يخيل للناظر الى الارهابي ابراهيم خالد بركات ان «المهاتما غاندي» عاد الى الحياة ولكن بشكل مختلف لناحية المظهر الخارجي لكن لفتته ومساعدته للايتام والفقراء ونقل الفكر الصالح الذي يحمله الى الاجيال الصاعدة من جميع الاعمار ادناها الـ5 سنوات حيث كلف بركات احد المشايخ تلقين هذه الفئة العمرية القرآن الكريم، تشبه غاندي. لم يغب عن لسان بركات تفانيه في سبيل العائلات الفقيرة والباس الاطفال في الاعياد وكان يسعى جاهداً للتواصل مع اشخاص في مناطق طغى عليها الفقر الى ان وصل الى وادي النحلة حيث تعرف الى عمر سيف عبر المدعو عامر الحلواني لتقديم المساعدات لأهل البلدة.

استجواب ابراهيم بركات لم ينته ولكن رئيس المحكمة العسكرية الدائمة العميد خليل ابراهيم قرر ارجاءها بعد نهار طويل من الاستجوابات كون عدد القضايا المدرجة على جدول المحكمة العسكرية تجاوزالـ10جلسات، وقدر لعدد كبير منها ان تصل الى صدور الاحكام بحق المتهمين فيها.

وكون سجل بركات حافلاً ويحتاج الى ساعات طويلة ولكنها لن تكون مرهقة بالنسبة لرئيس المحكمة الذي كان على استعداد لاكمال الاستجواب ولكن جدول الجلسات كان مثقلاً، ولا يمكن للحاضرين ولا يمكن للمتهمين المخلى سبيلهم ان ينتظروا في القاعة لما بعد الساعة التاسعة بعد مرور اكثرمن 10 ساعات على دخولهم القاعة بانتظار صدور الاحكام التي تتطلب وقتاً طويلاً يمضيه رئيس المحكمة واعضاء الهيئة الاستشارية في غرفة المذاكرة.

ابراهيم بركات الذي القي القبض عليه في 3/5/2015 بينما كان متوجهاً من مرفأ طربالس باتجاه تركيا للالتحاق بـ«داعش» بعدما تم تعيينه المفتي الشرعي للتنظيم في طرابلس والشمال، لا سيما وان هناك مكالمات قد رصدت بينه وبين قياديين في «داعش» في كل من العراق وسوريا، وهو كما اشيع حاول المغادرة بعد شعوره بالخطر اثر توقيف الشيخ خالد حبلص.

بركات من المقربين الى السلفي التكفيري محمد الايوبي والموقوف السلفي الآخر محمد الشامي، احضر امام قوس المحكمة بعدما استجوب ما تبقى من متهمين في الملف نفسه وهم خالد صبحة، بلال السيد، القاصر م.ص.، محمود عبد الحميد سيف، بشار خضر سيف، يحيى سيف، عدي سيف، عبد الرحمن سيف، وهؤلاء لا سيما المتهمين من آل سيف لم تتجاوز مدة استجوابهم الكثير من الوقت الامر الذي يوحي ان التهم الموجهة اليهم ليست باهمية التهم التي نسبت الى بركات والحلواني.

المتهمون17 بينهم زوج مصطفى سيف الوحيد الذي يحاكم بالصورة الغيابية، وهم مدعى عليهم بالانتماء الى تنظيم «داعش» وقتل ومحاولة قتل ضباط وجنود الجيش اللبناني عمداً اثناء قيامهم بالوظيفة.

استجوب في البداية خالد بلال صبحة وكيله المحامي فادي حايك، وهو بدأ دراسته الجامعية في كلية الهندسة انتقل بعدها الى دراسة الحقوق وحصل على منحة دراسية لمتابعة اختصاصه في تركيا.

وبسؤاله عن عامر الحلواني ومدى علاقته به اكد انه ابن عمة زوجته وهو اختبأ لدى الاخيرة لمدة لم تتجاوز الاسبوع بعد ان علم انه مطلوب.

وقد نفى خالد معرفته بالشيخ اسامة عنتر سوى انه شيخ في المنطقة.

اما بالنسبة لما افاد به عن رفض بلال السيد مساعدته للذهاب الى تركيا والذي حصل على رقمه من عامر، نفى الامر، لافتاً الى انه سئل عن «ابو هريرة»، فاجاب ان وسيم هو من يمكنه المساعدة.

اما مؤمن الاحدب فهو ابن حارثه ومؤذن طلب منه تزويده برقم السيد واعطاه اياه ولم يعلم السبب.

اما بالنسبة للتنظيمات الاسلامية ورأيه فيها اكد صبحة انه من المستحيل ان ينضم اليهم ففكره مختلف عن فكرهم وهو يتابع دراسته في الحقوق وهذا الامر لا يؤمنون به.

