دعت مصادر سياسية بارزة لصحيفة "الحياة" إلى عدم إهمال الخيار الثاني الذي طرحه رئيس "تيار المستقبل" الحريري، والذي يقضي بالاستقالة من الحكومة والخروج من الحوار وممارسة الدور السياسي من خارج السلطة، طالما أن بقاء الوضع على حاله يضر بمصالح التيار، في ظل شلل المؤسسات وفشل الحوارات في معالجة أي من المشاكل التي يعاني منها، لا سيما في مناطق نفوذه وأبرزها انتشار "سرايا المقاومة" التابعة لـ"حزب الله" في المناطق السنية.

وتشير هذه المصادر إلى أن الحريري طرح على رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، خلال لقائه كلا منهما قبل 3 أسابيع خيار الخروج من الحكومة ومغادرة الحوار، كواحد من الخيارات الثلاثة التي يناقشها مع قيادة تياره، مستخدماً حججاً عدة أبرزها أنه قام بكل المبادرات الممكنة للخروج من الفراغ الرئاسي، من دون أي تجاوب معه، وأنه يخسر من جمهوره نتيجة لذلك، هذا فضلاً عن استمرار مشكلة "سرايا المقاومة" بلا معالجة.

ولفتت المصادر البارزة الى أن بري وجنبلاط أصرا على الحريري لاستبعاد هذا الخيار، وأن الأول قال له العبارة الشهيرة بأن "مقابل خسارتك في جمهورك ربحت على الصعيد الوطني"، فأجابه الحريري: "وكيف يصرف كل ذلك في الانتخابات؟"، أما الثاني فتقول المصادر البارزة أنه ألح عليه لتأجيل البحث في خيار قلب الطاولة والخروج من الحكومة لأنه يؤدي إلى تعميم الفراغ في السلطة ويزيد التأزم.

وأشارت المصادر الى أن بري وجنبلاط أخذا وعداً من الحريري بصرف النظر عن هذا الخيار، وهذا ما دفع بري إلى التأكيد أن لا استقالة للحكومة وأنها مستمرة، تضيف أن لا شيء مضموناً في هذا الصدد، وأن الأمر ما زال مطروحاً على طاولة النقاش في "المستقبل"، خصوصاً مع استمرار التأزم على الصعيد الإقليمي نتيجة انخراط "حزب الله" في السياسات والمخططات الإيرانية في المنطقة والتي تحول دون أي أمل بمعالجة الأزمة السياسية في الداخل.