أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي ​جوزيف أبو فاضل​ أنّ الحكومة سوف تستمرّ ولو بقي الرئيس ​تمام سلام​ فيها وحده لأنّ المزاج الدولي والإقليمي راضٍ عليها ويريد الاستقرار في لبنان، ولفت إلى أنّ حزب الله فعل المستحيل مع رئيس الحكومة تمام سلام ومع رئيس المجلس النيابي نبيه بري لرأب الصدع بينه وبين التيار الوطني الحر.

وفي حديث إلى تلفزيون "LBC" ضمن برنامج "نهاركم سعيد" أدارته الإعلامية ديما صادق، جزم أبو فاضل أنّ جلسة الحكومة التي عقدت بالأمس لم يكن يمكن أن تكون مثمرة، مشيراً إلى أنّ التيار الوطني الحر لم يخسر فيها وكذلك الرئيس تمام سلام لم يخسر، إذ لم يصدر عنها أيّ قرار بشأن القضايا الحساسة.

وفي موضوع الميثاقية، لفت أبو فاضل إلى أنّ الميثاقية السياسية للجلسة لم تكن مؤمّنة على الصعيد المسيحي، بغياب التيار الوطني الحر واستقالة حزب الكتائب وعدم مشاركة القوات اللبنانية أصلاً في الحكومة.

فرعون مُحرَج

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ الوزير الوحيد المُحرَج هو الوزير ميشال فرعون، لأنّه بحاجة، في حال بقيت التقسيمات في دائرة بيروت الأولى كما هي، إلى تحالف عون – جعجع وليس بحاجة للرئيس ​سعد الحريري​ كما في السابق.

وشدّد أبو فاضل على أنّ فرعون هو الوحيد المُحرَج من الأزمة الحكومية، بخلاف الوزير سليمان فرنجية وحزب الله والآخرين الذين سيسيرون جميعاً بالتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، لافتاً إلى أنّ الدكتور سمير جعجع نفسه يؤيد التمديد للعماد جان قهوجي، وهذا الموضوع أصبح واضحاً للجميع.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ الرئيس تمام سلام لم يقتنع بتأجيل الجلسة رغم الاتصالات السياسية، وقد تمّ التوصّل لاتفاق بأن تُعقَد الجلسة من دون نقاش القضايا الحسّاسة.

التيار الوطني الحر يعارض

ورأى أبو فاضل أنّ العماد عون والتيار الوطني الحر وتكتل التغيير والاصلاح حريصون على البلد ويدركون الوضع، مشيراً إلى أنّ لبنان دائماً مفعول به ولم يكن يوماً فاعلاً بأحد، وهذا يعرفه النسيج اللبناني بكامله، لافتاً إلى أنّه إزاء الوضع الحال لم يبقَ للتيار الوطني الحر إلا أن يعارض.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ التيار الوطني الحر يعارض أولاً من حيث المبدأ، فهو ضدّ التمديد للمجلس النيابي وهو ضدّ التمديد لقائد الجيش، وهو يريد تعيين قائد جيش جديد، كما أنّ هناك عدّة أمور تجعل التيار الوطني الحر يبقى على مبدئيته وموقفه، ولو كان يعرف مسبقاً أنّه سيخسر في النهاية.

ولفت أبو فاضل إلى أنّ وزراء التيار الوطني الحر باقون في وزاراتهم ولو تمّ وقف التعامل مع الحكومة، وبالتالي ستبقى المراسلات موجودة، مشيراً إلى أنّه سيكون هناك تداعيات للجلسة الحكومية الأخيرة التي عقدت بغيابهم.

مواقف عون مبدئية

ورداً على سؤال، رفض أبو فاضل ما يُحكى عن أنّ التيار الوطني الحر يأخذ أشباه مواقف فقط ولا يأخذ مواقفاً حقيقياً، مشيراً إلى أنّ مواقفه مبدئية، وهذا هو الموقف الحقيقي، لافتاً إلى أنّ الاستقالة من النيابة والوزارة ليست أمراً صائباً في هذه المرحلة، بل هي بمثابة هروب من المسؤولية، خصوصاً أنّ الحكومة ستستمرّ.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ التيار الوطني الحر يتخذ مواقف مبدئية، آملاً من كلّ الأطراف أن تسلك هذا السلوك، ولفت، رداً على سؤال، إلى أنّ الميثاقية بحدّ ذاتها موجودة في الحكومة من دون التيار الوطني الحر طالما أنّ هناك وزراء مسيحيين موجودون، ولكن الميثاقية السياسية غير موجودة.

