علمت "الأخبار" ان الجيش حاول قتل أمير "النصرة" في جرود عرسال أبو مالك التلي أربع مرات في إحداها، سقط الصاروخ على مقربة من سيارته، بعدما أبطأت سرعتها بسبب مرور سيارة في الاتجاه المعاكس، صدفة. وهذه العملية مصوّرة بدقة، فيما ألغى الجيش ثلاث عمليات لاستهدافه: في واحدة منها، توافرت معلومات دقيقة وموثقة عن وجود نساء وأطفال في المنزل الذي كان يعقد فيه اجتماعه؛ وفي ثانية، انطلقت مجموعة التنفيذ، وتم تحريك طائرتين، واحدة للمراقبة، وأخرى (من نوع سيسنا) للتدخل. لكن الاحوال الجوية التي تبدّلت منعت طائرة المراقبة من الاستمرار في مراقبة المكان الذي كان يُنتظر وصوله إليه. أما في الرابعة، فتبين أن إحداثيات مكان وجوده لم تكن دقيقة.

وأكدت ان "التلي المسؤول المباشر عن عمليات قتل عشرات اللبنانيين، وعن إعدام عسكريين أسرى، وعن اجتياح بلدة عرسال وخطف عسكريين وأمنيين وقتل آخرين في الهجوم بعضهم قضى ذبحاً، وعن قتل عدد من أبناء بلدة عرسال ونازحين سوريين وصلب بعضهم في الجرود، والقائد الفعلي للقوات الإرهابية التي تحتل الجرود اللبنانية ــ يخصع للملاحقة الحثيثة من الجيش".

كما علمت "الأخبار" من المعلومات الواردة إلى الأجهزة الأمنية، أن "قيادة العمليات الخارجية في تنظيم "داعش" في الرقة، أصدرت أمراً إلى مجموعات تعمل في لبنان بوجوب تركيز العمل على استهداف مناطق تقطنها غالبية مسيحية، إضافة إلى مناطق يسكنها أبناء الطائفة الدرزية. كذلك فإن أوامر "الرقة" تطلب استهداف النواب والوزراء والسياسيين ​الدروز​، وعلى رأسهم النائب ​وليد جنبلاط​.

ولفتت المصادر إلى أن تعليمات "داعش" تشير إلى أن تنفيذ عمليات ضد المسيحيين والدروز سيكون له وقع إعلامي وعملي أكبر بكثير من العمليات السابقة.

من جهته أكد مسؤولي أمني أن "التنظيم الارهابي، فيما لو نجحت عملياته، لم يكن يهدف إلى الإيذاء وحسب، بل كان يرمي إلى دفع عدد كبير من المواطنين اللبنانيين إلى هجرة بلداتهم ومناطقهم، أسوة بما جرى مع الأيزيديين في سنجار والمسيحيين في عدد من المناطق العراقية الأخرى. وهنا مكمن خطورة ما أراده التنظيم، وأهمية العمل الأمني الاستباقي الذي تحدّث عنه المشنوق".