قضاء البترون تحول إلى ساحة نزال وإلى محور يشهد المعارك السياسية الضارية. هذا القضاء الذي «سرق «من قضاء المتن رونقه الانتخابي وينتظر أن يحظى باهتمامات المعنيين لما فيه من معان ولما يرسمه عبر النتائج للمستقبل السياسي لكل الأفرقاء.

قضاء بنائبين إذا طبق قانون الستين للانتخابات المقبلة. لكنه سوف يفوق بأهميته نتائج زحلة أو المتن الشمالي الأسباب عديدة خصوصًا انه قضاء يضج بورقة النيات على حد قول مصادر مسيحية، التي ستكون البترون مختبرا لها. ففيه رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل يخوض معركته المستحيلة حليفا للنائب القواتي الذي لم يهضم حتى الآن «عرس معراب» ولم يقترب كفاية تخوله التحالف مع «خصمه «التاريخي و«حليفه» الجديد جبران باسيل. وفي القضاء أيضا حنين كتائبي لاسترداد المقعد النيابي الذي شغله الراحل جورج سعاده. فالحزب لم ولن يقتنع بالمقعد الماروني في طرابلس كجائزة ترضية بل يريد استعادة حقه في قضاء لطالما اعتبره قاعدة كتائبية صلبة. وفي المقابل فإن المردة وشعبيته الوازنة في القضاء سمح له بأن يكون ناخبا كبيرا إذا تعذرلهم الانضمام إلى لائحة حلفائهم . علما ان المحامي وضاح الشاعر عضو المكتب السياسي بات رقما صعبا في البترون والجرد. كما أن تيار المستقبل سيؤدي دور بيضة القبان من خلال الصوت السني. وفي المقابل تسعى «القوات اللبنانية» مع حليفها الجديد «التيار الوطني الحر» إلى تأمين الفوز النظيف لإفهام «المتمردين «بأنه لا تسقط شعرة من الرؤوس إلا من خلالنا.

إذا ينتظر القضاء الانتخابات النيابية وجميع القوى السياسية والحزبية جاهزة لها وهي تتوزع وفق الآتي : القوات اللبنانية التي تعتبر أن لها الكلمة الفصل وأن فوز الآخرين كان يحصل دائما على اكتافها خصوصا أن مراكز الثقل الشعبي توجد في قرى البترون، فيما تنحصر شعبية حليفها السابق بطرس حرب في بلدته تنورين، والمعركة المقبلة ستضع الجميع أمام احجامهم الحقيقية. كما أن القوات اللبنانية وجدت في الحراك السياسي للوزير حرب تجاوزا منه للاستقلالية وصولا إلى التمرد والعداء، فهو لم يترك للصلح مطرحا في انتخابات تنورين البلدية، كما أنه سارع إلى التحالف مع خصمه بهاء حرب وقطع الحوار مع القوات عشية تأليف اللائحة البلدية بعدما شعر حرب بفائض القوة خصوصا مع تأييد المردة ورضى وقبول من تيارالمستقبل. كما أن التيار الوطني حليف القوات يعاني هي أيضاً من طموحات حرب الذي تجاوز الحدود في العمل السياسي على حد قول المصادر، لانه لا يزال حتى الأمس يروج أن تحالف معراب لا يمثل الأكثرية المسيحية كما أن وزير الاتصالات «فتح «وزارته أمام أبناء دائرته الانتخابية وكأن الانتخابات تجري غدا. ولم يكتف حرب الحدود المتعارف عليها بل مد يده إلى «الخرج العائلي «.وهذه محاولة بائسة كما تصفها أوساط عونية وتروي قصتها وفق الآتي :

يعتقد حرب انه قادر على اللعب داخل العائلة. وصدق أن الخلاف يستعر بين أفراد العائلة في الرابية. لذا قرر الانفتاح وشبك العلاقات مع العميد شامل روكز. وتتابع المصادر العونية بالقول ان حرب وجد في تقديم العميد روكز واجب العزاء بوفاة شقيقة حرب، فوجد الأخير الفرصة مناسبة لدعوته إلى حفل افتتاح مهرجانات ارز تنورين. وافق روكز وحضر مع عقيلته كريمة الجنرال عون. وفي الافتتاح ألقى حرب كلمة اعتذر فيها من الجمهور لتعذر متابعة الحفل بسبب الوفاة مشددا أمام الأنصار والحضور قائلا: انا انسحب لكنني اترككم مع المغوار البطل العميد شامل روكز. وعلا التصفيق وارتفعت عبارات التأييد. وهنا توضح المصادر العونية أن حرب أراد أن يصيب عدة عصافير في هذه الدعوة المشبوهة. وأبرز هذه الرسائل موجهة للوزير جبران باسيل. لكن حرب فاته الغداء الذي جمع العماد عون والوزير باسيل مع عائلاتهم في اليوم التالي في منزل روكز في اللقلوق. وتنهي المصادر تعليقها بأن حرب خرج من محاولاته اللعب على وتر العائلة بخفي حنين.

وفي المقابل، لا يزال حرب يقاتل كل الذين قرروا إلغاءه. على حد قول المصادر، رغم الأذى الذي الحق به من خلال حماية عبد المنعم يوسف في «اوجيرو». لكنه لا يزال ينسج التحالفات منطلقا من انتصار واضح في بلدية تنورين حيث هزم التحالف بين القوات والتيار. وحرب لم يتوقف عن التذكير بأن الأكثرية التي يدعي البعض امتلاكها ،لا تتعدى وجهة نظر يفاخر بها البعض. لكن الوقائع على الأرض تؤكد عكس ذلك. وهو «يغازل «حزب الكتائب والهدف لائحة نيابية في البترون تحظى بدعم الوزير سليمان فرنجية وتيار المستقبل. خصوصًا أن حرب على قناعة بأن النائب انطوان زهرا لا يركن البتة إلى لائحة تجمعه مع «عدوه « جبران باسيل. لكن القوات اللبنانية تعتبر همروجة حرب هي زوبعة في فنجان وهي لن تفيده لتحقيق اي انتصار ومعركة تنورين لا تؤسس بنتائجها كمؤشر على انتخابات القضاء.