وبسؤاله عن التفاصيل التي وردت في افادته عن كيفية انتقال الشباب في طرابلس عبر تركيا باتجاه سوريا نفى الامر مؤكداً عدم معرفته باي من الاشخاص الذي قصدوا سوريا او كانوا يرغبون بالسفر الى هناك.

اما المتهم الثاني بلال السيد فقد اكد ان معرفته بالحميصي هي بسبب سيارة قام باستئجارها منه وتعرضت للاعطال ونشب خلاف بينهما ولكنهما تصالحا.

وقد نفى بلال معرفته بالشيخ اسامة عنتر وبعلي صفصوف بينما الحلواني ابن حارته، وبالنسبة للقبه «الحنون» فهو توارثه من اجداده وليس له علاقة بخالد حبلص وكل ما ورد في التحقيق لم يعترف به انما كان يرد على الاسئلة والمعلومات ايجاباً دون ان ينكرها لافتاً الى ان لديه مؤسسة تجارية قرب حاجز الجيش وهو الاول والاخير عمله.

وبالانتقال الى المتهم القاصر م.ص. وكيله المحامي سامر حواط الذي حضرت الى جانبه مندوبة الاحداث فهو لا يعرف احداً من المتهمين وهو يقطن في منطقة اسمها City Complex (طريق الميناء) وهو لا يتابع الدراسة انما يعمل في مجال الهواتف الخليوية بعد خضوعه لدورة عن كيفية اصلاحها وعمل فيما بعد مع شقيقه. وقد نفى القاصر نيته الذهاب الى سوريا ولا يعرف بركات او حبلص كما انه يؤدي صلاة الجمعة في منزله وهو كان يؤديها احياناً في مسجد طارق منطقة التل ولا يعرف من يؤمه.

وقد استجوب فيما بعد المتهمون من آل سيف وأولهم محمود الذي يعمل في مجال الميكانيكي ولا يعرف بركات ولم يسمع به وهنا توجه العميد لبركات قائلاً: «مش منيحا الك».

وقد أكد محمود انه كان في قريته اثناء الاحداث التي حصلت في طرابلس في 25/10/2014 ولم يكن حارساً على مقر الامير ابراهيم كما ورد في افادته. فسأله العميد هل المحقق قال انك اطلقت النار على الجيش؟

اجاب محمود: بالطبع لا لو قمت بذلك لدونتها.

العميد: انت أكدت انك بقيت في الحراسة حتى الساعة الرابعة ومن ثم رميت سلاحك لو ان المحقق يريد كما تقول التجني عليك لكان دون انك حملت قاذفة «ار. بي. جي» وهنا توجه محمود الى العميد بالقول ان احد ضباط الجيش ارسل في طلبهم لبعض الوقت ثم اوقفوا اما بشار ابن خال محمود فهو يعمل في مجال التلحيم ولا يعرف بركات، كما نفى ان يكون قد قام بالحراسة عند الامير ابراهيم ونفى كل ما نسب اليه لا سيما فيما يتعلق باطلاقه النار على الجيش.

المتهم الثالث من آل سيف فهد يحي الذي يعمل في شركة حفريات لا يعرف بركات والحميصي والحلواني وكذلك الامر بالنسبة للبناية المهجورة وهو يوم 26/10/2014 كان متواجداً في قريته في رحلة ترفيهية وليس كما ورد في التحقيق انه قام بمهمة «التذخير».

اما الرابع من آل سيف فهو عدي يعمل في مجال الطوبوغرافيا وموقوف منذ 18 شهراً ولم يكن «مذخرا» كما ورد فهو لا يعرف شيئاً عن الاسلحة وهو لم يطلق النار على الجيش وليس له الشرف ان يفعل ذلك اما الخامس فهو عبد الرحمن وجميع المتهمين من آل سيف وكيلتهم المحامية جوسلين الراعي.

عبد الرحمن اكد انه «غير فالح بالعلم» ولا يعرف احد من المتهمين سوى ابناء عمه وهو كان في رحلة ترفيهية يوم26/10/2014 وهذا الامر يقومون به بشكل دائم لافتا الى انه لم يكن «مذخرا» و«ما لي الشرف» ولا يعرف بركات وردد مرة اخرى «ما لي الشرف» فطلب منه العميد النظر الى بركات مشدداً على انه لم يقم بمبايعته.

وبعد الانتهاء من استجواب المتهمين من آل سيف طلب العميد من بركات الخروج من القفص وبالطبع حضر ابراهيم امام القوص بهدوئه المعتاد واضعاً يده اليمنى على صدره ملقياً التحية على الجميع بقوله: «اسعد الله مساءكم» وكان حاضراً الى جانبه وكيله المحامي نشأت فتال فتوجه اليه العميد بالقول تعرفنا عليك سابقاً ولكن اليوم سنتعرف اكثر.

اجاب بركات: لي الشرف.

العميد: في هذه القضية ما علاقتك بالمتهمين؟

بركات: اعرف الصفصوف والحلواني الذي عرفني على عمر سيف.

