اجتاحت ​النفايات​ في العام الماضي شوارع بيروت وجبل لبنان بسبب إنتهاء عقود سوكلين وإقفال مطمر الناعمة نتيجة اعتراض الأهالي، وبحجة أنه لم يعد يستوعب المزيد من القُمامة، لتفرج بعد عدّة أشهر بعد إتفاق السياسيين على حلّ موقت، جاء بنتيجته فتح مطمر الناعمة لشهرين وتجديد العقود لسوكلين لترسو المناقصات على مطمر الكوستابرافا لإستيعاب نفايات بيروت ومطمر برج حمود للمتن وكسروان.

ولكن بين بدء الأزمة وحتى إيجاد ما يشبه الحلّ، مرّت أشهر غرقت فيها المدن بالنفايات، هذه الأزمة "القاتلة" دفعت البلديات للبحث عن حلول. ​بلدية بكفيا​-المحيدثة إنكبّت للتفتيش عن حلّ جذري لهذه الأزمة كي لا تتكرر المصيبة عند كل استحقاق "وسخ"، فبدأت الفكرة عبر العودة الى الفرز من المصدر. هنا تشرح رئيسة بلدية بكفيا نيكول الجميل المسار الطويل لحل هذه الأزمة، لافتةً عبر "النشرة" الى أننا "بدأنا بحملة توعية وشدّدنا على ضرورة العودة الى الفرز من المصدر"، ومشيرةً الى أننا "شرحنا للناس أهمية وضع ثلاثة أكياس في المنزل الأول لرمي المواد العضوية فيه، الثاني للمواد القابلة لإعادة التدوير والثالث للعودام"، على أن يمرّ "عمال البلدية ثلاث مرات في الأسبوع لجمع تلك الأكياس".

وتردف نيكول الجميّل أننا "كنّا بدايةً نرسل البلاستيك و"التنك" الى مؤسسة Arcenciel التي كانت تأخذها منا، ولكنها لم تعد تستوعب الكميات التي تصلها نظراً الى الكميّات المرسلة اليها من المؤسسات والجمعيات". من هنا وبحسب الجميّل "قررنا أن نطلب المساعدة من المؤسسة المذكورة لتعلّمنا كيفية الفرز وما تفعله بالمواد حتى وصلنا الى فكرة إنشاء المعمل "Bi Clean" وهو مموّل من بلدية بكفيا وتابع لها.

إن لمعمل فرز النفايات "Bi Clean" الذي يستقبل حوالي عشرة أطنان من النفايات يومياً قادمة من بكفيا والمحيدثة، بحرصاف وساقية المسك طريقة خاصة في العمل. وفي هذا الإطار تشرح المسؤولة لينا الجميل عبر "النشرة" أن "النفايات غير عضوية توضع في إحدى الالات على أن يفرزها العمال بفصل البلاستيك عن الكرتون وغيرهما من المواد لإرسالها الى المعامل الخاصة بها لاعادة تدويرها"، مشيرة الى أن "المواد العضوية ترسل الى المزارع المجاورة"، في حين ان لا حلّ للزجاج الملوّن حاليًّا، شارحةً أن "نيكول الجميل تحضّر لمشروع قيد الدرس خاص لهذه المواد يرتكز على إرسالها الى الخارج".

نجحت بلدية بكفيا بتحويل البلدة الى "نظيفة"، ولتكون تكلفة ما تقوم به حالياً أقل بكثير مما كانت تدفعه سابقاً. فلماذا لا تتجه باقي البلديات لايجاد مخرج بيئي نظيف على غرار بلديّة بكفيّا وبالتالي تنجح في تحويل ملفّ النفايات من عبء على النطاق البلدي ومصدر تلوّث للناس الى مصدر ربح أساسي نظيف؟!