شدد مطران جبل لبنان للسريان الارثوذوكس ثاوفيلوس ​جورج صليبا​ على ان "السريان الأرثوذوكس لم ينعتوا ​الموارنة​ يوماً بصفات لا تليق بالكنيسة، علماً أن بعض مؤرخي الموارنة يطلقون على كنيستنا لقب البدعة اليعقوبية، وهي مرفوضة لأن مار يعقوب البرادعي الذي ينسبوننا إليه هو إبن الكنيسة البار وليس مؤسسها، وهو وريث مار أفرام السرياني ومار يعقوب السروجي ومار فيلوكسينوس المنبجي ومار سويريوس الأنطاكي ومار شمعون الأرشمي وسواهم، ولم يأتِ ببدعة لأنه يؤمن بعقيدة الكنيسة الجامعة وهي عقيدتنا وقد أشرنا إليها في هذا المقال".

وفي تصريح له، اشار الى انه "كلما دنا موعد عيد مار مارون في 9 شباط من كل عام، تطالعنا وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة وسواها من الكتب والنشرات عن سيرة هذا القديس الجليل والناسك المتعبّد، وهو سرياني أصيل ابن انطاكيا العظمى وأحد أركان الرهبنة في المسيحية عامة".

ولفت الى انه "اذا دنا موعد 31 تموز من كل عام وحسب الكلندار الماروني، يطالعنا هؤلاء الناس وسواهم ببدعة نكراء خلاصتها إن مار سويريوس الكبير بطريرك أنطاكيا وتاج السريان متهمينه بقتل 350 راهباً في دير مار مارون بواسطة "المونوفيزيين" بحسب إصطلاحات واللقب الذي أطلقه الخلقدونيونمن بيزنطيين ولاتين على الكنائس الأرثوذكسية الشرقية (السريان، الأقباط، الأرمن، الأثيوبيين، والهنود) الذين رفضوا مجمع خلقيدونيةالمنعقد عام 451 والذي كان سبباً في انشقاق المسيحية وبالتالي سبب مآسي المسيحيين في الشرق من وراء هذا المجمع الذي تبنى العقيدة النسطورية نكاية بمار كيرلس الأسكندري ومار ديوسقوروس الإسكندري البطريرك العظيم وأركان النصرانية أمثال مار يعقوب النصيبيني 338 ومار أفرام السرياني 373 ومار أثناسيوس الرسولي 373 ومار باسيليوس الكبير 379 ومار غريغوريوس اللاهوتي الثاولوغوس 389 ومار اسطاثيوس الأنطاكي رئيس مجمع نيقية المسكوني الأول 325، ومار ملاطيوس الأنطاكي رئيس المجمع القسطنتيني الثاني 381 ومار كيرلس الإسكندري رئيس مجمع أفسس المسكوني الثالث 431حيث لم لكرسي روما أي سلطة واعتبار في هذه المجامع المسكونية الثالث (نيقية – القسطنتينية – أفسس)".

زذكر ان "المؤرخين الموارنة نالوا توجيهات من مدربيهم ومعلميهم البيزنطيين واللاتين اللذين أوغروا صدورهم على رافضي مجمع خلقيدون وتعاليمه وقراراته، وافتروا على آباء هذه الكنائس المعترضة على إيمان خلقدون، لن أدخل في تاريخ الكنيسة المارونية من أي زاوية حاقدة أو مغرضة حباً لهؤلاء الذين يشتركون معنا في الدم والجنس والشهادة والتراث والإيمان لكلمة ربنا وإلهنا وملكنا بل مخلصنا وفادينا الأوحد".

ولفت الى "بيان أصدرته البطريركية المارونية بمناسبة انتهاء اجتماع المطارنة الموارنة في لبنان إنهم سيحتفلون في العام المقبل 2017 بعيد الشهداء الموارنة اعتباراً من عام 517 وإلى الوقت الحاضر، قاصدين بذلك شهادة 350 راهباً من دير مار مارون. هذا الأمر الذي يثير حساسية أكثر في صفوف مؤمنيها والذي نرفض أن يكون متداولاً في الأوساط عامة وفي علاقة السريان بقوميتهم وتراثهم وتاريخهم الطويل".

وذكر انه "إذا تمعّن القارئ الحصيف في التاريخ الكنسي عامة، سيجد حفراً كثيرة ومطبات عديدة وافتراءات متنوعة لحقت بهذه التواريخ، وندعو أصحاب الإختصاص والمهتمين أن يطالعوا كتب آبائنا والمؤرخين السريان الأرثوذوكس خاصة وهم من كبار مؤرخي الكنيسة على سبيل المثال ولا الحصر: مار يوحنا الأفسوسي 587 والذي كان قريباً من عام 517، ومار ديونوسيوس التلمحري 845 وهو المؤرخ العظيم، ومار ميخائيل الكبير الذي كتب تاريخ العالم المدني والكنسي من بداية الخليقة وحتى عام 1193، ومار غريغورويوس يوحنا ابن العبري دائرة معارف القرن الثالث عشر ونور الغرب والشرق الراقد عام 1286، والذين كتبوا اعتباراً من القرن الرابع عشرحتى اليوم لم يتطرق أحد إلى هذه البدعة لا من قريب ولا من بعيد، ولا يوجد لها أثر في كتابات آبائنا وعلاقتنا ولو تلميحاً".

وأوضح "انني شخصياً وبكل محبة لا أقصد ولا أشاء أن تكون هناك خصومات بين الموارنة والسريان بل بين المسيحيين عامةً، لأن عصر المجادلات قد انتهى والعالم المسيحي اليوم يسير نحو الوحدة المسيحية في الحركة المسكونية المباركة التي يقودها مجلس الكنائس العالمي والفاتيكان ومجلس كنائس الشرق الأوسط وسائر المجالس والمنظمات المسكونية التي تدعو إلى وحدة أبناء المسيح، وكم بالأحرى إلى وحدة سريانية مقدسة والتي هي أساس هذا الشرق بكنائسها اليوم السريان الأرثوذوكس والسريان الكاثوليك والموارنة والأشوريين والكلدان والروم الأرثوذوكس والروم الملكيين الكاثوليكجذورها وأصولها وتراثها سرياني أنطاكي".

وأعرب عن أمله في ان "تحرك هذه الكلمات ناشدي المحبة والوحدة المسيحية لا سيما في الظروف القاسية التي يتعرض لها المسيحيون للإبادة وقد اقتلع معظمهم من أرض آبائهم وأجدادهم في هذا الشرق، والسلام على من يفتح قلبه وأذنيه وعقله وعواطفه يسخرها لمسيحيتنا المقدسة السامية لنكون جميعاً رعية واحدة لراعٍ واحد هو ربنا يسوع المسيح رأس الكنيسة وفاديها ومؤسسها".