طالب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الحكومة بأن تبادر وأن تتخذ موقفا مما يجري في بلدة الغجر، مشيراً الى ان "هناك جزءاً لبنانياً من الغجر وال​اسرائيل​ي يعمل لتثبيت ملكيته عليها، ولا احد يتحرك"، وذكر انها "قرية لبنانية تحت السيادة اللبنانية، تعيد اسرائيل هيمنتها عليها ولا أحد يتطرق الى الموضوع".

وفي كلمة له، خلال في احتفال تكريمي للقيادي إسماعيل زهري (أبو خليل)، ذكر ان "الاسرائيلي يعترف أنها أرض لبنانية والامم المتحدة كذلك وأنها ليس موضع نزاع"، واعتبر ان ما حصل على هامش القمة العربية في موريتانيا، "بعض المواقف كانت مسيئة تجاه موريتانيا، ونحن نكن لها كل المودة والاحترام والتقدير ولا ننسى مواقف الموريتانيين تجاه المقاومة، ومن أساء من سياسيين أو اعلاميين، عليهم أن يبادروا ويعتذروا لها البلد".

واشار الى ان "هناك مجموعة من الملفات الضاغطة ولا يجب التهرب من المسؤولية بحجة أن المفتاح هو انتخاب رئيس للجمهورية، هذه الملفات خطيرة لا يجب السكوت عنها ومنها تلوث مياه ​نهر الليطاني​ و​بحيرة القرعون​، فهذا الموضوع وطني يعني الجميع".

وأعرب عن أسفه لـ"تطييف البلد، حيث أصبح هناك كهرباء للشيعة وللسنة والمسيحية كذلك حصل بموضوع الكهرباء، ولكن كل الطوائف تشرب من مياه الليطاني، والتلوث يطال الالاف في صحتهم وحياتهم وزراعتهم وقد يؤدي الى الموت".

ونبّه الى "اننا أمام كارثة حقيقة ونطالب بأن يكون الصوت عاليا وأن تتابع اللجنة الوزراية هذا الموضوع بجدية، وليس مسموحا للأحزاب السياسية بتغطية أحد." ورأى انه "اذا كان المطلوب اغلاق مقالع أو معامل فلتغلق، وعلى المستوى العلمي والواقعي والموضوعي الاجراءت التي تمنع التلوث يجب أن تتخذ وأي تهاون فيها هو شراكة في القتل".

ولفت الى ان "الناس على امتداد الليطاني وصولا الى البحر لديهم وعليهم مسؤولية انسانية وأخلاقية وشرعية ودنيوية، لأنه يؤدي الى الاضرار بآلاف الاشخاص، هذه مسؤولية الحكومة ومسؤولية الناس التعاون".

أما الملف الآخر الضاغط هو ملف الماء، مشيراً الى ان "لبنان بلد المياه، الا ان الكثير من البلدات عطشة، والضواحي تعاني، هذه مسؤولية الحكومة وليست مسؤولية الاحزاب خارج الحكومة".

وشدد على ان "الحكومة مسؤولة ويجب أن تتعاطى بشكل فوري ووطني، وأيضا موضوع الكهرباء، ففي كل العالم يتم التكلم عن أن هذه السنة من أًصعب السنوات بالطقس". وسأل، "لماذا التمييع والتزييف في ملف الانترنت غير الشرعي؟، بعض الجهات تفكر كيف ستزيد الضريبة والرسوم". وشدد على انه "لا يمكن أن نوافق بزيادة قرش على اي ضريبة مهما كانت المبررات. ملف الانترنت فيه 300 مليون دولار أو 600 مليون دولار لخزينة الدولة، ولا يجوز الزيادة على الضريبة قبل فتح ملفات الفساد واستعادة المال العام لأن هذا ظلم وتأمين مال لفساد جديد".

ودعا الى "معالجة ملف الفساد، وضبط ملف الانترنت فيما تستردونه وفيما تحصلون عليه لأنه سيدخل مئات ملايين الدولارات الى الخزينة، هناك ملفات لا تتحمل أي تأجيل والحكومة هي المسؤولة ولا يجب أن تتهاون".

وذكر ان "كل الحكومة ومكوناتها وكتلها وأحزابها، مسؤولة، وعلى رأسها رئيس الحكومة تمام سلام الذي يستطيع دفع الامور باتجاه الحلول، لأن البلد يعاني بما لا يمكن السكوت عنه مهما كانت الاحداث الاقليمية".

