توجهت الأنظار يوم أمس إلى ساحة رياض الصلح حيث السراي الحكومي، بعد تصعيد "التيار الوطني الحر" بمقاطعة جلسة الحكومة، والتصعيد المقابل من قبل باقي الافرقاء السياسيين. وانتظر جميع اللبنانيين الجلسة لانتظار الإنفجار الذي تم تأجيله إلى جلسة لاحقة بعد تأجيل البنود الخلافية.

انفجرت جلسة الحكومة أم لم تنفجر، رصد اللبنانيون، كل الأحداث السياسية في لبنان والتطورات، فمنهم من كان رافضاً لانعقاد هذه الجلسة بحجة "الميثاقية" ومنهم من ساند الحكومة وطالب بانعقادها رافضين تبرير "الميثاقية".

وفي جولة على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن رصد هذا الانقسام في الشارع اللبناني حول "ميثاقية" الجلسة، ومطالبات اللبنانيين بانتخاب رئيس للجمهورية كونه العمل الميثاقي الأهم.

يتوجه نجيب زوين إلى السياسيين في الحكومة قائلا "نحرتم الميثاقية بتعطيلكم انتخابات الرئاسة وتتباكون عليها اليوم"، مشددا على أن "الرئيس المسيحي الماروني هو رمز الميثاقية"، ومذكراً بأن الفراغ الرئاسي في لبنان مستمر منذ 824 يوما.

من جهتها، رأت سوزان برباري أنه "في كل مرة يخترعون معزوفة لالهاء الناس فيها واخرها الميثاقية واللعب على الطائفية بدل أن يكون عندهم خطة لانقاذ ما تبقى من بلد"، مشيرة إلى أنه "بين الميثاقية والتجييش الطائفي ربما للاهداف انتخابية وقعت جلسة مجلس الوزراء بين الانعقاد ام لا"، مضيفة "يا عين ياليل على هيك مسؤولين". ويصف سامر دبليز الميثاقية في لبنان بأنها "Menu a la carte".

في المقابل، يرى شربل عيد أن غياب وزراء "التيار الوطني الحر" عن جلسة الحكومة يفقدها "ميثاقيتها"، ويتساءل "ماذا لو غاب ثنائي حزب الله وحركة امل وحضر (النائب) عقاب صقر؟ او غاب "المستقبل" وحضر (النائب) قاسم هاشم او غاب (النائ وليد) جنبلاط وحضر وئام وهاب؟ هل تتحقق الميثاقية"؟، معتبراً أنه "عندما يؤمِّن قاسم هاشم شرعيّة سنية وعقاب صقر شرعية شيعية، يمكن عندها اعتبار ان من سيحضر من الوزراء المسيحيين اجتماع الحكومة غداً يمثل الشرعية".

في سياق آخر، ردّ بعض مناصري "التيار" على منتقدي وزير الخارجية جبران باسيل وخصوصا الرئيس السابق ميشال سليمان ووزيرة المهجرين أليس شبطيني.

فاعتبر "مناصر" أن "مَلِك الفراغ ميشال سليمان ذَهَبَ الى منزله وترك لنا فراغاته في الحكومة"، في اشارة إلى الوزيرة شبطيني. وأضاف ميشال متى "قالوا لعنتر مين عنترك؟ قلّن تْعَنْتَرتْ وما حَدَنْ رَدّني"، مشيراً إلى أن "وزراء اللقاء التشاوري كمّية وهميّة ونوعية تايوانيّة".

أما الناشطة مي خريش فرأت أن "وزير الاتصالات بطرس حرب يكون جالساً ولا أحد يتعاطى معه وفجأة يفتح النار على الجميع و"يتحركش"، مضيفة "يا خيي اهتمّ بالإنترنت، اعمل شي بينفع الله يرضى عليك".

كما كانت الميثاقية سبباً خلافياً في الحياة السياسية، باتت أيضا سبباً خلافيا في الحياة الافتراضية، وبات الجميع يتساءل، إلى متى ستبقى الميثاقية شمّاعة للجميع دون تحديد ماهيتها أو ايجاد تعريف واضح لها؟