وسط ميدان سباق الخيل غاب صهيل الخيول واصوات حوافرها التي تتسابق الى المركز الاول وعلت اصوات الاغاني والموسيقى. أما الفرح الذي كان باديا على وجوه الجميع فهو بفضل الحدث الذي جدد الحياة في نفوس كل من ارتاد "City Picnic Beirut".

هذا الحدث الذي نظم مساء 21 من شهر آب من قبل شركة "Mindwhisk Events" هو الأول من نوعه في لبنان، في مسعى لكسر رقم قياسي عبر أكبر "Picnic"، اما مرتادوه فمن مختلف الاعمار والجنسيات لم يأبهوا الا بتمضية وقت جميل، من المؤكد انهم حصلوا عليه مع وجود حوالي 6 الاف شخص. عند المدخل يقف رجال أمن لتفتيش الجميع، أما في الداخل فينتشر أيضا رجال الأمن ومنظمو الحدث حفاظا على الأمن وحسن التنظيم، بالاضافة الى التجاوب الكامل مع طلبات مرتادي الـ"picnic"، كما تم توزيع البطانيات للجلوس عليها.

توضح احدى المشاركات في حديث لـ"النشرة"، أنها تعرفت الى "City Picnic Beirut" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن "الحدث جميل جدا وكذلك الأجواء مرحة، أما الأمر الوحيد المزعج فهو ارتفاع حرارة الطقس". وهذا أمر أكد عليه العديد من الأشخاص، مشيرين الى أن "هذا الأمر جرت محاولات لضبطه عبر توزيع المظلات والمراوح في أرجاء الميدان".

أما الأنشطة فتعددت بين ممارسة اليوغا ورقص الـ"Zumba"، الى الـ"Trampoline" ولعب الطاولة، الشطرنج والـ"Flipper"، بالاضافة الى حملات توعوية ضد السرطان وكيفية الحماية من الحر والشمس، وحملات للتبرع بالدم.

كما تزين ميدان الخيل بأكشاك الأطعمة المتعددة بين الشرقية والغربية، والحلويات التي تحضر أمام المشاركين، أما الأسعار لم تكن خيالية كما رجح البعض أن تكون.

وفي هذا السياق، لفت جاد وهو أحد مرتادي الـ"picnic" الى أن "الأسعار طبيعية"، وقال: "بدل أن نذهب إلى المطعم، جاءت المطاعم إلينا، وأسعار الطعام لم تتغير بين المطعم والأكشاك. والأمر الجميل هو أنني وأصدقائي استطعنا تناول وجبة طعام في مكان واحد رغم اختلاف أذواقنا بالأطعمة".

وردا على الفئة التي تعتبر أن الحدث تجاري بإمتياز، تشير فرح الى أنه "في الـ"picnic" التي يعرفها الجميع لا توجد أجواء فرحة مثل التي توجد اليوم، والذي لا يرغب بأجواء الصخب والموسيقى يمكن له أن يذهب الى أي حديقة ويستمتع بالهدوء، أما نحن فنرغب بهذه الأجواء المرحة التي تزيل عنا تعب الأسبوع"، متمنية أن يتم تنظيم مثل هذا الحدث كل فترة.

والحدث الأبرز الذي جذب العدد الأكبر بعد غروب الشمس فهو "Open Air Cinema Experience"، الا أن مآخذ البعض فكانت على التأخير ساعة ونصف بعرض الفيلم بسبب المشاكل التقنية، في حين كان يتوقع ان يكون الفيلم حديثا ويعرض في صالات السينما.

تبقى "City Picnic Beirut"، احدى الأفكار الجديدة التي يرغب العديد بتجربتها، خصوصا في ظل الوضع الضاغط أمنيا واقتصاديا، وحاجة الناس الى فسحة من السعادة تعيد الأمل بأن لبنان سيبقى بلد السياحة.

لمشاهدة الصورإضغط هنا.