوقنا؟

الكبار يمتصون دماء النظام في لبنان، هؤلاء يجوّعون ويهجّرون ويشرّدون كل شعب لبنان، هذا الشعب الجائع بسبب سياسيي الدولة السارقة لخيرات الشعب، وبث روح الخذلان، وإدخال اليأس في قلوب اللبنانيين.

من المؤلم أنّه لم تهب حتى الآن علينا عاصفة الحزم، وأنّ الشعب لم يتحرك ليفرض رأيه وقراره على الواقع.

هل تسقط عن الشعب حقوقه الإنسانية والمدنية؟

فشل ذريع، ولكن من يدفع الأثمان؟ الشعب هو الذي يدفعها اليوم، وهي أثمان بشرية ومالية واقتصادية وسياسية ومعنوية، أثمان كبيرة جداً وباهظة جداً، فالشعب مسلوب الحقوق ومهدور الكرامة...

أين هو الحق والإنصاف؟ أنا استغرب أن الشعب يصمت. أنا اعتب عليكم وأحمل الشباب هذه المسؤولية والرسالة التي وجِدنا جميعاً لأجلها.

اعلموا... اذا تخليتم يوماً عن حقوقكم واتكلتم على المسؤولين، فذلك يوم الإتجاه نحو الإنزلاق، والذل...

أين مستقبل الشاب والكبار؟ لا مستقبل لهم في وطن يحمي الفساد ويساوم بأرواح الشعب.

أنتم أيها المواطنون اللبنانيون لديكم دور حاسم إذا أردتم أن تنجوا من المِحن المحاطة بكم، أنتم بحاجة الى العزم والصدق وإلى من يساندكم ويكون إلى جانبكم...

توقفوا عن تدمير الإغتراب اللبناني باختلاق المشاكل أمام الذين يعودون الى ديارهم بشوق وحنين بعد سنين مريرة عاشوها بعيدين عن أوطانهم.

افتحوا لهم قلوبكم وعقولكم، تقبلوا أفكارهم، فهم عانوا وذاقوا مرارة الحياة.

إن مستقبلكم الزاهر مع هؤلاء المغتربين، فأنشئوا روابط بينهم وبين مجتمع الأعمال والتجارة في لبنان.

التغيير ينبغي ان يأتي منكم أنتم لا غيركم، ثقتي بكم لا لغيركم.

انهضوا، وانظروا إلى الأخطاء السابقة، وبادروا إلى تصحيحها، فقد برهن هؤلاء السياسيون المزيفون عن إخفاق كامل.

انظروا إلى الخلف، إلى الأجيال السابقة، فما تشاهدونه هو النزاعات، والحروب، والتهجير، والهجرة، والبطالة.

توقفوا هنا لحظة، فكروا في هذا الأمر، فكروا بالتغيير، أنتم لستم رُعاعًا يساق، أنتم بشر، إنسان.

التغيير يجب أن يأتي منكم أنتم لا من غيركم. ينبغي أن تكونوا لبنانيين، وأن تفكروا كلبنانيين لتحققوا نتائج للبنان فقط.

أنتم الحق، صوت الحق، أنتم تشترون لقمة العيش، أنتم تدفعون أُجور بيوتكم، أنتم بحاجة لأن تختاروا ممثلين عنكم في مجلس النواب لا يستجيبون الى مصالحهم، إنما يستجيبون إلى إرادتكم أنتم وإرادتكم فقط.

الماضي كان صنع إرادة الآخرين، المستقبل ينبغي أن يكون لكم أنتم. أستغرب كيف أن مسؤولين يرشحون ويختارون، وينتخبون نواباً دون أن يتحاوروا مع الشعب الذي هو من حقه أن ينتخب، ويرشح.

لقد حان الوقت الذي نأخذ فيه نحن زمام الإعتناء بشؤوننا الخاصة. ان مصير لبنان وبقاءه يكمن في وحدته.

ينبغي عليكم أنتم اجراء تغييرات اقتصادية ونقل لبنان الى عصر جديد ليزدهر الإقتصاد الذي يشكل المفتاح في ايديكم.