العميد: المناسبة؟

بركات: انت تعرف ان لدي جمعية لمساعدة الفقراء واخبرني الحلواني ان هناك فقراً في وادي النحلة فطلبت منه التعرف الى احد من المنطقة ليسلمه المساعدات.

العميد: كان هناك اعتكاف في الجامع وكان الحلواني من احد المشاركين.

بركات: بالطبع نقوم بالاعتكاف في سنة من شهر رمضان وانا لا اكون حاضراً بسبب انشغاله بالباس ثياب العيد للفقراء.

العميد: الحلواني اكد ان علاقتكما توطدت خلال شهر رمضان؟

بركات: ريس انا رجل دين ومن الطبيعي ان اتواجد في المساجد.

العميد: الحلواني يؤكد انك اصريت على ان يبايع «داعش» وانت الامير وطلب منه ايجاد شباب لمبايعة التنظيم.

بركات: لقد كنت صريحاً ذهبت واجتمعت بشخصين ينتميان الى «داعش» احدهم «ابو الوليد» وشخص آخر.

العميد: اخبرت الحلواني.

بركات: ليس من مصلحتي كرجل دين.

العميد: الحلواني اكد انك اجتمعت مع العديد.

بركات: حضرة القاضي انا عدت في 5 رمضان ومن العشرين منه حتى الثلاثين وزعت الحصص والالبسة، لو انتميت الى تنظيم لما صرفت الاموال على ما يرضي الله.

العميد: لنعود الى معركة التبانة.

بركات: تقول رجل ينتمي الى «داعش» اين الدليل وهل هناك تواصل رحت على سوريا وهناك حرب.

العميد: قلي ملف وتركب عليك لماذا؟

بركات: لانني رجل صالح.

العميد: معقول رجل صالح ترجم.

بركات «الحاسدين كتار تركب علي».

العميد: انت قلت ان الايوبي استلم منهم المال لماذا تتراجع عن كلامك.

بركات: انا ذكرت انه قصدهم ليجلب المال وتحديداً من صديقه «ابو الوليد».

العميد: «ابو الوليد» كان في «الحر» ثم انتقل الى النصرة ومن ثم انضم الى «داعش».

بركات: هو صديق لابو ايوب (الايوبي) و«غلطتي اني ذهبت معه لعندو».

العميد: الايوبي ذهب لجلب المال وانت لماذا رافقته.

بركات: علمت فيما بعد انهم «داعش».

العميد: علمت ان الايوبي الف مجموعة وهو يبحث عن امير شرعي واعلمهم عنك وقد وصل عدد المجموعة عند استلامك لها بعد توقيف الايوبي الى 28.

بركات: لدي موظفين وانا ذهبت الى سوريا ولكن ليس هناك من تواصل ولا اي دليل والا لظهر في الملف، وانا فقط لدي جمعية لها مركز في القبة وضهر المغر..

العميد: لماذا ذهبت الى التبانة.

بركات: اخطأت.

العميد: انت تدعي انك تقوم باعمال الخير فلماذا هربت من القبة الى التبانة وانت شيخ ولم تقم باي عمل امني كان عليك الظهور واثبات ذلك لكنك استعملت جواز سفر مزور لتهرب.

بركات: اخطأت.

العميد: اين كنت في 26/10/2014 ولماذا هربت الى التبانة.

بركات: في 26 كنت في بلدتي ضهر المعز.

العميد: هربت الى التبانة لان هناك بيئة حاضنة لك اسامة منصور وشادي المولوي، سكاف، والخياط وهم مجموعة واحدة.

بركات: لا سيدي القاضي عندما نزلت «ربطوني بهم» و«داعش» تخالفني واخالفها لانها تخالف مبدأ الاسلام وذلك بعد ان تلى حديث نبوي «لا يدخل الجنة الا النفس المسلمة».

وبالنسبة لمعرفته بالبرادعجي اكد بركات ان الاخير هو مؤسس الدار وهو خير في عطائه حيث كان يرسل الاموال وفق احتياجات الجمعية وفي احدى المرات ارسل له 8 آلاف دولار لمعالجة طفل مريض بالسرطان، فرد عليه العميد انه اشترى «بي كاسي».

فاجاب بركات: حضرة العميد لي الشرف بالوقوف مع المريض وهو مطلوب بسبب ما ذكره الايوبي وهو تم استدعاؤه سابقاً من مخفر القبة واتهم بالانتماء الى «داعش» فاجابهم انهم ادرى واخلي سبيله بعد يومين فقد اكد بركات في ختام المرحلة الاولى من استجوابه انه اخطأ 3 مرات بداية عندما رافقت الايوبي، وفي المرة الثانية عندما تم تداول اسمه في وسائل الاعلام ولم يسلم نفسه والمرة الثالثة عندما استحصل على جواز سفر مزور وقد ارجأت الجلسة الى 17/10/2016 لاستكمال استجواب الاخير.