وفي الشق الاقليمي، لفت نصرالله الى ان "الوضع العربي سيء جدا، أسوأ من أي زمن مضى، لا أمة ولا دول ولا جامعة عربية حقيقية ولا مصير مشترك ولا أي شيء من هذا"، مشيراً الى انه "حتى القضية المركزية قضية فلسطين التي يحتلها الصهاينة ويزج الالاف في السجون، وفلسطين التي يهدد الصهاينة من خلال الاحتلال كل شعوب المنطقة، اسرائيل لم تعد عدوا للوضع العربي الرسمي وفلسطين أصبحت قضية رفع عتب، هذا ما عبرت عنه القمم العربية".

الا انه اعتبر ان "أسوأ ما في الوضع العربي السيء "هو هذا التطور في الموقف السعودي الذي بدأ ينتقل من العلاقة خلف الستار أو التواصل مع الاسرائيليين في السر الى العلن. وبطبيعة الحال عندما يقوم الامير تركي الفيصل بلقاءات علنية مع الاسرائيليين، ومسؤول سابق في المخابرات السعودية يزور الكيان، كل هذا لا يحصل بمعزل عن موافقة الحكومة السعودية".

وذكر انه "في السعودية اذا غرد أحد عبر "تويتر" يحكم عليه بالجلد ألف جلدة، فكيف اذا خالف سياسية استراتيجية؟ هذا ليس بداية علاقة تنسيق، بل بداية الانطلاق من السر الى العلن، وما يقوم به هذا الامير وهذا اللواء جس نبض. الوضع العربي مشتت وأنتم الذين شاركتم بصنع هذا الوضع العربي تستغلون الفرصة المؤاتية لتنقلوا تنسيقكم مع العدو الى العلن".

ورأى انه "بقي عدد من الدول يعتبر موقفها محافظا وحريصا ويمكن أن يسجل ذخيرة حتى لأهل المسار السلمي ومنها السعودية، أي عندما تريد السعودية التطبيع مع اسرائيل، فهذا الامر لمصلحة اسرائيل. وما حصل انه بلا أثمان ولا مكاسب للعرب أو الفلسطينيين لا أمنيا ولا سياسيا ولا على مستوى الحقوق أو المقدسات ولا مصير الشعب، يقدم بالمجان تطبيع سعودي مع اسرائيل، وهذا سيفتح الباب كليا ونهائيا".

واعتبر ان "السعودية تقدم نفسها في العالم العربي والاسلامي على أنها دولة الاسلام والشريعة المحمدية ودولة القرآن وحكومة الحرمين الشريفين والمؤتمنة على ارض النبوات، الا انها تقيم العلاقات وضمنا تنسق وغدا تعترف بإسرائيل".

ولفت الى ان "المشايخ الذين يقدمون فتوات على ضوء رغبات الحكام بدأوا بالتحدث عن هذا الموضوع، هذه الفتاوى ستلقى مكانا في العالم العربي والاسلامي، الذين سبقوا الى الاتصال باسرائيل والى العلاقات لم يكونوا بحاجة الى غطاء فقهي كما يحتاج آل سعود، لذلك نحن أمام كارثة فقهية، وهذا أخطر ما ستقوم به السعودية، وبعدها أي دولة عربية ستقول، السعودية تتصل وتنسق وتطبع وهي دولة الاسلام والحرمين، لماذا ستحملونا ما لا يطاق؟ هذا أمر خطير".

وأوضح "انني أثير هذا الموضوع لأقول انه على الجميع أن يتخذ موقفا، هذا الموضوع ليس من مواضيع المجاملات، ولكن في ما يتعلق بفلسطين والمقدسات وبالقبول باسرائيل والاعتراف بها، هذا ليس موضع مجاملة العلماء الفقهاء لنخب الاحزاب، هذا السلوك سوء صدر من سعودي أو مصري أو أردني أو باكستاني يجب أن يكون موضع ادانة ورفض لأنه يخدم العدو الذي يعتدي على شعب فلسطين والمقدسات ويهدد المنطقة".

وافاد انه "حتى ولو كنا نعلم أن هؤلاء الحكام لا يصغون الى أصواتنا فنحن نسجل هذا في كتاب أعمالنا من أجل آخرتنا، وأن هناك من يرفض اللجوء الى هذه السوكيات، هم لن يبدلوا مواقفهم ونحن لن نبدل خياراتنا، ويزداد تمسكنا بهذا الخيار مع الوضع العربي الذي نعيشه. قرأت بيانات عن حركات وفصائل المقاومة الفسلطينية حول السلوك السعودي خارج اي مجاملة وهذا الامر هو المطلوب".

وشدد على ان "الحقيقة ناصعة، الفلسطينيون خيارهم محسوم وواضح، واذا كنا نريد وهم في كل يوم يصنعون ويعلنون اسما لهذا الخيار". وأكد "اننا لسنا قلقين على القناعة والوعي لا لدى الفلسطيني ولا اللبناني ولا السوري والشعوب التي واجهت ولكن من حقنا أن نقلق على ثقافة الامة".