توقفوا عن قبول مساعداتهم الوضيعة. فكّروا قليلاً في هذا الأمر، سوف تشعرون أنتم بمدى أهميتهم، وأنتم تمارسون دوركم لمصلحة أنفسكم، لخلاصكم، لإنقاذ أبنائكم، لإعمار أوطانكم، لحماية حقوق الإنسان.

اسمعوني جيّداً... لن يكون لكم أهمية واعتبار، طالما أنّ ممثليكم ومقرّري أموركم، قد ألغوا دوركم، ويحضرون فقط جنازاتكم.

توقفوا عن تلزيمهم شؤونكم والعبث بحياتكم وإرادتكم وكأنكم دمى بأيديهم.

أقول لكم، وأكرّر ليفهم كلّ شعب لبنان، بأننا محكومون بفاسدين يشوهون الإنسان، والكرامة.

نقول لهؤلاء أنّ الشعب اللبناني شعب يحب بعضه البعض، فارفعوا ايديكم عن لبنان، وكفانا نفاقاً وبيعاً للضمير الوطني.

هذا هو لبناننا الذي دافعنا عنه، ولن نتخلى عن هذا اللبنان، لبنان الوحدة الوطنية، ولن نتخلى عن كرامتنا...

أنظروا ماذا فعلتم بمستقبلكم. لبنان بدون رئيس للجمهورية، لماذا؟ أما حان الوقت للبنج أن يزول مفعوله؟

انهضوا، قوموا، تكلموا، ارفعوا أصواتكم. شعب لبنان يحتاج الى رئيس يرفع شعاراً بأن العدل والحق أساس.

هذا الشعب بحاجة الى تقوية ارادته لكي ينتخب الشخص الأفضل من أبناء بلده أو قريته أو مدنه، وهو يريد رئيساً يداه نظيفتان غير ملطختين بدماء الأبرياء.

أنتم بحاجة إلى دم جديد وروح جديدة، فقد يئسنا من القديم، ونريد تجديد حياة شبابنا بأرواح جديدة.

افسحوا المجال أمام الشباب، أمام الجيل الجديد، وبعد ذلك سوف تشاهدون بأعينكم، وتلمسون الازدهار والإعمار الذي سيحل على هذا الوطن.

كفى استغلالاً للمناصب الوظيفية في الدولة اللبنانية، وتقاسمها كأنها إرث ورثتموه، لكم الحق بأن يكون لكم مسؤولون في كل موقع، مستعدون ليخدموا الشعب والوطن، لا ليخدموا زعماء السياسيين، عليهم أن يعملوا هم في خدمة الشعب لا أن يعمل الشعب لأجلهم.

أنتم من يدافع عن الديمقراطية، فلا تنصبوا زعماء يتبعون مصالحهم وأهواءهم.

كم زعيم سياسي خلال السنوات الأخيرة قد تقدم ببرامج دراسية لتعليم أبنائكم، أو تغطية طبية للأشخاص المسنين، أو بتحسين مستوى المدرسة الرسمية، أو بشراء لقمة عيشكم وخبزكم؟!

فكروا قليلاً، إنهم لم يفعلوا اي شيء لأجلكم. أنتم ينبغي عليكم الآن أن تتخذوا خياركم من أجل التغيير، جميعنا ننتظر هذا التغيير المحتم. لا تخافوا، لا تنظروا إلى الوراء، بل انظروا إلى الأمام، إلى المستقبل.

أناشد الشباب اللبناني، من كلّ المناطق، من كلّ الطوائف، أناشدهم جميعاً: "احفظوا وطنكم قبل أن تجدوه في مزابل التاريخ"...

أنا على قناعة تامة بكلّ كلمة قلتها، لا يمكن إلا أن يصل الشعب إلى هدفه، الشعب الذي يثبت ويواجه دون خوف لا يمكن ان يخفق.

نحن الشعب اللبناني لن نركع أمام الظلم، ولن نخضع لقراراتهم، لن نسلم أمور حياتنا أبداً لغير المنصف والعادل، ولن نتعب إلى ان تعود للبنان الديمقراطية.

مع مساعدتكم سوف يعود لبنان من جديد وسوف يبقى لبنانياً على مدى الازمان والأطوار.