واعتبر أبو فاضل أنّ خطأ العماد ميشال عون كان بالدخول في هذه الحكومة بوزيرين فقط، في حين كانت حصّة تكتل التغيير والاصلاح في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تصل إلى عشر وزراء، مشيراً إلى أنّ المقاطعة لو حصلت في تلك الحكومة لكان البلد اهتزّ.

تشنّج فهدوء

وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ عملية تشنّج ستحصل وقد تستمرّ لنحو 15 يوماً، على أن تهدأ الأمور بعد ذلك، وأشار إلى أنّ هناك عدّة سيناريوهات مطروحة من قبل التيار الوطني الحر، ملمحاً لإمكانية أن يلجأ لتنظيم مظاهرة أو حشد.

ولفت أبو فاضل إلى أنّ ما يقوم به التيار الوطني الحر اليوم ليس من باب خلق معطيات جديدة في البلد، ولكن من باب المبدئية التي ثابر عليها العماد عون منذ أن كان رئيساً للحكومة في لبنان إلى اليوم، مشيراً إلى أنّ هذه المبدئية هي ضدّ التمديد ومع تطبيق القوانين وكل شيء بهذا الاتجاه.

واعتبر أبو فاضل أنّ الخلاف الرئيسي والجدي اليوم هو بين العماد عون والعماد قهوجي، مشيراً إلى أنّ عون يعتبر أنّ أداء العماد قهوجي ليس سليماً، في وقت الكثير من اللبنانيين الذين هم ضدّ العماد عون يعتبرون أداء العماد قهوجي ممتازاً جداً ويخالفون عون في ذلك، والأميركيون في هذا الجو وكذلك الرئيس نبيه بري والرئيس تمام سلام.

التحالف الشيعي أهمّ

وشدّد أبو فاضل على أنّ التمديد للعماد قهوجي حاصل، مرجّحاً إمكانية صدور قرار إداري قبل نهاية الأسبوع عن وزير الدفاع سمير مقبل بالتمديد سنة للعماد جان قهوجي، وهذا الموضوع معروف لدى التيار.

ورداً على سؤال، نفى أبو فاضل أن يكون هناك عجز لدى التيار الوطني الحر، بدليل عدم قدرته على تحقيق شيء ممّا يصبو إليه، ولفت إلى وجود تفاهم بين التيار وحزب الله من جهة والقوات من جهة ثانية، وأشار إلى أنّ حزب الله يطالب بالتعيين أولاً، وفي حالة استحالة التعيين، لا يمانع التمديد ضمن التركيبة السياسية.

وأكد أبو فاضل أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان واضحاً بدعمه المطلق للعماد عون في الاستحقاق الرئاسي، إلا أنّ الرئيس سعد الحريري في المقابل لم يستطع أن يأتي بموقف علني وأكيد من المملكة العربية السعودية بتأييد العماد عون.

ورداً على سؤال عمّا إذا كان حزب الله حاول تغيير موقف الرئيس نبيه بري من العماد ميشال عون لدعمه في الاستحقاق الرئاسي، أشار أبو فاضل إلى أنّ الرئيس نبيه بري ليس موظفاً عند حزب الله وإنما هو حليف لحزب الله، والتحالف الشيعي أهمّ من التحالف مع عون بالنسبة للرئيس بري وبالنسبة للسيد نصرالله، وذلك لأنّ هذه الثنائية الشيعية إلى حدّ ما تحكم ثلاثة أرباع البلد، فلذلك أيّ خلاف شيعي شيعي سوف يضعف هذا المكوّن ويجعل حزب الله وحركة أمل ربما يكونان مثل حزب عدنان الحكيم رحمه الله.

دعم حزب الله لعون ثابت

وجزم أبو فاضل أنّ الرئيس نبيه بري سيشارك في جلسة انتخاب الرئيس وينتخب العماد عون في حال قرّر الرئيس سعد الحريري فعلاً أن يمضي والسعودية بالعماد عون. وشدّد على أنّ دعم حزب الله للعماد عون ليس كلامياً أبداً انطلاقاً من ذلك، وفي ما يتعلق بالأمور المتفق عليها وغير المتفق عليها، فهي تخضع للحوار بين العماد عون والسيد نصرالله، وبين أركان التيار الوطني الحر وأركان القيادة في حزب الله.

ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ حزب الله حقيقةً يريد دماً جديداً في قيادة الجيش، ولكنّ الوضع في عرسال والقاع ومشاريع القاع ورأس بعلبك والوضع الأمني في البلد عامة لا يسمح للمؤسسة العسكرية أن لا يكون فيها رأس، وهذا الرأس موجود وهو يدير الأزمة، والجيش بحاجة لهذا الأمر.

وأكد أبو فاضل أنّ حزب الله يريد أن يحصل كلّ شيء في البلد على الصعيد القانوني من تعيين قائد جيش جديد إلى تعيين أمين عام مجلس أعلى للدفاع وكلّ شيء، لكن الظروف الأمنية في البلد لا تسمح لحزب الله بذلك، لأنّ الحزب يقاتل في سوريا وينتصر وهو يقاتل في كلّ هذه المنطقة وهو يحمي لبنان من الداعشية التي استيقظ على خطرها فجأة اليوم الأميركيون والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنفسه.

لا رئاسة في لبنان؟

ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّه إذا لم يجتمع الإيراني والسعودي لا رئيس جمهورية في لبنان لا الآن ولا بعد مئة سنة، مشدّداً على أنّ الموضوع يتخطى هذا الأمر، وتلاقي الإيراني والسعودي واتفاقهما على رئاسة الجمهورية في لبنان شرطٌ أساسيٌ لإنجاز الاستحقاق في لبنان.

ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ مرشح الرئيس نبيه بري للرئاسة هو الوزير سليمان فرنجية وربما ضمنياً الوزير جان عبيد، لكن عندما تصل العملية وتنضج الثمرة السعودية الإيرانية، فوراً يسير بها.

وأكد أبو فاضل أنّ زعامة السيد نصرالله تخطت لبنان وسوريا وإيران، وهو يعتبر المقاوم الأول في المنطقة، متحدّثاً عن ارتباط اليوم من القدس إلى بيروت إلى دمشق إلى بغداد إلى طهران وحتى إلى موسكو، وهذا الحلف أصبح حلفاً واقعياً ومعروفاً، وأشار إلى أنّ السيد نصرالله لاعب إقليمي ذو ثقل كبير جداً.

خلاف سني شيعي

ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ حزب الله، رغم هذه القوة التي يملكها، لا يستطيع أن يفرض ما يريد داخلياً، فهناك شريك في البلد هو الشريك السني، وحزب الله ليست مستعداً لتفجير الخلاف السني الشيعي في لبنان على حساب رئاسة الجمهورية أو على حساب مؤسسة الجيش أو على حساب مؤسسة الأمن العام أو على حساب أمن الدولة أو المعلومات أو أيّ شيء.

ولفت أبو فاضل إلى أنّ هذا الأمر يخضع لتجاذبات كبيرة وليست محلية، مشيراً إلى أنّ حزب الله يتخطى هذا الموضوع، وهو يعلن علناً منذ سنتين حتى اليوم أنّ مرشحه الوحيد هو العماد ميشال عون، وقالها السيد نصر الله في ذكرى 14 شباط.

ورفض أبو فاضل تصوير حزب الله وكأنّه يمون على الرئيس بري أو يسيّره، مشدّداً على أنّ الرئيس بري هو رئيس مجلس النواب في لبنان، وإذا كان لديه قناعة أنه لا يريد العماد عون، فهذه قناعته، وكلّ الأمور تصطلح عندما تنضج الثمرة، علماً أنّ أيّ مرشح قد يتم التوافق عليه في النهاية.

هل يقاطع الحوار؟

ورداً على سؤال، لم يستبعد أبو فاضل إمكانية مقاطعة التيار الوطني الحر لطاولة الحوار، لافتاً إلى أنّ العماد عون لم يشارك شخصياً في العديد من الجلسات في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أنّ التيار يشعر بأنّه بات ملزماً أكثر فأكثر بالابتعاد عن طاولة الحوار، لأنّها لن تقدّم له شيئاً لا على صعيد قانون الانتخاب ولا على أيّ مستوى، وأعرب عن اعتقاده بأنّ الانتخابات النيابية لن تحصل في موعدها.

وكشف أبو فاضل أنّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم زار العماد عون قبل عشرة أيام وناقش معه مطوّلاً موضوع التمديد للعماد جان قهوجي، وقد أبدى العماد عون كلّ حرص على مؤسسات الدولة، لكنّه قال أنه يريد قائد جيش جديد، وهذا ما يطلبه العماد عون وهو حق مشروع، ولفت إلى أنّ الاتصالات التي حصلت بالأمس من قبل اللواء ابراهيم وحزب الله تصبّ في خانة استقرار البلد، مشدّداً على أنّ المشاكل لن تحصل في البلد، ولن يكون التيار الوطني الحر سبباً في أيّ مشاكل أو في خراب البلد لا سمح الله.