وأشار الى "اننا أمام هذا الانحدار في الموقف الرسمي العربي والتطور السلبي في السلوك السعودي، للأسف السعودية مصرة على مواصلة الحروب في كل الساحات ورفض كل الايادي الممدوة، يد تمتد للحوار من اليمن يقال لها عليك أن تستلمي وفي البحرين يقال لها ألغي نفسك، أما في سوريا يتم وضع شروط، والسعودية تواصل الحرب على ايران. أين السعودية كرقم أساسي من معادلة الصراع القائمة في المنطقة؟ هي تفتح باب فقط مع الاسرائيلي".

وتابع قائلاً انه "بالمقابل ايران كل يوم تدعو للحوار والتفاوض. على المستوى اليمني تستمر الحرب والهجوم على المناطق المختلفة، في سوريا وحلب البوابات مفتوحة، ثقافة السعودية والوهابية و"داعش" والقاعدة والنصرة ولو غيرت اسمها هي ثقافة القتل والذبح دون اعطاء فرصة للمصالحة".

وأشار الى انه "في البحرين أسقطوا الجنسية عن الشيخ عيسى قاسم وأرادوا ترحليه، ولكن الكثير من أهل البحرين. آل خليفة أصبحوا لديهم بدعة بشعة هي اذا أخذت زكاة أو صدقة من أي مواطن لتنفقه على الفقراء يصبح الامر غسل أموال، صورة الشيخ قاسم أنصع من أي يمكن أصحاب الوجوه المظلمة أن ينالوا منه".

وذكر ان "وزير الخارجية السعودي عادل الجبير نصّب نفسه وليا وحاكما على الشعب السوري، والعرض الذي قدمه لروسيا حول سوريا مهزلة ومثير للضحك، نقول للسعودي لا يمكنك أن تنتصر بهذه الحرب وتفرض شروطك".

من جانب آخر، لفت الى ان "ما حصل في حلب على درجة عالية من الاهمية ويرتبط بالمعادلات القليمية، الذي سقط في حلب هو أحلى امبراطورية، أما صمود المقاومة والشعوب هل يظن الجبير أنهم قادرون على الضحك على الرأي العام العالمي، الذي يذبح كاهناً في الكنيسة ابن "داعش" ولكن ثقافته من عندكم، وهجوم في نيس وقتل في الكرادة، واذلال الطفل الفلسطيني الذي يذبح، هذه الثقافة وهابية المكفرة، مشروعكم بلا مستقبل له".

وأكد ان "السعودية وحكامها أمام فرصة للتدارك، اليمني جاهز للتفاوض والبحريني والسوري والايراني والعراقي، لا تتكبروا ولا يعميكم الحقد بل كونوا شركاء في معالجة أوضاع المنطقة".

وشدد على انه "اذا أصريتم على استمرار الحروب، تهزمون، مشروع آل سعود سيهزم ولحق به العار، هذا يجب أن يتدارك بأيديهم هم. كل المعطيات من كل الميادين تقول أن المنطقة تسير بهذا الاتجاه".

من جهة أخرى وعن القيادي إسماعيل زهري، فلفت نصرالله الى ان "بلدة النبطية ضحت في أكثر من حرب وعدوان، ولم تبخل وها هم المقاومون من أبنائها يتواجدون في كل الميادين وحيثما يجب أن نكون".

وذكر ان "هذا الجيل لم يكن له حياة خاصة، كثير من شباب هذا البلد وعالمنا العربي والاسلامي ورغم كل ما جرى على فلسطين ولبنان وعلى المنطقة، كانت لهم ثقافاتهم ولكن أيضا كثير منهم وليس فقط شباب حزب الله، هم لم يعيشوا شبابهم كما هو طبيعي، مبكرا حملوا البندقية وغادروا البيوت الى الجبال، شباب واجهوا أقوى جيش في المنطقة ليصنعوا الانتصار".

وذكر ان "أبو خليل ترك بين أيدنا أمانة المقاومة التي تمثل بالنسبة لنا الضمانة الحقيقية والاساسية لنبقى في أرضنا التي حررناها، والمقاومة جزء من المعادلة الذهبية، الجيش والشعب والمقاومة، والتي يجب أن نحميها ونحمي بلدنا وشعبنا وعلى الحياة العزيزية في هذا البلد". وشدد على انه "يوما بعد يوم نتأكد صوابية وصحة هذا الطريق وسلامته، وصحة هذا الخيار على المستوى الوطني والقومي والاسلامي".