شخصية لن تتكرر

ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ التيار الوطني الحر انتصر في انتخابات العام 2005 والعام 2009، وهذه الشعبية لا تزال موجودة، ورأيناها في الانتخابات البلدية في العديد من الأماكن، وهذا نتيجة ممارسته السياسة على الأرض ونتيجة الحنكة الموجودة عند العماد عون.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ العماد ميشال عون بهالته وزعامته يجعل من يأتي بعده، اياً كان، لا يستطيع أن يكون بزعامته، لا الوزير جبران باسيل ولا أيّ وزير آخر، موضحاً أنّ ميشال عون خلق حالة شعبية منذ الثمانينات حتى اليوم، وهو شخصية لا تتكرر كل يوم وهذه الشخصية لها رمزية معيّنة.

وفيما لفت إلى أنّه ليس ملتزماً حزبياً داخل التيار الوطني الحر، أشار أبو فاضل إلى أنّ هناك أخطاء تحصل في كلّ الأحزاب، معتبراً أنّ خروج حزب الكتائب من الحكومة مثلاً كان خطأ، وشدّد على أنّه إذا أراد عون أن يوظّف هالته في خدمة فلان أو علان فالتيار سيخسر بالتأكيد، وهذه الهالة يجب أن يحافظ عليها العماد عون.

الأهداف هي هي

ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ هناك خلافاً داخل التيار الوطني الحر، لافتاً إلى أنّ من الطبيعي أن يستغرب المرء عندما يرى قياديين في التيار من أمثال نعيم عون وزياد عبس وأنطوان نصرالله وهشام حداد وغيرهم خارج التيار، موضحاً أنّهم كانوا معارضين شرسين وخرجوا عبر الإعلام وتحدّثوا عن ذلك.

ولفت أبو فاضل إلى أنّ هناك رئيساً للتيار الوطني الحر هو جبران باسيل، وقد سار الجميع بالتسوية التي أفضت لوصوله إلى الرئاسة، وأشار رداً على سؤال إلى أنّ العملية كبرت والمشكل كبر، مشدّداً على أنّ الإصلاح والتغيير ومكافحة الفساد لا تزال الأهداف الرئيسية في التيار الوطني الحر، وهي لم تتغيّر مع تسلم باسيل لرئاسة التيار.

تمديد ثالث للبرلمان

من جهة ثانية، جدّد أبو فاضل القول أنّ اللجان هي مقبرة القضايا والملفات، مشيراً إلى أنّ النواب لم يتوصّلوا لأيّ اتفاق في موضوع قانون الانتخاب، ولفت إلى أنّ هناك عدّة مشاريع يتمّ التداول بها، لكنّه أعرب عن اعتقاده بأننا متجهون نحو تمديد ثالث للمجلس النيابي إذا بقي الوضع كما هو.

وفيما لفت أبو فاضل إلى أنّ الانتخابات النيابية تجري إذا ما توافرت الإمكانيات، تساءل عمّا إذا كانت السعودية مستعدّة لتدفع مجدّداً المليارات للحريري وجعجع وجنبلاط والكتائب، وما إذا كانت إيران مستعدة لتدفع لحزب الله وأمل وعون وفرنجية والقوميين وغيرهم. وأشار إلى أنّ الانتخابات ستفرز ذات النتيجة، ولذلك فهذه الدول لن تدفع، والانتخابات لن تحصل، وتيار المستقبل هو بحاجة للمال كما كلّ التيارات وكل الأحزاب.

ولفت أبو فاضل إلى أنّ التمديد لا يزعج لا حزب الله ولا أمل ولا الرئيس سعد الحريري ولا التيار الوطني الحر، مشيراً إلى أنّ التمديد يحدث توازناً وهو لا يزعج أحداً، لافتاً إلى أن قيامة الشعب تقوم أصلاً إذا أجريت الانتخابات على أساس قانون الستين، معتبراً أنّ الشعب سيُخيَّر بين قانون الستين والتمديد. وأكد أنّ هناك معركة في كسروان، في حال جرت الانتخابات النيابية، وأشار إلى أن الوضع في لاسا متروك خصيصاً للانتخابات النيابية، ونفى ما يُحكى عن نية ميراي عون خوض الانتخابات النيابية في المتن.